الجيش اللبناني يحقق حلم الطفل محمود
ترعرع محمود على حبّه للجيش، وحلِم أن يصبح طيارًا، ولكن مرض السرطان فاجأه وهو في الخامسة من عمره، بدأت حربه مع هذا المرض الخبيث الذي ضرب عظامه الطريّة ودماءه النقيّة. وهو منذ نحو السنة والنصف، في مركز سرطان الأطفال يتلقى العلاج الصحي والمعنوي.
شارك الجيش اللبناني، حامي الوطن وزارع الأمل في النفوس، محمود في حربه ضد هذا المرض، فاستقبله في رحاب قاعدة بيروت الجوية محققًا حلمه، من خلال صعوده إلى الطائرة والتعرّف إلى تفاصيل رحلة الطيّار منذ لحظة إقلاع الطائرة ولغاية هبوطها.
سار محمود في أرجاء قاعدة بيروت الجوية، بخطًى ملؤها الأمل بمستقبلٍ زاهر يلوح له في الأفق، على الرغم من الألم الذي يعانيه بسبب رجله المريضة. استقبله قائد القاعدة العقيد الركن الطيار حسان بركات في مكتبه، بابتسامة الأب الحنون.
روى له قصة إصرار الجيش على إعادة الحياة إلى طائرة AB 212، وهي كانت معطّلة منذ نحو ثلاثين عامًا، وقد ثابر الفنيون على العمل خلال سنة ونصف لإنجاز المهمة، على الرغم من دقّتها وصعوبتها. وأوضح له أنّه بالإيمان والعزيمة الصلبة والأمل، يمكن للمرء تحقيق أحلامه والتغلّب على الصعوبات التي تواجهه، وعلى الأمراض مهما اشتدّت عليه.
شـدّ على يـده، وهنّـأه على ثباته في مواجهة المرض الخبيث وإصـراره على كسـب المعركـة، وتحقيـق أحلامـه في عالـم الطيران.
الجولة
بعد شحنة الأمل والتفاؤل من العقيد بركات، بدأت جولة الطفل محمود في القاعدة الجوية برفقة المقدم الياس رزق وأهله ومنسّق قسم التسويق في مركز سرطان الأطفال السيد أمين أبو مطر. من الجناح الجوي دخل إلى غرفة اجتماعات الطيارين، حيث تُوزّع المهمات وتُحدد التفاصيل المتعلقة بكل رحلة، ثم صعد إلى طائرة Cessna، والطوافتين huey II و AB 212، بفرحٍ غمر قلبه البريء، وتجلّى على وجهه ابتسامة عريضة.
حاول محمود اكتشاف تفاصيل الطوافات، وسأل الأسئلة الذكية التي تنمّ عن حبّ للمعرفة.
بعدها توجّه إلى الجناح الفني، وشاهد عناصر الصيانة الذين شرحوا طبيعة عملهم. وفي ختام الجولة، تلقّى محمود هدايا تذكارية ترمز إلى القوات الجوية والجيش اللبناني، كي تبقى زيارة القاعدة الجوية خالدة في ذاكرته، وتبعث في نفسه الطمأنينة والأمل بالشفاء التام.
وكان شُكر محمود للضباط وامتنانه للعناصر في القاعدة الجوية مؤثرًا للغاية في نهاية الجولة