تركت مواقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري صدىً إيجابياً حرّك المياه الراكدة بين لبنان والدول العربية في ظل الخلاقات القائمة.
وينقل وفق المعلومات، أن الرئيس بري، فاجأ البعض بالجرأة التي تكلّم فيها.
خصوصاً وأنه حمّل بعض الدول العربية مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع على خلفية عدم تفهّمهم للقرارات الدولية ومن ينفّذها، أو من يتجاهلها ويعمل على ضربها بعرض الحائط، كما تقوم إسرائيل مراراً وتكراراً.
وهذا السرد الذي قام به رئيس المجلس، في إطار ما شهده لبنان منذ بداية الحرب في السبعينات وحتى اليوم، كان أول مطالعة تستند إلى الوقائع، والبارز أنه عرضها بإسهاب على المشاركين في المؤتمر.
ولهذه الغاية، كانت للرئيس بري، لقاءات في غاية الأهمية عُقدت بعيداً عن الإعلام مع عدد من المسؤولين العرب المشاركين في المؤتمر.
وقد تميّزت ببحث الإجراءات الكفيلة التي يمكن أن تُتّخذ من قبل بعض الأطراف العربية لإعداد مشروع متكامل للحلّ في لبنان، وبالتالي، عودة الأمور إلى طبيعتها بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي.
وبالتالي، استبعاد بعض البنود التي وردت في الورقة الكويتية التي حملها معه إلى بيروت وزير الخارجية الكويتي ناصر المحمد الصباح.
وهذه البنود حصراً المتعلّقة بإلزام لبنان بتنفيذ القرارات الدولية، ولا سيما القرار 1559.
وينقل بأن الرئيس بري، قال ما عنده وعرض أفكاره وطرح أكثر من مخرج وصيغة يمكن البناء عليها في حال توفّر نوايا صادقة لإصلاح الأمور وعدم التصعيد، أو اتخاذ إجراءات ضامنة بحق لبنان.
وفي هذا الإطار، فإن بري سيتابع ما حصل في القاهرة، وخصوصاً أصداء كلمته وترجمتها ،إذ عُلم أن بعض المشاركين رحّب بها وأعطى ملاحظاته في بعض المسائل.
في وقت امتعض البعض الآخر، وثمة من لم يُعلّق على مضمونها، إنما الأمر الأبرز، أن هناك إمكانية ظهرت لدى رئيس المجلس لمتابعة مساعيه، على اعتبار أن لديه علاقاته وصداقاته، وقد يكون الوحيد في مثل هذه الظروف أمام الأزمة القائمة على خط لبنان ـ الخليج، من أن يتابع أو يدوّر الزوايا للوصول إلى حلول قريبة.
ويبقى أن المصادر المتابعة لدور وحركة الرئيس بري، تؤكد وجود مؤشّرات تدفعه إلى متابعة أجواء القاهرة خلال استقبالات متوقّعة في عين التينة في الأيام المقبلة لبعض السفراء العرب.
وصولاً إلى متابعته إجراء اتصالات هاتفية مع بعض رؤساء البرلمانات العربية الذين أكدوا له في القاهرة على ضرورة السير قدماً نحو إيجاد الحلول الناجعة للأزمة في لبنان.
وتحديداً حلّ الخلافات بين بيروت وبعض العواصم العربية والخليجية، في ظل تساؤلات عن قدرة بري أو سواه على الإقدام على مثل هذه الخطوات الكبيرة في حال لم تتوافر لها الظروف المؤاتية دولياً.
ولا سيما في هذه الظروف المفصلية حيال ما يجري بين روسيا وأوكرانيا إلى حروب المنطقة من اليمن إلى سوريا.
وبمعنى آخر، هل هناك حل للمعضلة اللبنانية أو إمكانية التوصّل إلى تسوية ما؟
وهنا، فإن أوساط بري تبني بإيجابية على إمكانية حصول خرق لهذا الجدار المسدود في لبنان سياسياً واقتصادياً، وكذلك في سياق تدهور العلاقات بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي.