النهار: جنوب ساخن يفتتح السنة وتحذير فرنسي من تفاقم الوضع
كتبت صحيفة “النهار”:
بين رتابة المواقف الداخلية الموروثة من مختلف الازمات التي يعاني منها لبنان والمخاوف المتصاعدة بإزاء الوضع المتفجر عند الحدود الجنوبية مع إسرائيل ، مر اليوم الأول من السنة 2024 بتصعيد متواصل في وتيرة المواجهات الحربية بين إسرائيل و”حزب الله” في الجنوب حيث تتنامى معالم اتساع المواجهات مرات كما تبدل نوعية الاستهدافات واستعمال الأساليب التدميرية مرات أخرى. وامس كان دور بلدة كفركلا حيث استهدفها قصف إسرائيلي من خلال سلسلة غارات جوية على عدد من بلدات وقرى القطاع الأوسط ولا سيما منها كفركلا حيث دمر منزل بشكل كامل ومركبا وميس الجبل وقد سقطت قرب مستشفى ميس الجبل قذيفة في موقف للسيارات أدى تطاير شظاياها إلى أضرار مادية . ونعى”حزب الله” ثلاثة من عناصره سقطوا في القصف الإسرائيلي على كفركلا وهم حسين احمد يحيى وموسى حسن شيت وجهاد موسى شيت . ورد الحزب مساء على قصف كفركلا بإطلاق عدد من الصواريخ في اتجاه مواقع ومستوطنات إسرائيلية قبالة المنطقة الحدودية .
وإذ تعود الحركة السياسية ودورة الحياة العادية اليوم بعد عطلة رأس السنة تبدو الأنظار موجهة الى تقصي حقيقة ما تردد في الأيام الأخيرة عن تدخل أميركي جديد في ملف الحدود اللبنانية الإسرائيلية كافضل وأضمن السبل لاعادة تبريد الجبهة الجنوبية ومحاولة الذهاب مجددا الى حل حدودي ثابت وتاريخي من خلال وساطة الترسيم البري التي سيتولاها كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين في تحرك مكوكي جديد بين لبنان وإسرائيل في الأسابيع القليلة المقبلة . وتشير المعطيات في هذا السياق الى ان أي شيء جدي في شأن الملف الرئاسي لم يتبلور بعد سواء حول تحرك فرنسي جديد او للمجموعة الخماسية في حين ان الرهان يبدو مجديا اكثر على التحرك الأميركي لتبريد الجبهة الجنوبية اقله في الفترة القريبة .
وقد زار وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو قاعدة دير كيفا في جنوب لبنان حيث أجرى محادثات مع رئيس أركان الجيوش والجنود الفرنسيين المنتشرين ضمن قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل).
وأعلن لوكورنو أمام 700 جندي قبل أن يشاركهم عشاء بمناسبة رأس السنة أن “هذه المهمة يمكن أن تصبح خطيرة جداً”. وأضاف تحت خيمة نصبت في القاعدة على بعد حوالي عشرة كيلومترات من الحدود بين إسرائيل ولبنان “سيكون دربنا مزروعاً بالشكوك في الأسابيع والأيام المقبلة”.
وبحث لوكورنو وقائد الجيش العماد جوزف عون مهمة قوة يونيفيل و”كيف يمكن الاستمرار في ممارسة المهمة في ضوء اوضاع متدهورة وكيف نحمي الجيش اللبناني وعناصر يونيفيل في مهامهم”.وقال للقوات بشأن الوضع في الشرق الأوسط “كل ذلك ما زال يغرقنا في هاوية”.
وقبل مغادرته إلى باريس يعتزم الوزير الفرنسي لقاء العماد عون مجددا اليوم الثلثاء لمناقشة المساعدة التي اقترحتها فرنسا للقوات المسلحة اللبنانية مع تسليم العديد من الآليات المدرعة.
