دانـي حـداد – مـوقـع MTV
يمكن لكلّ ما قيل على لسان مسؤولي ومناصري التيّار الوطني الحر وحركة أمل من اتهامات متبادلة بينهم أن يُرمى فوق أكوام النفايات المتجمّعة في بعض الشوارع.
لتعكس صورةً عمّا بلغه هذا الوطن بفضل سياسيّيه، أو معظمهم كي لا نردّد “كلّن يعني كلّن”.
فالفريق الذي أطلق عبارة “تحالف الطيونة” قاصداً حركة أمل والقوات اللبنانيّة، يمضي بكامل قواه العقليّة وحماسته الانتخابيّة نحو التحالف مع من سُمّي ذات يوم بـ “البلطجي”، أي رئيس مجلس النواب نبيه بري.
حصل الاتفاق برعاية ومباركة من حزب الله، وكنّا كتبنا قبل أشهر، في عزّ الخلافات ونقلاً عن مصدر في “الثامن من آذار”:
“مهما صدر على لسان مسؤولي التيّار الوطني الحر من مواقف، فإنّ مرشّحيهم سيكونوا على اللوائح نفسها مع مرشّحي “أمل” وحزب الله في الانتخابات النيابيّة المقبلة”… وهكذا كان.
سيكون غازي زعيتر، الملاحق في جريمة المرفأ، والذي هاجمه جمهور “التيّار” مراراً، على اللائحة نفسها مع روني نصرالله، مرشّح “البرتقالي” عن المقعد الكاثوليكي في بعلبك الهرمل.
وفي البقاع الغربي، سيجلس مرشّح “التيّار” شربل مارون جنباً الى جنب مع مرشّح “أمل” قبلان قبلان، وكفى الله المؤمنين شرّ القتال.
وسيُرغم ألان عون على التحالف مع “الثنائي”، ليخوض الانتخابات مع مرشّح نبيه بري فادي علامة.
وكذلك سيكون إدكار طرابلسي مرشّحاً مع محمد خواجة في دائرة بيروت الثانية.
أما في جزين فلا توافق حتى الآن، حيث يرفض بري التحالف إذا كان زياد أسود على لائحة “التيّار”.
وعدا عن التحالف مع “رمز الفساد”، كما يُسمّى بري من قبل جمهور “التيّار”، ستجمع اللوائح في بعض الدوائر مرشّحي “الوطني الحر” وحزب الله، كما في جبيل حيث سيسمّي جبران باسيل في ذكرى ١٤ آذار مرشّحَيه ندى البستاني وسيمون أبي رميا، وفي زحلة حيث سيسمّي سليم عون.
وقد بُتّ أمر التحالف في الدائرتَين، علماً أنّ الحزب لم يحسم أسماء مرشّحيه بانتظار قرار مجلس الشورى.
سيكون الكلام في الفترة الفاصلة عن الانتخابات مختلفاً عن الأشهر الماضية. لن نسمع اتهامات متبادلة بين جمهور التيّار الوطني الحر وحركة أمل.
سيصمت الجيشان الالكترونيّان، لزوم التحالف الانتخابي المصلحي. ولا غرابة في ذلك، ما دامت جماهير الأحزاب عندنا تتحرّك على الـ “ريموت كونترول”، بلا تفكيرٍ ورأيٍ ووجع رأس…