يختلف موسم الحجّ هذا العام. فهو أوّل موسم بعد انقطاع دام سنتين، جرّاء انتشار جائحة كورونا. لكنّ هذا الموسم، سيكبّد الحجّاج كلفة عالية لأسباب لا تعود هذه المرّة إلى الأزمة الاقتصادية في لبنان، بل إلى ارتفاع في كلفة أمورٍ عديدة فرضتها المملكة العربية السعودية، زادت هذا العام بسبب ارتفاع سعر النفط والغذاء والضرائب وغيرها. ارتفاعات كلّها ستُفرض على جميع الحجّاج من مختلف الدول التي يأتون منها لإتمام مناسك الحجّ. لكن في لبنان، ومع الأزمة الراهنة، أصبحت كلفة الذهاب إلى الحجّ هائلة، وتقتصر فعلاً على “مَن استطاع إليه سبيلاً.
في حديث مع بعض مدراء حملات الحجّ في لبنان، يؤكّد مدير “حملة بيروت العاصمة للحجّ والعمرة” محمّد غطيس، لـ”النهار”، أنّ “الإقبال ضئيل جداً هذا العام على الحجّ بسبب الظروف الصعبة التي يمرّ بها الناس”.
وعن كلفة الحجّ هذا العام للشخص الواحد، يشرح غطيس أنّها تبلغ 5000 دولار في إطار الحملة، وتضمّ هذه الكلفة تذكرة السفر والإقامة في فندق 5 نجوم وكلفة النقل والتأمين والطبابة وما إلى ذلك. وقد تضاعفت الكلفة بسبب التحسينات التي نفّذتها المملكة العربية السعودية، ما أدّى إلى فرض رسوم إضافية.
وقد علّقت المملكة، هذا العام، حجّ الأشخاص الذين تفوق أعمارهم الـ65 عاماً من رجال ونساء بسبب استمرار انتشار كورونا.
أمّا مدير “حملة باب الريان للحجّ والعمرة”، الحاج جهاد حدرج، فيفيد “النهار” بأنّ الإقبال قليل جداً على الحجّ هذا العام بسبب سوء الأحوال المادّية لدى الناس في لبنان.
فكلّ الأكلاف المرتبطة بالحجّ في الخارج، ارتفعت. تذكرة السفر إلى المملكة أصبحت 650 دولاراً، وشركات الطواف والنقل رفعت السعر من 450 دولاراً إلى 2100 دولار، إضافة إلى الضريبة على القيمة المضافة وهي 15 في المئة تُدفع في مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة، فضلاً عن ارتفاع أسعار الغذاء ما بين 60 إلى 70 في المئة، إلى جانب كلفة النقل التي ارتفعت مع ارتفاع سعر النفط، وارتفاع سعر اليد العاملة.
كذلك، بات على الحملة في لبنان، وفق حدرج، تخصيص نفقات طاقم الحملة الذي يرافق الحجّاج. ففي السابق، كان يخصّص شخص واحد من الطاقم لكلّ 17 حاجّاً، لمرافقتهم مجّاناً. أمّا الآن، فباتت كلفة سفر الطاقم تُحتسب ككلفة زبون الحملة. وتبلغ كلفة الحاجّ على الشخص في الحملة 6900 دولار.
من جهته، مدير هيئة رعاية شؤون الحجّ والعمرة في لبنان، الحاج إبراهيم عيتاني، وفي حديث لـ”النهار”، يورد أنّ عدد الحجّاج المتقدّمين في لبنان تضاءل هذا العام بسبب الوضع المالي السيّئ وانتشار كورونا. وقد قلّصت المملكة العربية السعودية عدد الحجاج هذا العام، بدءاً من تعليق حجّ الأشخاص مِمّن تفوق أعمارهم الـ65 عاماً من الذكور والإناث. كما قلّصت كوتا الحجّاج في كلّ بلد، بحيث انخفضت الكوتا في لبنان من 6000 حاج إلى 2700 حاج.
وقد جرت العادة في السابق أن تُقبَل طلبات الحجّاج بالتسلسل العمري من الأكبر إلى الأصغر سنّاً. ويقول عيتاني إنّ الكوتا في لبنان لم تمتلئ، بحيث تقدَّم 2500 حاجّ من أصل 2700 المسموح بهم.
وعن تكاليف الحجّ، يشير عيتاني إلى أنّ التكاليف الثابتة لا تقلّ عن 4690 دولاراً للشخص الواحد، وهي موحَّدة وثابتة لدى جميع الدول، لكنّ الأسعار التي تفوق هذا المبلغ، تعود إلى الخدمات الإضافية التي تقدّمها كلّ حملة.
وقد أُقفل باب تقديم الطلبات، بانتظار يوم 29 الجاري لكي يبدأ الحجّاج بالتوافد إلى الحجّ.
وفي إحدى الحملات الفاخرة، التي يقصدها كبار رجال الأعمال والوجوه السياسية المعروفة، وصلت كلفة الحجّ للشخص الواحد بين 13 و15 ألف دولار.