وكان العماد جوزف عون تفقد قيادة فوج التدخل الخامس في كفردونين، حيث اطّلع على المهمات المنفَّذة في سياق التطورات عند الحدود الجنوبية. كما التقى الضباط والعسكريين وقدم لهم التعزية بالرقيب عبد الكريم المقداد الذي استشهد جرّاء تعرّض مركز عسكري تابع للجيش في العديسة – الجنوب للقصف الإسرائيلي إلى جانب إصابة عدد من العسكريين. واعتبر عون أن “صمود عناصر الفوج وسائر الوحدات المنتشرة في الجنوب أمام التحديات الراهنة مهم لأبناء المنطقة”، مشيدًا بتضحياتهم، ولافتًا إلى أن “تفانيهم مع رفاقهم في أداء مهماتهم طمأن اللبنانيين خلال الأعياد”. بعدها انتقل إلى قيادة وحدة احتياط قائد اليونيفيل في دير كيفا، حيث التقى وزير الجيوش الفرنسيةسيباستيان لوكورنو. ونوّه العماد عون بجهود عناصر الوحدة وسائر عناصر اليونيفيل، واحترافهم وتضحياتهم في أداء الواجب، مشددًا على أهمية التعاون بين الجيش واليونيفيل ضمن إطار القرار 1701، بخاصة خلال الظروف الاستثنائية الحالية.
في سياق متصل وزعت السفارة الفرنسية في لبنان، رسالة تهنئة من القائم بالأعمال لدى سفارة فرنسا في لبنان السفير هيرفي ماغرو، لمناسبة العام الجديد 2024، جاء فيها قوله “كنت أود أن أوجه إليكم رسالة التهنئة هذه في جو أقل وطأة. إن الحرب التي تجري في غزة، والتي تمتد بالفعل إلى جنوب لبنان، هي من أخطر الأزمات التي اجتازها الشرق الأدنى، وهي تعرض أمن هذا البلد واستقراره إلى تهديد حقيقي. ويجري ذلك في الوقت الذي يواجه فيه لبنان منذ سنوات عدة أزمة إقتصادية لا سابق لها، وهي أزمة تفاقمت منذ عام من جراء الفراغ المؤسساتي وما أدى إليه من تفكك للدولة”. أضاف: “في هذه المحن، تبقى فرنسا على إلتزامها التام إلى جانبكم، وهي وفية لتاريخنا المشترك ولروابط المودة القوية التي تجمع بين بلدينا. وهذا الإلتزام يهدف أولا إلى تجنب تصعيد إقليمي سيكون كارثيا بالنسبة إلى لبنان المنهك القوى. نحن نؤدي منذ سنوات دورا حاسما من أجل الحفاظ على استقرار جنوب لبنان، لا سيما في إطار قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، الذي يشكل ركيزة هذا الاستقرار، كما من خلال مساهمتنا في قوات اليونيفيل. وأوجه تحية خاصة اليوم إلى الرجال والنساء الذين يشكلون عديد هذه القوات. ونحن سنواصل حشد جهودنا أكثر من أي وقت مضى بهدف حث جميع الأطراف على ضبط النفس والعمل مع جميع الأفرقاء للمساهمة في عودة الاستقرار بشكل مستدام. ويهدف هذا الالتزام أيضا إلى إيجاد حل للأزمة السياسية التي تتسبب بشلل المؤسسات والدولة، فمن دون هذا الحل لن يكون من المستطاع بذل أي جهد من أجل التعافي الجدي للبلاد. وهذا مغزى المهمة التي أوكلها رئيس جمهوريتنا إلى جان-إيف لودريان. إذ يقع على عاتق رئيس الجمهورية العتيد أن يجمع اللبنانيين، وأن يرمم أواصر الثقة مع المجتمع الدولي، وأن يعمل مع حكومة جديدة على الإصلاحات الضرورية للخروج من الأزمة، ونحن سندعمه ونواكبه في هذا المسعى. كما أننا نواصل وسنظل نواصل بذل الجهود مع شركائنا الدوليين لتقديم دعم مشترك للبنان، وهذا ما يعبر عنه حاليا من خلال أعمال المجموعة الخماسية بشكل خاص. ويهدف هذا الالتزام أخيرا إلى مساعدة الشعب اللبناني على مواجهة الصعاب التي يصادفها كل يوم، وإلى التحضير معا لنهوض البلاد. لقد بذلنا منذ بداية الأزمة جهودا إستثنائية للتصدي لحالات الطوارئ الإنسانية ودعم المؤسسات الصحية والقوى الأمنية والدفاع المدني، بالإضافة إلى دعم المدارس والجامعات والإبداع الثقافي، فهنا تكمن ثروة لبنان الحقيقية، واللغة الفرنسية تحتل مكانة مميزة على هذا الصعيد. وعندما يتم تجاوز الشلل المؤسساتي، سنكون أيضا إلى جانبكم لدعم التعافي الاقتصادي الذي يتعين على السلطات اللبنانية المستقبلية أن تعكف عليه”.
