مـوقـع أسـاس مـيـديـا
قبل أيام، يروي مرجع سياسي أنّه في دردشة مع مرجع كبير في الثنائي الشيعي، كان الأخير “مرتاحاً جدّاً” لمسار العملية الانتخابية، وواثقاً من الفوز بالانتخابات.
وأسباب الراحة لا تبدأ من “صواريخ أربيل الـ12 التي وجّهت رسائل إلى أميركا، وإسرائيل، ومن يشكّلون الحكومة في العراق، وصفّت الحسابات مع مسعود البارازاني”.
وإذ يقاطعه أحد الحاضرين: “والعرب؟”، يجيب: “ليسوا في الحسبان”.
هذه صورة الانتخابات المقبلة التي ستجري في موعدها، وتحالف حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحرّ سيفوز بأكثرية مطلقة، قد تصل إلى 67 نائباً.
وفي أسوأ الأحوال سيكون لهذا التحالف 63 نائباً، وحده، مقابل كتل متفرّقة ومتنافرة ومتناقضة، يجمعها أنّها صغيرة، قد يكون عدد مهول منها “أحادي الخلية”، بسبب “الفرفطة” الحاصلة بين مجموعات قوى التغيير وبقايا ثورة 17 تشرين، و”الفرفطة” الأكبر التي ستنشأ من الانتخابات والتنافس على المقاعد السنيّة.
هكذا يبدو المحور قبل شهرين من الانتخابات، لأنّ الأرقام تؤكّد أنّ الانتخابات ستعيد له شرعيته المحلية، وستكرّسه ممثّلاً لأكثرية الشعب اللبناني، بالانتخابات وصناديق الاقتراع، وستعطيه الجائزة الكبرى أمام المجتمعين العربي والدولي.
فكيف لمن يمثّل أكثرية مطلقة من أيّ شعب، بانتخابات تصادق عليها المنظّمات الدولية، أن يُوصَمَ بـ”الإرهاب”.
جـبـران.. مـحـلـولـة
يروي ركن نيابي أساسيّ في “الثنائي الشيعي”، أنّ حزب الله كان يحمل همّين قبل أن يقرّر المضيّ في إجراء الانتخابات:
1- التأكّد من عدم حصول أيّ خرق في المقاعد الشيعية الـ27. وهذا مضمون بنسبة 99.99 %، بحسب المصدر المذكور.
2- تعويض خسائر جبران باسيل النيابية المتوقّعة.
وهذه مشكلة تمّ حلّها، بتشكيل الحلف مع حركة “أمل” في معظم الدوائر ذات الصلة، وبتعويض جبران بـ3 نواب لطالما طالب بهم، من خارج حصّته.
فقد وافق حزب الله على إهداء جبران باسيل المقعد الكاثوليكي في بعلبك الهرمل، الذي عاند طويلاً خلال المفاوضات لانتزاعه من ألبير منصور، الذي كان انتزعه من القومي السوري مروان فارس.
كذلك سيضمن له مقعداً إضافياً في زحلة، إما الكاثوليكي أو الأرمني.
وفي حين خسر معركة “تطيير” النائب إيلي فرزلي، وربحها الرئيس نبيه برّي، بتثبيت ترشيحه على لوائح الحلف، فإنّ جبران سيحصل على هدية مقعد الأقليات في دائرة بيروت الثانية، إلى جانب هدايا بآلاف الأصوات، سيحصل عليها في دوائر أخرى، من جزين إلى البترون.
على عكس المير طلال أرسلان كان يصرّ على دعم مرشّح له عن المقعد الدرزي.
هكذا فإنّ خسارة جبران 3 نواب في دوائر أخرى ستكون أقرب إلى “التعادل”، وإذا خسر الرابع أو الخامس، فستقتصر خسارته على نائب أو اثنين، وهو أقرب إلى “الفوز المجلجل” بعد 3 أعوام من الحملات و”الهيلا هو”.
