الرئيسية / أخبار / السفارة في النظارة : بقلم المستشار في القانون الدولي الدكتور قاسم حدرج

السفارة في النظارة : بقلم المستشار في القانون الدولي الدكتور قاسم حدرج

بعيدا عن الغوص في تحليل قرار القاضي مازح من الناحية القانونية فان القرار القنبلة الذي القاه القاضي المقاتل قد حقق نتائج باهرة بحيث وصلت اصداءه الى البيت الأسود مما استدعى ردا من خارجيتها كما اصابت شظاياه السفيهة المستهدفة وقد شاهدناها تأن وتتلوى على شاشات التلفزة تبث شكواها من الأهانة التي اصابتها بسهم زعمت ان راميه هو حزب الله
مما يؤكد ان القرار قد حقق اصابات مباشرة اما شظاياه فقد طاولت العدو والصديق بحيث سمعنا فحيحا من هنا وأنينا من هناك والكل يعبر عن المه وامتعاضه واستنكاره من القرار القنبلة
فكيف توزعت الأصابات وفقا لما صدر من تصريحات والبداية كانت من صبيان عوكر وكلاب حراستها الذين لطالما رفعوا شعار السيادة ولكنهم يتقدمون الصفوف الامامية في اسواق النخاسة عارضين انفسهم بضاعة رخيصة وبأبخس الأثمان فتراهم وقد اصيبوا بنوبة هستيرية من حمى الدفاع عن حرية التعبير وهم انفسهم من لم يتركوا حرمة لدول صديقة ولا لزعمائها وتدخلوا بالمال والسلاح والتحريض الاعلامي عليها رغم انها دول تعرض علينا المساعدة بينما ينبروا للدفاع الاحمق
عمن يهدد وطننا وشعبنا بالحصار والجوع وقد رأينا البعض منهم
وهو من ممتهني اثارة الفتن وقد فاق دفاعه عن ماما شيتا دفاعه عن أم المؤمنين اما اعلامية جيبولي تلفوني فقد تقيأت سمومها دفعة واحدة معلنة ولائها المطلق للنهج الصهيوني المعادي للمقاومة من بوابة الدفاع عن حرية الرأي التي جرمتها عندما تناولتها الأقلام بالنقد لتطاولها على مقام الرئاسة ولتحريضها على الفتنة فأكدت الحسناء البلهاء انتمائها لمدرسة الشيطنة الاميركية اما الشهيدة الأفعى فقد قدمت شهادة اعتمادها مجددا
بأن مدة صلاحية سمومها ما زالت سارية المفعول وما زالت
قيد الخدمة طالبة تجديد التعاقد معها لا احالتها على التقاعد
اما الاصابات الجانبية فقد طاولت اول ما طاولت وزيرة الصدفة
التي حنت لخبرتها في عالم المال فصدرت محضر ضبط بحق
القاضي مازح يقضي بتغريمه مسلكيا لكونه قدم منتجا اصليا ممهور بختم الكرامة مخالفا بذلك القوانين اللبنانية المرعية الاجراء التي لا تسمح الا بأنتاج البضائع المقلدة والمزورة
والمغشوشة التي تسمم عقول المتلقين وتقدم لهم البطل الاميركي على انه الأوحد وما عداه هو خيال اعلامي وعندما سمعت ما قالته عبد الصمد قلت ليتها كانت عبد وصمت ،اما باقي اركان الدولة المصونة من رأسها حتى ذيلها فقد ارتعدت فرائصهم
وصوبوا سهامهم على القاضي بدلا ان يشكروه بأنه قنبلته وان كانت قد تسببت بأضرار طفيفة للدبلوماسية اللبنانية الا ان صوتها قد نجح في ايقاظ هذه الدب لوماسية من سباتها العميق ولفتت انتباهها الى ان سيادتنا تغتصب يوميا على مرأى ومسمع منهم بينما هم يتلهون بمن حضر الى بعبدا ومن تخلف عن الحضور
وعن من شتم الرئيس ومن اهان الوزير ومن مس بالذات السياسية بينما عرض الوطن يغتصب وشعبه يتعرض للتهديد والابتزاز اليومي في حين يستعرض وزير خارجيتنا خطته لأجلاء اللبنانيين من اصحاب الجنسيات البرازيلية والكولومبية والعاجية