وفي عظته الأولى في السنة الجديدة أكّد البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي “أنّ السلام يقوم على 4 زوايا وهي الحقيقة والعدالة والمحبة وحرّية أبناء الله، فلا سلام، حيث الكذب والظلم والبغض ولا سلام، حيث العبودية”.ولفت، إلى أنّ اتفاق الطائف كرّس ميثاق العيش المشترك في الوحدة، بجعل لبنان وطنًا مشتركًا، يرتكز على فكرة قبول الآخر. ودعا للعمل بما يغني الدستور وليس بما يلغيه. وشدّد الراعي على أنّ رئيس الجمهورية ليس رئيس عائلة أو طائفة أو فئة، بل هو رئيس لبنان والشعب اللبنانيّ.وقال: “رئيس الجمهورية رئيس الدولة أي الضامن للمصلحة العامة للطوائف جميعها، فتدب الفوضى من دونه والشاطر بشطارته”.وأضاف : “حياد لبنان هو هويته الأساسية، التي تمكّنه من عيش رسالته، في بيئته العربية وليس الحياد بفكرة البطريرك”.ورأى أنّه من واجب المجلس النيابيّ، إذا كان سيّد نفسه، أن ينعقد وينتخب رئيسًا للجمهورية، “أمّا عما يخبئه المعطلون، فبات واضحًا.”.
بدوره تناول ميتروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة ملف الفراغ الرئاسي والمؤسساتي وقال في عظته : “يُــقــال إنَّ الــقُــدرةَ تَـكْــمُــنُ فــي الإرادةِ وهــذا صَـحـيـحٌ لأنَّ الإنـسـانَ الــذي يَــنْــوي أو يُـقَــرِّرُ عَــمَــلَ شــيءٍ لا بُـدَّ مِـنْ أنْ يَـسـتـطــيعَ الـقــيـامَ بـه. فــعــنــدمــا أرادَ مــجــلــسُ الــنــوابِ تَــمــديــدَ مُــدَّةِ خِــدْمـةِ قـائــدِ الـجــيــشِ حِــفــاظــاً عـلـى الـمُـؤسَـسـةِ الـعَـسْـكَـرِيَّـةِ، وعلى الإســتِــقــرارِ الأمــنـيّ، اجــتــمــعَ وصَــوَّتَ ونَــجَـحَ فـي مـا أراد. فَــلِــمَ لا يُــقــرِّرُ هــذا الــمــجــلــسُ انــتــخــابَ رئــيــسٍ، ويــجــتــمــعُ ويَــنْــتَــخِــبُ رئــيــســاً لــلــبــلادِ مِــنْ أجــلِ اســتــقــرارِ الــبــلــدِ بــكــامِــلِــه، ومــن أجــلِ مَــلْءِ كُــلِّ شُـغــورٍ وتَــسْــيــيــرِ عَــمَــلِ كُــلِّ إدارة؟ هــذا يَــعْــنـي أنْ لا إرادةَ فــي ذلــك وإلاّ لــكــانَ لــنــا رئــيــسٌ مــنــذُ أكــثــرَ مِــنْ سَـنَة، في الـمَـوعِـدِ الـذي يُـحـدِّدُه الـدسـتـور، يَـحْــفَـظُ الإســتــقــرارَ الــســيــاســيّ. فَــعـِـوَضَ الــلُــجــوءِ إلــى حُــلــولٍ مُــجْــتَــزَأةٍ أو مُـؤقَّــتَــةٍ يُــهْــرَعُ إلــيــهــا عِــنْــدَ كُـلِّ شُـغــورٍ في مَـركـزٍ أو إدارة، ألـيسَ مِـنَ الـحـكـمــةِ انـتخابُ رئـيـسٍ لـلـبلادِ تَــكْـتَـمِـلُ مَـعَـه كُـلُّ الـنَـواقِـص؟”.
