تنشط السوق السوداء مع كل أزمة تطلّ على اللبنانيين، والحديث اليوم يتشعّب حول أسواق سوداء تتعلّق بلقمة عيش المواطن أي رغيف الخبز، فأين تنشط هذه الأسواق ومن هم أبطالها؟.
وفي هذا الإطار، يكشف نقيب أصحاب الأفران طارق المير في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، عن “سوق سوداء أبطالها بعض النسوة من اللاجئين الذين يقفون في الطوابير لشراء الخبز من الأفران على سعر 15 ألف وبيعها في السوق السوداء على سعر 40 ألفاً، فهذه السوق تنشط مؤخراً في العديد من المناطق لا سيما في الشمال”.
وأيضاً كانت سرت أخبار مفادها، أن بونات الطحين التي تتسلّمها الأفران لإنتاج الخبز العربي يجري بيعها في السوق السوداء وهناك أفران مُقفلة وتتسلّم الطحين عبر تلك البونات، وتبيع الطن بـ850 دولاراً فيما تعمد أفران أخرى على إنتاج كمية قليلة من الخبز العربي، وهو ما بنفيه المير، ويقول: “وزراة الإقتصاد لا تسلّم البونات إلّا إلى الأفران المفتوحة ووفق شروط مُسبقة وتشرف على عمل الأفران التي تسلّمت البونات، وإذا كان هناك من فرن مُقفل ويتاجر بالبونات فبالتأكيد الوزارة هي المسؤولة”.
أما عن تهمة صنع مخبوزات أخرى من الطحين المدعوم، ينفي المير قائلاً: “هذا الخبر هو عار عن الصحة لأن هذا الطحين لا يصلح إلّا لصناعة الخبز العربي”.
ويؤكد رفضه “مبدأ رفع الدعم عن الطحين لأن ربطة الخبز هي اليوم لقمة الفقراء فقط، لكن الأمور تحتاج إلى التنظيم والمراقبة”.
وعن الأسباب الواقعية للأزمة، يلفت إلى أنّ “السبب الرئيسي توقّف 5 مطاحن عن العمل منذ 10 أيّام لا سيما أكبر مطحنة والتي كانت تُنتج 700 طن يومياً من الطحين، ولا تستطيع المطاحن الأخرى تلبية حاجة السوق كلّه”.
وبالنسبة لأسباب توقّف هذه المطاحن، يُشير إلى “عدم وجود قمح مدعوم لأنّ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، لا يُفرج عن الاعتمادات لبواخر القمح التي يقولون أنّها موجودة في البحر”.
ويكشف، أنّه “تواصل مع المخابرات أمس وأخبرهم أنّه بصدد تسليم الأفران لهم نتيجة الإشكالات المتكرّرة بسبب الطوابير، فلا يجوز الإستمرار على هذا النحو”.
ويُشدّد المير، على أنّ “الحلّ اليوم بيد الدولة، فعند تأمين الطحين، كلّ المطاحن والأفران مستعدّة لعمل 24 ساعة ولن تكون هناك أزمة”.