ندى أيوب – الأخبار
شكلياً، أطلقت الإمارات، الأسبوع الفائت، تسعة لبنانيين من عشرة اعتقلتهم في آذار الماضي، بعد استشهاد أحدهم، غازي عز الدين، تحت التعذيب. لكن، عملياً لم يستعد المطلق سراحهم حريتهم، بل وُضعوا في إقامة جبرية، فيما اكتفى المسؤولون اللبنانيون برسائل الشكر لـ«المكرمة» الإماراتية، من دون أن يكلّف أحد نفسه عناء متابعة أوضاعهم ومصيرهم.
المعتقلون التسعة الذين أُطلقوا من سجون جهاز أمن الدولة الإماراتي تحت ضغط «الإحراج» الذي تسبب به تعذيب عز الدين حتى الموت واحتجاز جثته ورفض تسليمها إلى عائلته، لم يتبلّغوا حتى اليوم الإذن بمغادرة الإمارات والعودة إلى لبنان، علماً أن بينهم من لا يقيم في الإمارات أساساً. فالموقوف السابق عادل حمادة، مثلاً، «كان في زيارة للإمارات لقضاء شهر رمضان عندما اعتُقل، ولا يحمل إقامةً تخوّله البقاء في الإمارات». كما أنّ «اثنين من التسعة يقصدان الإمارات في زياراتِ عملٍ، وليسا من غير المُقيمينَ فيها»، بحسب مصادر معنية بالملف.
في الحالات المماثلة، تُجبِر السلطات الإماراتية الموقوفين بعد إطلاقهم على مغادرة أراضيها، وهو لم تفعله مع اللبنانيين المُطلق سراحهم، كما لم يتبلّغ أيّ منهم أن في إمكانه السفر. فيما «لبنان الرسمي»، ممثلاً بالسفير فؤاد دندن، لم يبلغهم بدوره ما الذي عليهم فعله. هو أساساً لم يعرف بإطلاق سراحهم، وفوجئ بالأمر عندما هاتف زوجة أحد الموقوفين لإبلاغها بقرب الإفراج عن زوجها، فأخبرته بأن زوجها ورفاقه قد خرجوا.
ليس التقصير وتجنّب متابعة القضية لعدم إزعاج الإماراتيين حكراً على دندن الذي يعمل بتوجيهاتٍ من إدارته المركزية في بيروت، بل يشمل أيضاً رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب اللذين لم يفيا بوعودهما لأهالي الموقوفين باسترجاع جثمان غازي عزّ الدين، وبأن تشمل المفاوضات إطلاق سبعة لبنانيين لا يزالون قيد الاحتجاز في سجون الإمارات، ويتصرّفان وكأن الملف قد أُقفل.
ولأن الملف لم يقفل، تتهيّأ عائلات الموقوفين للعودة إلى التحرك، وفق الناطق باسم لجنة أهالي موقوفي الإمارات عفيف شومان، إذ سيُنظّم الأسبوع المقبل احتجاج أمام وزارة الخارجية ومجلس الوزراء، مشيراً إلى أن الأهالي التقوا أخيراً المدير العام السابق للأمن العام اللواء عباس إبراهيم لاستئناف مساعيه مع الإماراتيين لاسترجاع جثمان عزّ الدين وتحرير بقية المحتجزين.
الإمارات تمنع دخول اللبنانيين؟
الى ذلك، يتعذّر منذ الإثنين الماضي على اللبنانيين الحصول على تأشيرة دخول إلى دولة الإمارات، عبر المنصّة المخصّصة لذلك. إذ يتلقى هؤلاء رداً من المنصّة مضمونه: «لا يمكن تقديم هذا الطلب لأنه لا يفي بشروط التقديم»، ما يطرح تساؤلاً عما إذا كان الأمر يتعلّق فعلاً بمشكلة تقنية، أم له أبعاد أخرى.
وتسربت معلومات قبل أيام عن قرار إماراتي بحجب التأشيرات عن اللبنانيين، زُعِمَ أنّه مرتبط بـ«تلقي الإمارات تهديدات من حزب الله»، سرعان ما نفاها وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، وأكّد «عدم تلقي لبنان أيّ تبليغ إماراتي رسمي بهذا الخصوص، ولا حتى معلومات عن تعديل شروط منح التأشيرات للبنانيين».
وفيما لم يصدر بيان رسمي عن السلطات الإماراتية، قالت شركات سفر في بيروت إن هناك مشكلات تقنية في النظام الإلكتروني المرتبط بطلب «الفيزا» لم تعرف أسبابه، ما اضطر عدداً من المواطنين كانوا ينوون السفر إلى الإمارات إلى تأجيل سفرهم.