نداء الوطن: صواريخ من سوريا على الجولان… ومدمّرة إيرانية في البحر الأحمر
حزامٌ ناريّ إسرائيلي على “كفركلا”… وقلقٌ فرنسيّ على مهمّة اليونيفيل
كتبت صحيفة “نداء الوطن”:
عطلة عيد رأس السنة الجديدة، لم تنسحب هدوءاً على الجبهة الجنوبية، التي شهدت تصعيداً إسرائيلياً استهدف مناطق جنوبية عدّة، ولكنّه تركّز على بلدة كفركلا، التي قال الجيش الإسرائيلي قبل يومين إنّها باتت منصّة لإطلاق الصواريخ على مواقعه.
وقد زنّرت القوّات الإسرائيلية كفركلا يوم الاثنين، بحزام ناريّ واسع، تخلّله قصفٌ مدفعيّ وجويّ مكثّف، أدّى إلى سقوط ثلاثة قتلى نعاهم “الحزب”، وهم: موسى حسن شيت، وحسين أحمد يحيى، وجهاد موسى شيت.
ومساءً، إنتشلت فرق الانقاذ جثّة من تحت أنقاض منزل دمّره القصف الإسرائيلي في بلدة حولا الجنوبية.
في المقابل، تبنّى “حزب الله” استهداف عدد من المواقع الاسرائيلية، فيما أعلن الجيش الاسرائيلي إصابة خمسة من جنود الاحتياط بجروح طفيفة، وقال إنّه أحبط عمليات إطلاق مسيّرات من جنوب لبنان واستهدف بنى تحتية تابعة لـ “الحزب” في الجنوب.
العماد عون ولوكورنو في الجنوب
وعلى وقع التطوّرات الميدانية الساخنة جنوباً، تفقّد قائد الجيش العماد جوزاف عون، قيادة فوج التدخل الخامس في كفردونين، وقيادة وحدة احتياط قائد اليونيفيل في دير كيفا، حيث اجتمع بوزير الجيوش الفرنسية سيباستيان لوكورنو، الذي سيلتقيه مجدّداً اليوم الثلثاء لمناقشة المساعدة التي اقترحتها فرنسا للجيش اللبناني.
وشدّد العماد عون على أهمية التعاون بين الجيش واليونيفيل ضمن إطار القرار 1701، بخاصة خلال الظروف الاستثنائية الحالية.
أمّا لوكورنو الذي بحث مع العماد عون في سبل حماية جنود الجيش اللبناني وعناصر اليونيفيل في ظلّ الاوضاع المتدهورة جنوباً، فقال للجنود الفرنسيين المنتشرين ضمن قوات اليونيفيل، إنّ “هذه المهمّة يمكن أن تصبح خطيرة جداً… وسيكون دربنا مزروعاً بالشكوك في الأسابيع والأيام المقبلة”.
الراعي وعودة والفراغ الرئاسي
ملف الشغور الرئاسي، حضر في عظة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في قداس رأس السنة، الذي اعتبر أنّه “من واجب المجلس النيابي، إذا كان سيّد نفسه، أن ينعقد وينتخب رئيساً للجمهوريّة، فالمرشّحون معروفون وممتازون. أمّا ماذا يُخبّئ المعطّلون، فبات واضحاً من نتيجة الممارسة في ظل هذا الفراغ؟”.
بدوره، قال المطران الياس عودة، في عظته: “عندما أراد مجلس النواب تمديد مدَّة خدمة قائد الجيش حفاظاً على المؤسسة العـسكريَّـة، وعلى الإستقرار الأمنـيّ، اجتمع وصَوَّتَ ونجحَ في ما أراد. فَلِمَ لا يُقرِّر هذا المجلس انتخاب رئيس؟… هذا يَعْنـي أنْ لا إرادةَ في ذلك وإلاّ لكان لنا رئيسٌ منذ أكثر من سنة”.
صواريخ على الجولان
في الغضون، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأنّ فصائل تابعة لإيران أطلقت نحو خمسة صواريخ من سوريا على الجولان السوريّ، فردّ الجيش الإسرائيلي باستهداف مواقع في محيط مدينة نوى بريف درعا جنوب سوريا.
غزة تحت القصف
وفي قطاع غزة، سقط عدد من القتلى والجرحى، في القصف الإسرائيلي الجوي والمدفعي، الذي استمرّ في اليوم الاول من السنة الجديدة، بعدما توقّع الجيش الإسرائيلي استمرار الحرب في القطاع طيلة العام 2024.
كما تواصلت المعارك البرّية بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي، فيما أعلن المتحدّث باسم كتائب القسام أبو عبيدة قصف تل أبيب بوابل من الصواريخ.
