صــحـيــفــة الأخـبــار
لم يتمكّن رئيس تيار المستقبل سعد الحريري من ضبط «شهوة» النيابة لدى كل نواب تيار المستقبل.
المواقف التي أعلنها، واستتبعها بتعاميم وبيانات تؤكّد قراره عدم المشاركة في الاستحقاق الانتخابي وتجميد عمله السياسي، لم تحل دون ترشح عدد لا بأس به من نواب كتلته مجدداً.
من سامي فتفت إلى عثمان علم الدين وهادي حبيش وكريم كبارة (نجل النائب محمد كبارة) الذين تقدموا أمس بترشيحاتهم.
وسبقهم في الموقف (قولاً) نائبه مصطفى علوش الذي استقال من التيار قبل أسبوعين، والرئيس فؤاد السنيورة الذي يرى في الانتخابات فرصة لتكريس نفسه مرجعية سنّية في غياب الحريري.
ورغم الصعوبات التي واجهها السنيورة في هندسة التحالفات والترشيحات بعدما قرّر كثيرون مقاطعته، فضلاً عن تعرّضه لحملة باعتباره «خارجاً عن طاعة الحريرية السياسية».
تؤكّد مصادر «الأخبار» أن رئيس الحكومة السابق ماضٍ في هذا الخيار، وتحديداً في دائرة «بيروت الثانية» لملء شغور الحريري في مواجهة لوائح ثنائي حركة أمل وحزب الله والأحباش والنائب فؤاد مخزومي.
وبحسب المعلومات، فإن السنيورة يضع اللمسات الأخيرة على لائحة في هذه الدائرة «تحظى بمباركة الرئيسين نجيب ميقاتي وتمام سلام»، ويفترض أن تضمّ:
القاضي خالد قباني، حسن منيمنة، لينا التنير، ماجد دمشقية، عماد الحوت (الجماعة الإسلامية)، منى فياض، فيصل الصايغ (الحزب الاشتراكي) ميشال فلاح وجورج حداد.
فيما ترددت معلومات عن إمكان انضمام رئيس نادي الأنصار نبيل بدر إليها.
محاولات السنيورة التعاون مع العائلات البيروتية اصطدمت برفضها دعم أي مرشح سنّي في بيروت، بعد اجتماع عُقد للعائلات قبل أيام تقرر فيه الالتزام بقرار الحريري.
وهذا ما يزيد مهمة السنيورة صعوبة، وخصوصاً أنه يفتقر إلى أيّ أرضية انتخابية في العاصمة.
وشمالاً، تكثّفت اتصالات السنيورة مع الرئيس نجيب ميقاتي لتأليف لائحة تضم النائب السابق مصطفى علوش وربما النائب السابق أحمد فتفت، وتكون لميقاتي حصة فيها عبر ترشيح سليمان عبيد (نجل النائب الراحل جان عبيد) عن المقعد الماروني والنائب علي درويش.
علماً بأن ميقاتي انضمّ أمس إلى نادي «غير المرشحين»، إذ أعلن في مؤتمر صحافي عزوفه عن الترشح، مؤكداً «دعمه جهود من يختارهم الناس».
أمام هذا الواقع، ستبقى العيون مسلّطة على تعامل تيار المستقبل مع حراك السنيورة، في ظل حملة تخاض ضمناً في كل المناطق لحضّ الطائفة السنية على مقاطعة الانتخابات لقطع الطريق على محاولات السنيورة الاستئثار بالتركة الحريرية.
إلى ذلك، علمت «الأخبار» أن مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان تلقّى رسالة من الرئيس الحريري تضمّنت عتباً ولوماً شديدين على «انحيازه» إلى السنيورة في حراكه الساعي إلى وراثة آل الحريري وتيار المستقبل.
وأكدت مصادر قريبة من الدار أن «دريان حاول الاتصال بالحريري من دون جدوى».
انتقادات الحريري ومناصريه دفعت دريان إلى «الاستدارة» وإبلاغ السنيورة أنه لن يدعو الناخبين السنّة إلى التصويت للائحة التي ينوي تشكيلها في بيروت.
صراع الحريري ــــ السنيورة انعكس على مشايخ الدار في بيروت والمناطق الذين خضعوا عنوة لتصنيف «مع سعد» أو «مع السنيورة»، مع إقرار كثر بأن للسنيورة اليد الطولى في عائشة بكار حتى عندما كان الحريري في ذروته.
حتى وصف بأنه «مفوض المستقبل» في الدار، ما سمح له بالتأثير على استحقاقات مفصلية، أبرزها اختيار دريان نفسه، مرشح السنيورة، خلفاً للشيخ محمد رشيد قباني الذي أُحرج حتى أُخرج من دار الفتوى بعد خلافه مع السنيورة.