وهذا هو الانتصار الأكبر الذي سيحقّقه حزب الله.
الـتـحـالـف مـع الـفـاسـديـن
اللافت ما نشره موقع “العهد” أمس نقلاً عن نصر الله، أنّه قال أمام كوادر حزبه في لقاء داخلي دام ساعة ونصف الساعة:
“العمل يجب أن يكون للحلفاء كما نعمل لأنفسنا. علينا أن ننجح كل نوابنا وكل حلفائنا. وحتّى لو كان هناك مرشح عليه نقاط هدفنا أن ننجحه”.
وقال في مكان آخر: “حتّى لو تعرّضنا لاتهامات بوجودنا مع فاسدين”… في إشارة إلى الرأي العام الشيعي الذي خرجت منه اعتراضات على ترشيح مروان خير الدين عن المقعد الدرزي في حاصبيا، وعلى التحالف مع جبران باسيل.
هذا التحالف مع جبران أخذ الكثير من النقاشات العاصفة مع مسؤولي حركة “أمل”، الذين عاندوا ورفضوا حتّى اللحظة الأخيرة.
وقد شهد النقاش تنازلات متبادلة، منها المحافظة على مقعد إيلي فرزلي، ومنها حسم عدم التحالف مع زياد أسود في جزين، ما سينتج عنه لائحتان.
وكذلك أغضب حزب الله حلفاء آخرين كرمى لعيون جبران، من القومي إلى البعث وغيرهم…
“أسـطـورة” جـعـجـع
يستريح أحد قياديي محور 8 آذار في جلسته، ويقول: “تبيّن أنّ كل نفخ العضلات الذي مارسه سمير جعجع في السنتين الماضيتين لا أساس له على الأرض. وحتّى لو زادت شعبيته بين 20 و30 %، فإنّ هذه الزيادة ليس متاحاً ولا سهلاً تقريشها بحواصل انتخابية بسبب طبيعة القانون الانتخابي”.
ويضيف أنّ قراءة “المحور” تذهب إلى أنّ جعجع قد يضيف نائبا أو اثنين إلى كتلته، لكنّه زيادة لا تقدّم ولا تؤخّر في سياق الأكثرية النيابية، ولا تغيّر معادلات: “لقد خسر جعجع الرأي العام السنّي بسبب عدم مراعاته للأصول السياسية، ولن يربح الانتخابات”.
67 نائـبــاً
الحسابات على الورقة والقلم في تحالف 8 آذار تعطي هذا الحلف 63 نائباً مضموناً “في الجيب”، وهناك عمل على 4 نواب:
– المقعد الأوّل هو الحاصل الرابع في بيروت الثانية. فإذا انخفض الحاصل النهائي، مع تعدّد اللوائح وفشلها في الوصول إلى الحاصل الأساسي، يمكن لتحالف 8 آذار أن يختطف حاصلاً رابعاً، إلى جانب المقعدين الشيعيين ومقعد الأقليات المعقود لباسيل، وربما يكون السنّي أو الدرزي.
– المقعد الثاني هو الرهان على مقعد إضافي لفيصل كرامي في طرابلس، بعد عزوف الرئيسين سعد الحريري ونجيب ميقاتي، وتضعضع مصطفى علوش وأشرف ريفي، وغياب الأفق الجدّي للائحة موحّدة لقوى التغيير والثورة.
– المقعد الثالث يجري العمل على الفوز به في دائرة البقاع الغربي، حيث ستحاول قوى 8 آذار انتزاع المقعد الماروني، إلى جانب مقاعد عبد الرحيم مراد وقبلان قبلان وإيلي فرزلي.
في حين سيكون الصوت السنّي خارج مقعد مراد مشتّتاً بعد عزوف الحريري ونائبه الحالي محمد القرعاوي.
– المقعد الرابع هو احتمال فوز سليم سعادة بمقعد عبر حاصل إضافي في لائحة فرنجية بدائرة الشمال الثالثة.