البحر الأحمر… تابع
وفي إطار التوتّر المتصاعد في البحر الأحمر، تحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية ليل الاثنين عن هجوم شنّه الحوثيون على سفينة حربية أميركية تلاه تبادل كثيف لإطلاق النار، وهو ما نفاه المتمرّدون في اليمن.
تزامناً، دخلت المدمّرة الإيرانية “البرز” البحر الأحمر عبر مضيق باب المندب الاستراتيجي، من دون توضيح هدف هذا التحرّك في هذا الوقت بالتحديد.
وتزامن ذلك، مع إعلان وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس، عن استعداد بلاده لاتّخاذ إجراءات مباشرة لردع تهديدات الحوثيين الذين يهاجمون سفناً في البحر الأحمر.
زلزال وتسونامي اليابان
أمّا اليابان، فافتتحت السنة الجديدة بزلزال بلغت قوّته 7.5 درجات، تلته سلسلة من الهزّات الارتدادية، ما أدّى الى مقتل عدد من الأشخاص، وتسبّب بموجات تسونامي تجاوز ارتفاعها المتر.
الأنباء: المقايضة بين الرئاسة و1701 غير مطروحة… وجلسة حكومية مرتقبة للبتّ بالمجلس العسكري
كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية:
أربعة عناوين رئيسية طبعت اليوم الأول من السنة الجديدة يمكن التوقف عندها. تمثل الأول بإعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري رفضه المقايضة بين رئاسة الجمهورية والقرار ١٧٠١. الثاني تجديد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي مطالبته بانتخاب رئيس جمهورية وتطبيق الطائف. الثالث التصعيد المفاجىء في الجنوب واستهداف مستشفى ميس الجبل وأما الرابع فإمكانية عقد جلسة لمجلس الوزراء لدراسة وإقرار البنود التي تم ترحيلها الى السنة الجديدة وفي مقدمتها تعيين المجلس العسكري ورئيس الأركان.
مصادر سياسية أشارت في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية الى أن لا خلاف في الجوهر بين ما يطالب به الراعي وما أراد بري توضيحه. لأن البطريرك الراعي يريد تطبيق الطائف الذي نصّ على العيش المشترك والمناصفة في عدد النواب والوزراء بين المسلمين والمسيحيين والتأكيد على موقع رئيس الجمهورية الذي هو رئيس لكل اللبنانيين وليس لطائفة معينة وحياد لبنان الذي يحصنه من الدخول في سياسة المحاور والالتزام بالقرار ١٧٠١. وهو ما شدّد عليه الرئيس بري في حديثه بأنه متمسك أكثر من أي وقت مضى باليونيفيل لمؤازرة الجيش اللبناني لتطبيق القرار ١٧٠١، داعياً الى الكف عن التحريض والتشويش على علاقة فريقه السياسي بالقوات الدولية، مؤكداً عدم التفريط ولو بشبر واحد من الجنوب والاراضي اللبنانية مقابل أي منصب في الدولة.
المصادر توقعت زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين بيروت منتصف هذا الشهر من أجل البحث في تطبيق القرار ١٧٠١ وحل النقاط الخلافية التي استثنيت من الترسيم في العام ٢٠٠٦، مشيرة إلى ان حزب الله مستعد لتطبيقه شرط أن تنسحب اسرائيل من النقطة “أ” و “ب” من راس الناقورة المعروفة بإحداثياتها ورفضه التخلّي عن بعضها وعن النقاط التي تحتفظ بها اسرائيل منذ تموز ٢٠٠٦.
المصادر توقعت لقاء قريباً بين بري وقائد اليونيفيل لطمأنته ودعوته لعدم الأخذ بالإشاعات التي يلجأ اليها البعض للتشويش على العلاقة بين أهالي الجنوب والقوات الدولية وأن ما أشيع حول هذا الموضوع لا أساس له من الصحة.
حكومياً، توقعت مصادر أن يحدد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بعد عودته من لندن موعداً لعقد جلسة لمجلس الوزراء نهاية هذا الاسبوع او مطلع الأسبوع المقبل على أبعد تقدير.
