أربكت التصريحات التي ساقها النائب السابق مصطفى علوش أخيراً المقربين من رئيس «تيار المستقبل»، خصوصا في الشق المتعلق بعلاقة سعد الحريري بالمملكة السعودية وفرنسا.
وقوله ان فرنسا تعاقبه، وان الرئيس الفرنسي الساعي الى صفقات في السعودية لا يمكنه ان يغير دور الحريري.
مما اضطر قيادات في «المستقبل» الى التدخل وتوضيح الموقف، واصفين موقف علوش بالخاص جدا، وفي خانة التعبير عن رأي لنائب سابق.
ولا يعبر بالضرورة عن رأي الحريري الذي يدعم جهود رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ولا يريد توتير العلاقة مع السعوديين.
مع ذلك، فان تصريح علوش بالنسبة الى البعيدين عن «المستقبل» يعكس صورة واقعية عن أزمة الحريري وتعثر علاقاته الدولية، والارباك فيما يخص العودة لترؤس معركة خوض الإنتخابات.
وعلى الرغم من تأكيد أكثر من قيادي ونائب في «التيار الأزرق» ان الحريري سيكون في لبنان بعد العاشر من الشهر الحالي، الا ان لاشيىء مؤكدا بعد حول عودة الحريري لافتتاح انتخابات «المستقبل».
وكل ما يقال مجرد تحليلات وتوقعات، ما ان تعلن حتى تسحب بسرعة من التداول، حيث لم يصدر اي قرار رسمي في موضوع الانتخابات او التحالفات، على الرغم من السبق الانتخابي الذي أعلنه رئيس الحزب التقدمي باعلان تحالفه مع «القوات» والحليف في بيت الوسط.
الضبابية في ما خص العودة والترشيحات ليس صحيحا، كما تقول مصادر «المستقبل»، فالحريري سيعود بعد صدور مرسوم دعوة الهيئات الناخبة وعندما يتوضح المسار الذي تسلكه العملية الإنتخابية.
كما ان اعلان التحالفات والمرشحين مرتبط بهذا الموعد وينتظر نتيجة الطعن المقدم امام المجلس الدستوري ليتصرف على أساسه.
ترفض مصادر «المستقبل» الشائعات عن انقطاع التواصل بين الحريري والمسؤولين في «المستقبل»، مؤكدة ان الحريري يتابع كل التطورات ويولي أهمية لوضع تياره في الاستحقاق.
بخلاف كل الأخبار عن عدم تعاطيه، حيث يخصص كل فترة أسبوع او أسبوعين، وأحيانا أكثر من مرة أسبوعيا لاجتماع عبر «زوم «مع القيادات والنواب.
لا حاجة للقول ان الحريري مهما كان قراره لن يترك الساحة السياسية، تؤكد مصادر متابعة، لأن عدم المشاركة يؤدي الى مضاعفات سلبية على شعبيته، ويؤدي الى خفض المشاركة السنية في الإنتخابات.
في مشهد يشبه ما حصل في الشارع المسيحي في زمن المقاطعة والاحباط المسيحيين.
كما ان احجام الحريري عن خوض المعركة ينعش وضع قيادات سنية على حساب الحريرية ويشتت أصوات «المستقبل» التي سيتقاسمها حتما مرشحو «الاشتراكي» و»القوات» الذين سيتقاسمان الشارع المستقبلي.
عدا ذلك ان غياب الحريري يترك تداعيات سلبية، تضيف المصادر، اذ يكرس انتصار التيار الوطني الحر نهائيا في معركة إخراج الحريري من الحكم الذي يستكمل بالاحجام عن خوض الانتخابات.
حتى اللحظة تسيطر الضبابية على موقف «المستقبل» حيث لم يعلن بعد عن تزييت ماكيناته او يعلن اي تحالف.
بالنسبة الى كثيرين، فان الحريري اذا قرر خوض الانتخابات النيابية، فهو حتما سيطل من بوابة المعارضة القاسية بتحالفات موضعية.
وبالمؤكد ان تغييرات شاملة سترافق خوض الإنتخابات فصورة «سعد الحريري» المعارض في إنتخابات ٢٠٢٢ تختلف عن عام ٢٠١٨ التي شهدت تراجع عدد نواب «المستقبل» نتيجة قانون النسبية.
من المؤكد، ان التعديلات ستشمل الخطاب الذي يتوجه به الى الشارع السني بشعارات الحرمان والاضطهاد ومعاقبة «الحريرية السياسية» لاستقطاب واستنهاض حالته الشعبية.
الحريري في استحقاق ٢٧ آذار او أيار له حليف أساسي هو الإشتراكي، بعد ان انهارت علاقته مع الرئاسة الأولى والتيار الوطني الحر ولم تعد موجودة.
سعد الحريري الخارج من أزمة سياسية كبيرة، حريص جدا على علاقته المميزة ذات الطابع الخاص مع النائب السابق ولبد جنبلاط، ويحتفظ أيضا ب»ود» للرئيس نبيه بري، على الرغم من تحفظات عين التينة على تسرّعه في قراره اعتزال العمل الحكومي والإعتذار.
اما مع «القوات» فالتحالفات واردة وتخضع للتقييم وفق الدوائر على الرغم من عدد من الاشارات الإيجابية بين الطرفين بعد ان مرت العلاقة بفترات غير منتظمة.