كَتَبَ إسماعيل النجار:
فعلاً بلغَ الجنون السعودي ذروتهُ تجاه لبنان!
الملك العاجز وولي العهد المتهوِّر المهزومين في كل بقاع الأرض حتَّىَ لا يُقال: إنّنا جعلنا من اليمن شَمَّاعةً لهزائمهم، ونذكرهم دائماً بآلامهم على جبهاته، من أجل هذا نَوَد أن نرفع لسوريا كل آيات التهنئة والتبريكات، لقطعها أرجُل وأيدي الملك سلمان وولده في سوريا،
كمان نتوجهُ بأسمى آيات التهنئة والتبريك لقطر، التي لم تستسلم لتهديداتهم، ونباركُ لكل الشعوب الحُرَّة، وعلى رأسها شعب البحرين العزيز، الذي لم يرضخ لهم ولم يُذعِن لتهديداتهم.
أما اليوم، وعلى مايبدو فإنّ لبنان في عين الملك وولده، حيثُ بدأ يُروَّج خبر عاصفةٍ ستُخَصَص له، على غرار ما جرىَ في اليمن!
أمرٌ غريب ومفاجئ للغاية، أن يصل جنون الإعلام والكُتَّاب السعوديين إلى هذا القدَر من الآمال والتسويق لحرب على لبنان، في الوقت الذي لا تزال أصداء عُوائهم تتردد، بين وديان وجبال المحافظات اليمنية، وصولاِ إلى عمق نجران وجيزان، والغوطة الشرقية ودرعا وحمص وحلب، وغيرها من المناطق في سوريا،والمواطن السعودية الحالية اليمنية الأصل.
كما أن أصداء التهديدات السعودية للبنان، التي تصدّرت صفحات كُتَّابها وإعلامييها، بدأت على، ما يبدو، تشق طريقها في عقول غُلمانها في لبنان، إذ بدأوا حملةً إعلامية شرسة ضد المقاومة تحت عنوان: سنبدأ من بيروت، الأمر الذي أضحكنا كثيراً، وجعلنا نتأسف على وجوه،كنا نظنها قاماتٍ، فبآنت أحجامها من مستوى تفكيرها، فإذا هي تعيش على الآمال والتمني.
وما يزيدنا ذهولاً هو النفخ في أُذُن الفتى الكتائبي، ببوقٍ كَنَسي كنا نستبعد أن يصل به حِقْدُهُ إلى حد التحريض الضمني، بدل الدعوة إلى الوحدة.
بكل الأحوال، لابأس فنحنُ نتعامل مع دعوات التحريض علينا، من شركائنا في الوطن، بكل هدوء، إذ نعرفُ مستوىَ آمالهم، وأحلامهم التي سبقَ وأشعلوا بها شاشات الفضائيات، كإعلان (حالات حتماً) إبآن حقبة الثمانينات، وآمالهم بسحق المقاومة عام ٢٠٠٦.
ما نَوَدُّ قوله لهم هو: إنَّ ما تصبون إليه هو أضغاث أحلام؛وإذا فَكَّرَت السعودية وإسرائيل،أوغيرهما بارتكاب أي حماقة، فإنَّ رجال الله، الذين عهِدتموهم في لبنان، لن يحتاجوا كثيراً لكي يكونوا فوق رؤوسكم، ويوقظوكم من نومكم، وينقذوكم من كوابيسكم المُزعجة، لأنهم لا يزالون يعتبرونكم أبناءَ وطن. وشركاءَ أحِبَةً مُغَرَّراً بهم، ومنفوخاً في آذانهم.
وسنعاود مسامحتكم بطبعنا، كما سامحناكم عام٢٠٠٠،لكن ليس بِلا تشحيلٍ لشجرة الوطن،لكي تنموَ بشكلٍ سليمٍ، أفضل وأسرع، وتصبح أكثر اخضراراً، وأكثر ثمراً يانعا.
أما السعوديون والصهاينة، فلهم حسابٌ آخر، عندما تهُب العاصفة وتشتعل النار، وتتناطح الجباه، حينها سترون وسنرىَ، كيف سيكون الحال، وما هوَ المصير، خصوصاً عندما يلتقي فتيان علي بن أبي طالب بفتيان أبي جهلٍ و مرحب خيبر.
عندها، لا بُدَّ للآية الكريمة إلّا أن تُتَرجمَ على تراب عاملة، في وطن الأرز:
{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا*فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا* فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا*فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا* فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا*إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ*وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ*وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ*أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ*وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ*
إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ*}.
صدق الله العليُّ العظيم.
بيروت في….