وفي هذا السياق، أوضح النائب السابق علي درويش في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية أنه من المفترض في أول يوم عمل لهذه السنة أن يحدد الرئيس ميقاتي بعد عودته من الخارج جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء لإقرار الملفات التي أُجلت ولم تُقرّ أواخر سنة ٢٠٢٣، متوقعاً أن يكون البند المتعلق بتعيين رئيس الاركان والمجلس العسكري على جدول الأعمال، لكنه لم يؤكد إقراره في الجلسة اذا كانت ستعقد بشكل كامل أم ستاخذ العملية وقتاً لانه حتى اللحظة لم تتوضح الأمور بعد انما كل شيء وارد.
درويش تحدث عن وجود رغبة لدى القوى السياسية لتبريد الأجواء الداخلية على مستوى الملفات كافة وان يكون هناك على المستوى السياسي رغبة حقيقية بالتهدئة لأن هناك مجموعة استحقاقات يجب أن تنفذ وفي مقدمتها الملف الرئاسي وتعيين المجلس العسكري، لان انتخاب الرئيس برأيه يساعد على انتظام المؤسسات وتنفيذ الاصلاحات على مستوى المسارات المطلوبة كالكابيتال كونترول وكلها ستبقى مؤجلة لارتباطها بالملف الرئاسي.
من جهة ثانية، أشار درويش الى أن زيارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط الى بنشعي ولقائه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية تؤكد أن هناك رغبة عند الفعاليات السياسية للتواصل لأن مبادرات من هذا النوع تريح الأجواء وتساعد على التقارب وقد تخلق مناخاً جديداً لانجاز كل الاستحقاقات.
على صعيد آخر، شهد اليوم الأول من السنة تصعيداً في الاعتداءات الاسرائيلية على الجنوب غير مسبوق ولم تتوقف غارات الطيران على القرى الجنوبية منذ ساعات الفجر. وتوسّعت دائرة الاعتداءات الاسرائيلية لتطال المستشفيات ودور الرعاية الصحية. وقد أدى القصف الى سقوط ٣ شهداء من الهيئة الصحية في كفركلا وسقوط قذيفة في مرآب للسيارات خاص بمستشفى ميس الجبل.
ففي ظل هذه التطورات ليس أمام القوى السياسية إلا أن تحسم خيارها والذهاب الى انتخاب رئيس جمهورية كي لا يبقى لبنان مكشوفاً لأن خطر الانزلاق الى حرب موسّعة قد يقترب في أية لحظة.
الشرق الأوسط: بري: لا مقايضة بين الرئاسة اللبنانية و«1701»… ونحن جاهزون لتطبيقه
قال لـ«الشرق الأوسط»: نتمسك بالقوات الدولية… وهم جزء من أهلنا
كتبت صحيفة “الشرق الأوسط”:
أكد رئيس المجلس النيابي نبيه بري تمسُّكه أكثر من أي وقت ببقاء القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) لمؤازرة الجيش اللبناني بتطبيق القرار الدولي «1701»؛ «لكونها الشاهد، بالنيابة عن أعلى مرجعية أممية تتمثل بالأمم المتحدة، على تمادي إسرائيل في عدوانها على لبنان وخرقها لأجوائه البحرية والجوية والبرية»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إنها «أصبحت جزءاً منا ومن أهلنا بعد مضي أكثر من 45 عاماً على وجودها في الجنوب في أعقاب أول اجتياح إسرائيلي له عام 1978».
ودعا الرئيس بري إلى «الكف عن التحريض والتشويش على علاقتنا بالقوات الدولية»، ورأى أن لا مكان لكل هذه الحملات ولن تُصرف سياسياً، و«نحن نتعاطى معها على أنها واحدة منا، ليس لأن العديد من عناصرها تزوّجوا من لبنانيات فحسب، وإنما لعلاقاتها الوثيقة التي تربطها بالجنوبيين وإصرارها على التعاون معهم وتقديم الخدمات لهم».
وتوقف الرئيس بري أمام لجوء البعض للترويج عن وجود صفقة تقضي بمقايضة تطبيق القرار «1701» برئاسة الجمهورية بأن تكون من نصيب «حزب الله»، وقال في رد غير مباشر على رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع: «نحن لا نفرّط بمتر واحد من الجنوب أو من الأراضي اللبنانية في مقابل حصولنا على أعلى المناصب في الدولة».
