حالة من الهلع والتخبّط تسود عملية التعليم في المدارس والثانويات الرسمية جنوباً، بسبب انتشار فيروس «كورونا»، بارتفاع عدد المصابين بين الطلاب والمعلمين، الأمر الذي أدّى إلى إقفال عدد من مدارس محافظة النبطية، من بينها ثانوية محمد فلحة في ميس الجبل ومدرسة راهبات عين إبل، وعدد من صفوف مدرسة راهبات النبطية.
وتشير المعلمة، زينة سلامة، في النبطية إلى أنّ «انتشار المرض في المدارس ناجم عن زيادة أعداد الطلاب، وعدم القدرة على تأمين الأماكن لتحقيق التباعد بينهم، بسبب ضيق الصفوف من جهة، وعدم الإشراف المباشر لوزارتَي التربية والصحة».
ويلفت الناظر، خالد أحمد، من بنت جبيل إلى أنّ «وزارة التربية أرسلت تعاميم للوقاية من مرض كورونا تتناقض مع الواقع. فهي تطلب من المدارس تحقيق التباعد بين الطلاب، وترفض تشعيب الصفوف المكتظّة، ولا ترسل أيّ موادّ للتعقيم». وحذّر من أنّ الأهالي «غير قادرين على إجراء فحوصات كورونا، بسبب بعد المسافة عن مراكز اللقاح وعدم القدرة المالية على دفع كلفة اللقاح والنقل، لذلك يزداد عدد المصابين بشكل كبير».
وفي قضاء بنت جبيل، وصل العدد الإجمالي للمصابين بمرض كورونا، بحسب إحصاءات اتحادَي بلديات بنت جبيل والقلعة إلى 10578 إصابة وهو العدد الأكبر منذ بدء جائحة «كورونا»، من بينه 117 إصابة سُجلت يوم الأحد الماضي، ما يعني، بحسب الطبيب أحمد بزي، أنّ «انتشار المرض سيزداد بشكل مخيف في الأيام المقبلة، إذا لم يتمّ اتخاذ قرارات صارمة من بينها إقفال المدارس والمطاعم وغيرها».
ويشير إلى أنّ «الرقابة الصحية شبه معدومة في المدارس، ولم تعمل أيّ جهة على توزيع أدوات التعقيم، والوزارة ترفض تعطيل الصفوف التي تبيّن فيها وجود مصابين بمرض كورونا، وتفرض تعطيل المخالطين المباشرين فقط»، الأمر الذي أدّى، بحسب المدرّس أحمد عليان، «إلى حالة إرباك بين المعلمين والطلاب، ما رفع حالات الغياب غير المبرّر للمعلمين والطلاب».
ويتوقّع المعلمون توقّف العام الدراسي «لكنّ العودة إلى التعليم عن بعد أصبحت غير ممكنة هذا العام، بسبب تراجع خدمة الإنترنت، والانقطاع المستمرّ للكهرباء»، إذ يقول المدرّس جهاد سرحان إنّ «عدم الجدية في معالجة المشكلات التربوية سوف يقضي على التعليم الرسمي، لأنّ جيلاً كاملاً من الطلاب تمّ ترفيعه من دون تعليم ولا أية متابعة جدية، فقد أصبح الطلاب اليوم معتادين على عدم الجدية في الدرس، لأنّهم ينتظرون الحصول على شهادة النجاح آخر العام كما حصل في العامين السابقين، وهذا ساهم في نهضة التعليم الخاص على حساب التعليم الرسمي».