بقلم المستشار في القانون الدولي الدكتور قاسم حدرج
كل شعوب العالم تبحث في تاريخها عن أنصاف هزائم لتحولها الى انتصارات لتقيم لها احتفالا وتبحث عن شخصية ذكر اسمها بحادثة تاريخية
لتحولها الى بطل قومي وتختلق له قصصا وحكايات الا شعب لبنان فهو يحتفل بأعياد مصطنعة مثل الأستقلال وهو الناتج عن قرار سياسي فرنسي
بعد ان اطمأن لوجود ممثلين لسياسته يحملون جنسية لبنانية
وكذلك عيد الجلاء والذي جاء ترجمة للقرار السياسي الذي ظهرت اسبابه بعد خمس سنوات من خلال اعلان نشأة الكيان الأسرائيلي كجيش بديل عن جيوش المستعمرين ولو كان لبنان حقا حقق استقلاله وأجبر القوات الفرنسية على الانسحاب قسرا فلماذا أبقى على اسماء قادة الأنتداب على شوارعه حتى يومنا هذا وهو الذي يعترض على تسمية شوارع بأسماء مقاومين
الا يشكل هذا دليلا بأننا ما زلنا تحت الانتداب والأستعمار ولكن مغلف بعملية استحمار من خلال الأحتفال بهذه المناسبات الوهمية ،حتى عيد الشهداء الذي تم وضع نصب تذكاري له يرمز الى مجموعة قضت على يد جمال باشا الجزار ربما ظلما ودون ان يختاروا بأرادتهم هذا المصير فأعتبرتموهم رمزا للشهداء في الوقت الذي تصفون شهداء المقاومة الذين اختاروا طواعية التضحية بأنفسهم لأجل لبنان بالأرهابيين ولا تقيمون اي احتفال لهم او لشهداء الجيش الذين قضوا على يد السفاح أحمد الأسير او شاكر العبسي ولا تتغنون بالبطولة النسائية لسناء محيدلي وسها بشارة وغيرهن من البطلات بينما تتغنون بهيفا وهبي ونانسي عجرم بأعتبارهن ايقونات لبنانية ووجهه الحضاري ولو قدر لكم ان تكتبوا التاريخ سنرى بأن ابطاله هم سعد حداد وانطوان لحد وعقل هاشم وبشير الجميل.
انا لا ابالغ في الوصف التشاؤمي بل اترجم الواقع فها نحن شهود على تاريخ
من البطولات الأسطورية التي لم يشهد تاريخ لبنان القديم والحديث مثيلا لها حيث لم تكن كتبه تحتوي سوى على قصة البطل أدونيس الذي قتل الخنزير البري وأنقذ عشتروت اما من رسموا