LRN News جريدة الكترونية شاملة
مقالات مشابهة
ورث سعد الحريري وتيار المستقبل العام ٢٠٠٥ الحالة التي خلّفها الرئيس الشهيد رفيق الحريري وراءه.
في العام 2022، ما من وريثٍ مباشر للحالة التي تخلّى عنها سعد الحريري، ومعه تيار المستقبل مكرهًا، من عكار إلى صيدا.
بيروت الثانية احدى الدوائر التي ستتأثّر مباشرة بقرار الحريري الإبن، والتي لطالما كانت عاصمة الزعامة الحريرية منذ العام 1992.
وتبدو اليوم احدى الساحات الاكثر تأثّرًا بانسحاب الحريري من المعركة.
4 مقاعد سنية ومقعد ارثوذكسي دخلت بها لائحة المستقبل مجلس 2018 عن بيروت الثانية، إضافةً الى مقعدٍ درزي للحزب التقدمي الإشتراكي نال حاصله من الفائض السني الذي حصّله الحريري بنفسه حين حصد اكثر من 20 الف صوت.
*هذه المرة، من سينال المقاعد الستة؟*
قبل الدخول في تقاسم اللوائح الموجودة للحواصل التي سيتركها “المستقبل” لخصومه في بيروت، هناك شبه تسليم لدى أكثر من ماكينة انتخابية في العاصمة، أن نسبة الإقبال التي كانت لتكون ضعيفة في ظل ترشّح الحريري، ستكون أضعف بكثير مع غيابه وتياره عن المعركة وتحديدًا لدى الناخب السني.
هذا يعني تاليًا أنّ حاصل الـ11537 صوتًا سيتراجع كثيرًا، وترجّح المعطيات أن يصل إلى حدود التسعة آلاف صوتٍ وربّما أقل.
انطلاقًا من هنا، وبعملية حسابية بسيطة، تبدو لائحة الثامن من آذار، والتي ستضم حزب الله وأمل والتيار الوطني الحر والحزب السوري القومي الإجتماعي والحزب الديمقراطي اللبناني، الأكثر حظًا في استثمار غياب الحريري.
إن كان القرار فيها هو بترشيح مرشحين عن كافة المقاعد، على عكس ما حصل في انتخابات 2018.
ولكن، على عكس ما يتم ترويجه، فإن المعلومات تؤكّد أن حزب الله لم يخطّط لحصد المقاعد السنية، بل أن حصوله على رقم مشابه لما حصل عليه عام 2018 قد يمكّنه من الفوز بثلاثة مقاعد على اللائحة، وحده من دون اصوات حركة امل وباقي الحلفاء.
فبالاضافة الى المقعد الشيعي، سيتمكن الحزب من فائض الاصوات أن يؤمن وصول كل من المرشحين الارثوذكسي والدرزي.
سنيًا، تنفي المعلومات أن تكون جمعية المشاريع حسمت خيارها بعدم التحالف مع حزب الله، إلّا أن ارقامها تشير الى أن بإمكانها الحصول على مقعدين سنيين إن نجحت بتوزيع اصواتها، وعلى اي لائحة كانت.
يأتي هذا انطلاقًا من أن النائب عدنان طرابلسي تمكّن من حصد أكثر من 13000 صوت ما يزيد بألف ونيف عن الحاصل وذلك بالتحالف مع حزب الله.
بينما سيشكّل قرار الافتراق عن الحزب عاملًا دافعًا خلف رفع منسوب الاصوات وحصد حاصل سني وكسرٍ اعلى يسهّل نجاح المقعد السني الثاني على اي لائحة تواجدت عليها المشاريع.
أما النائب فؤاد المخزومي فينطلق من رقم مقبول، ولكنه يسعى لدخول المجلس بأكثر من نائب، ليكون المرشح الطبيعي لرئاسة الحكومة في ظل انكفاء نادي رؤساء الحكومات مبدئيًا عن التواجد على رأس كتلٍ وازنة.
خطوة المخزومي هذه قد تتبلور وتصبح اكثر واقعية ان أحسن مخاطبة الشارع السني الذي بدا ناقمًا عليه بعد تصريحه الأخير الذي تهجّم فيه بشكل واضح على الحريري.
هنا على المخزومي أن يزيل من حساباته امكانية جذب شارع تيار المستقبل من قريب أو بعيد.
الأرقام تؤشر بوضوح أن مقعد المخزومي السني مضمون، ولكن منافسته على مقعد سني ثانٍ باتت صعبة بعض الشيء بعد فشله في عقد اتفاق مع تحالف الثورة الذي يضم في صفوفه اسماء ذات حضور سني مقبول.
ولهذا الغرض تبدو حظوظ المرشحة الارثوذكسية زينة مجدلاني كبيرة في هذا الاطار، ان خدمها الحاصل، بالإضافة الى عدم تجيير حزب الله اصواتًا كافية للمرشح الارثوذكسي.
أمّا لائحة “الثورة”، والتي ترتفع حظوظها منطقيًا بعد انكفاء الحريري نظرًا لانخفاض الحاصل ونقمة جزء من البيارتة على حزب الله من جهة والمخزومي من جهة ثانية، فتروّج قيادة مجموعاتها أن بإمكانها الحصول على ثلاثة مقاعد أحدها سني.
وفي المعلومات فإن المرشحين السنّيين الأبرز عليها هما حسن سنو ووضاح الصادق، حيث نال الأول 1174 صوتًا في انتخابات 2018 بينما ينطلق الثاني من رصيد جيد نسبيًا تظهره مختلف الاستطلاعات التي اجرتها الماكينات الانتخابية الحزبية في العاصمة.
اضافةً الى ذلك سيغلق المجتمع المدني لائحته حيث سيسمّي مرشحين على مختلف المقاعد بما فيها المقعدين الشيعيين، انطلاقًا من الحاجة لكل صوت اضافي يساهم بتقوية الموقف.
هذا ولم تحسم الجماعة الاسلامية حتى الساعة تحالفاتها، والتي بات بامكان رصيدها المكوّن من 4000 صوت تقريبًا ايصال مرشّحها الى البرلمان، ان احسنت تركيب لائحتها.
كما لم يحسم ايضًا المرشّح نبيل بدر تموضعه خصوصًا انه كان يعوّل على تبنّي تيار المستقبل لترشيحه.
فبين مقعد سني اضافي للاحباش، ومقعد للمجتمع المدني، ومقعد للجماعة الاسلامية، يبقى المقعد السني الرابع الذي حصلت عليه لائحة المستقبل عام 2018 تائهًا حيث سيحسمه الكسر الاعلى او حدوث مفاجآت على صعيد الأسماء او التحالفات.
