“ليبانون ديبايت”
ما كانَ قد حذّر منه رئيس بلدية المطيلب بول شديد، حول الخطورة والعشوائية والإستهتار بتركيب ألواح الطاقة الشمسية، أتى في التوقيت المناسب، بحيثُ تعرّضت ألواح للطاقة الشمسية على سطح مبنى في بشامون للإحتراق والتطاير ، الأمر الذي يطرح أكثر من سؤال برسم وزير الداخلية بسَّام مولوي حول خطورة عمليات تركيب ألواح الطاقة بشكل غير مدروس ومن قبل فنّيين غير متخصّصين في هذا المجال.
وفي هذا السياق، تحدَّث شديد لـ “ليبانون ديبايت”، عن أبرز التداعيات الّتي بدأَت تَظهر إلى العلن، جَرّاء عمليات ترّكيب ألواح الطاقة الشمسية، والتي تبدأ أولاً بالخلافات بين سكّان المبنى الواحد على خلفيّة تركيبها على السّطح بطريقة قد تضرّ بالآخرين، وصولاً إلى الخطر الأساسي المتمثّل بخطر سقوط هذه الألواح في فصل الشّتاء وأجوائه الممطرة ورياحه العاتية، لتسبّب خسائر ماديّة وبشريّة، كما حصل في بعض المناطق يوم السبت الماضي، مع العلم، أنّ بعض عمليّات التركيب غير متينة ولا تستوفي شروط السلامة العامة.
وتقارب بلدية المطيلب في الآونة الأخيرة هذه المشكلة، إذ يقول رئيسها بول شديد، إنّ “تَرّكيب ألواح الطاقة الشمسيّة يتمّ بطريقة عشوائيّة ويُشعل خلافاتٍ بين المواطنين نتيجة عدم حصول تنازلات من قبل بعض الجيران، أو تسبّب الألواح بضرر لسكان الشّقق الأخرى، وتصل الشكاوى إلى البلدية، وهنا الأزمة الكبرى”.
ويلفت شديد، إلى “أنّنا إلى جانب المواطن، ولكن لا يجوز أن نُقابِل المشكلة بحلٍّ فوضويّ كما يحصل في ملفّات أخرى”، طالباً من وزير الداخليّة والبلديات بسام مولوي “أن يسمح للبلديات بتنظيم تركيب الطاقة الشمسيّة، وبالإشراف تقنيّاً وعمليّاً وفنيّاً، لـ 3 أسباب: أوّلاً تخفيف المشاكل بين سكّان المبنى الواحد، خصوصاً وأنّ السّطح هو ملك للجميع، ثانياً للحدّ من التشوّه البيئي، وثالثاً للحفاظ على السلامة العامة”.
وعن تأثير فصل الشتاء على ألواح الطاقة الشمسية، يكشف شديد عن “كارثة مقبلة، لأن العاصفة ستهبّ ومعها رياح وأمطار غزيرة، ممّا يُنذر بتداعيات مُخيفة من تطاير لألواح الطاقة الشمسيّة وتحطّمها، والأسوأ أنّها قد تسقط على أحد المارة مسبّبةً إصابات أو خسائر في الأرواح!”.
كما يُشدّد، على أنّ “هذا الأمر لا يُمكن أن يُستكمل بطريقة عشوائيّة كما يحصل”، مستطرداً: “لم تعد هناك إيرادات للبلديات في هذا الوضع، ويجب العَمل على وجود رسم بلديّ لمعاملة تركيب الطاقة الشمسية”.
وعن الوضع في المطيلب في المتن، يُشير شديد إلى أنّ “هناك خلافات عدّة تحصل بين السكّان بسبب تركيب الألواح عشوائيّاً، والبلدية في موقف صعب وحساس. فهي إلى جانب المواطن، وفي الوقت نفسه يتطلّب عملها الحفاظ على السلامة العامة وسلامة المواطن”، مشدّداً على “أنّنا مؤتمنون كبلدية، بالدرجة الأولى، على سلامة الناس، وثانياً على راحة الناس من ناحية تخفيف المشاكل”.
إذاً، التحدّي الأكبر اليوم في الحؤول دون تحوّل “بارقة الأمل” هذه، إلى نقمة تزيد من مشاكل الناس ومُعاناتهم، خصوصاً وأنّ بعض ألواح الطاقة الشمسيّة مُهدّد بالتّطاير مع انتهاء الصّيف ما يعني تبخّر أموال اللبنانيين والتسبّب بخسارة بآلاف الدولارات.