وكشف الرئيس بري أن سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا ألمحت أمامه عندما التقاها في زيارة وداعية له لمناسبة انتهاء انتدابها وعودتها إلى بلادها، إلى أن مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوغشتاين سيزور بيروت في منتصف هذا الشهر للتوسط بين لبنان وإسرائيل لتحديد الحدود البرية بين البلدين، من دون أن تحدد موعد وصوله للقيام بهذه المهمة سعياً وراء تطبيق القرار «1701». وقال: «نحن حاضرون اليوم قبل الغد لتطبيقه، وإن إسرائيل هي من تعوق تنفيذه منذ تاريخ صدوره عن مجلس الأمن الدولي لوضع حد للحرب التي شنتها ضد لبنان في يوليو (تموز) 2006». وأكد أن تطبيقه يبدأ من تل أبيب بانسحابها من نقطة «ب-1-» التي تقع في رأس الناقورة، وكانت احتلتها قبل انسحابها من لبنان عام 2000.
وكان الرئيس بري لفت، كما ينقل عنه أمام زواره لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «إطار الاتفاق لتطبيق القرار (1701) يقضي بانسحاب إسرائيل من نقطة (ب-1-) المعروفة بإحداثياتها وتم ترسيمها مع فلسطين في عام 1923، وهي من النقاط التي كان يتحفّظ عليها لبنان على خلفية أن إسرائيل احتلتها وترفض التخلي عن بعضها، ما اضطر الحكومة اللبنانية إلى عدم الاعتراف بالخط الأزرق والتعامل معه على أنه خط الانسحاب الشامل من الأراضي اللبنانية، وهذا ما أكده الوفد العسكري اللبناني في مفاوضاته غير المباشرة مع الوفد العسكري الإسرائيلي برعاية القوات الدولية في مقرها العام في الناقورة».
وأكد أن إسرائيل ما زالت تحتفظ بعدد من النقاط منذ تحرير الجنوب في 25 مايو (أيار) 2000، وشدد على أن استكمال تحديد الحدود البرية يتطلب أيضاً انسحابها من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والشق اللبناني من بلدة الغجر ووقف اختراقها للأجواء اللبنانية.
وأعرب عن «قلقه من تمادي العدو الإسرائيلي باستهداف القرى الآمنة ومحاولته جر المقاومة إلى حرب مفتوحة»، وقال إن لبنان لن يستدرج لها، و«كنا طالبنا الموفدين الأجانب الذين يزورون لبنان ويطلبون منا عدم الانزلاق نحو الحرب الدائرة في غزة بأن يذهبوا إلى تل أبيب ويضغطوا على رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو وأركان حربه بأن يوقف اعتداءاته على لبنان وحربه على غزة».
وتطرّق الرئيس بري، بحسب زواره، إلى الإشكال الذي حصل بين مجموعة من أهالي بلدتي الطيبة وكفركلا الواقعتين في قضاء مرجعيون، وبين عناصر من الكتيبتين الفرنسية والإندونيسية، وقال إنه مجرد حادث طارئ ومن غير الجائز، كما حاول البعض أن يوحي، أن «حزب الله» يقف وراء افتعال الحادث لأنه يريد الضغط على القوات الدولية لمنع تطبيق القرار «1701». وأكد أن تسارع الاتصالات أدى إلى تطويق تداعياته ومنعه من أن يتفاعل ما دامت علاقة الجنوبيين بـ«يونيفيل» وطيدة وهم على تعاون معها، وكان لها دور أثناء اشتداد العدوان الإسرائيلي على قراهم في توفير الحماية بالتنسيق مع وحدات الجيش اللبناني المنتشرة في المنطقة للعاملين في القطاع الصحي والدفاع المدني، وفي سحب جثامين الشهداء الذين سقطوا من جراء القصف الإسرائيلي ونقل المصابين إلى المستشفيات لتلقيهم الإسعافات الأولية والعلاج.
وفي هذا السياق، نقل الزوّار عن الرئيس بري تشديده في لقاءاته مع محازبيه ومسؤولي حركة «أمل» على ضرورة التعاون بلا أدنى تردد مع «يونيفيل»، خصوصاً في ظل الظروف الصعبة والاستثنائية التي يمر بها الجنوب.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن الرئيس بري على موعد في الساعات المقبلة للقاء القائد العام للقوات الدولية الجنرال أرولدو لازارو، للتأكيد على أن «الإشكالات التي حصلت لن تؤثر على العلاقة بين الجنوبيين والقوات الدولية»، كما قالت مصادر قريبة من بري.