شكّل ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة دافعًا للبنانيين الذين يتقاضون رواتبهم بالدولار أو أولئك الذين لديهم “مدخول” من العملة الأجنبية، فسارعوا إلى إيفاء ديونهم وقروضهم التي تُدفع بالليرة، لتكون وُجهة السداد الأبرز هي القروض السكنية في المؤسسة العامة للإسكان. وفي عملية حسابية بسيطة، فإنّ المنزل الذي كانت قيمته 150 ألف دولار (225 مليون ليرة)، لا تتعدى قيمته اليوم الـ8500 دولار بعد أن بلغ سعر صرف الدولار الواحد 27 ألف ليرة، ما يظهر مدى تراجع قيمة القروض بالمقارنة مع سعر صرف الدولار ويبيِّن سبب الإقبال الحاصل على السداد.
الإقبال الكثيف من قبل المواطنين جعل آلاف الطلبات “مكدّسة” منذ أشهر في مكاتب العاملين في المؤسسة العامة للإسكان التي تأثرت كغيرها من المؤسسات والقطاعات بالأزمة الاقتصادية ورزحت تحت وطأة دولار السوق السوداء فاضطرت إلى إقفال مكاتبها أمام المراجعات الإدارية والمالية، ما جعل مواطنين كثرًا يسألون عن توقيت معاودة استقبال المؤسسة للطلبات وسط مخاوف من أي تعديل يرفع قيمة القروض.