انا اوافق على عدم صوابية قرار القاضي مازح لأنه قضى بوجوب منع شيتا من الادلاء بتصاريح وهذا ليس من ضمن اختصاصه لكون هذا الأمر من صلب اختصاصها كما كل سفهاء اميركا في العالم الذين تقتضي مهامهم بث الفتن وزرع الشقاق
والادلاء بالتصاريح الأملائية وتوجيه الاوامر والنواهي للأدوات والأتباع بينما كان من الاجدى ان يكون القرار مختصا بالرعاع
ممن يحملون الجنسية اللبنانية والميول الصهيونية لمنعهم من
التسويق للتهويل الاميركي وتوهين عزيمة الشعب اللبناني
وقدرته على الصمود والتحدي وتصوير الغضب الاميركي على انه قضاء الله الذي لا يرد بل والمساهمة في التحريض على المقاومة اللبنانية واعتبارها هي المسؤولة عن ما ألت اليه الأمور المالية والأقتصادية خلافا للحقائق المكرسة بالوقائع الدامغة والأرقام بأن اميركا ومعها عملائها اللبنانيين هم من اوصلوا البلاد الى هذا المنزلق الخطير كي تضعف مناعتنا وتنعدم مقاومتنا ونستسلم للأرادة الاميركية وشروط صندوق النهب الدولي على حساب سيادتنا فهذه هي اركان الجريمة المكتملة يا حضرة القاضي الشجاع التي يجب ان تحاسب عليها اما اميركا فلنا معها شأن اخر وسنتعاطى معها بأدوات ووسائل اخرى وليكن قرارك الجريء والتاريخي درسا لنا لكي لا نعطي قيمة زائدة لمن لا قيمة له فيصاب بالغرور وقد فضح قرارك الكثير منهم كما وقد كشفت عن فئة هي اقل شأنا من كلاب الصيد التي تترك شهوتها في متناول من صادها احتراما لنعمته وخوفا من سطوته بينما كلاب صيد
اميركا يملأون الفضاء نباحا مع الذئاب التي تفترس عشيرتهم
طمعا بعظمة من جثتهم فهل هناك فئة اكثر خساسة منهم وهل بأمكاننا ان نلوم العدو الأزلي والشيطان الأكبر وممثليه في حين
ان شركاء الجغرافيا هم الرصاص الذي يطلقه مسدس العدو في صدورنا .
ايها القاضي الشجاع لا تخف ابدا ان ترفع صوتك من اجل الصدق والحقيقة وضد الكذب والظلم فلو فعل الكثير مثلك لتغير العالم من حولنا ويكفيك فخرا بأنك كنت رامي ذلك السهم الذي اصاب هدفه بدقة وبأنك في بلد افتقد سياسيوه واعلاميوه وقضاته للصدق والشجاعة ان كنت أنت منتصر الزيدي مع الفارق بأن حذائك
قد اصاب رؤوسهم في الوقت الذي اخطأ فيه حذاؤه وبأنهم تمكنوا منه الا انهم لن يتمكنوا منك وسنحميك بأشفار عيوننا لأنك نبت
عن كل الاحرار والمقاومين وفتحت الباب على مصراعيه لقضاتنا الشرفاء الشجعان لكي يحذو حذوك ومسحت عن جبين القضاء عار
الخضوع للسلطة وأعدت البريق الى ذلك السيف الذي نراهن عليه لقطع رأس الأفعى لفتنة تعد وليد ستمد الى اقدس مقدساتنا الا وهو مقاومتنا وسلاحنا الذي اقسمنا ان لا يسقط من ايدينا الا بعد ان نسقط فوق جثث اعدائنا .
ايها القاضي الشجاع مهما كانت الضغوطات التي ستمارس عليك فأياك ان تنسحب من الميدان فأنت الفارس الذي عقدنا عليه الرهان
وبامثالك سنضيء مجددا شعلة أمل قيامة لبنان .
قرارك معمد بالطهارة فيكفي انه ادخل السفارة الى النظارة .

شاهد أيضاً

أبرز ما تناولته الصحف العربية الصادرة اليوم 19/04/2024

الأنباء الكويتية – «الانتخابات الرئاسية طبخة غير قابلة للنضوج» -النائب وليد البعريني لـ «الأنباء»: مساعي …

الاشترك بخدمة الخبر العاجل