القوات الامريكية في سوريا
يبدو أن الأوضاع تتجه الى التوتر في منطقة شرق الفرات في سوريا، وهذا ما تؤكده تطورات الأحداث في تلك المنطقة خلال الأيام الأخيرة. حيث أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية بالأمس الأربعاء، عبر القيادة المركزية عن إصابة 3 من جنودها في سوريا بجروح، بعد تعرض مواقعهم لهجومين صاروخين منفصلين، بدأت في الساعة 7:20 مساءاً.
وزعم مسؤول عسكري أمريكي، أن بلاده ردّت بضربات عبر طائرات هليكوبتر هجومية من طراز أباتشي، واستطاعت تدمير 3 مركبات ومعدات، كانت تستخدم في إطلاق الصواريخ. لكن اللافت بأن الأمريكيين قد أعلنوا بأنهم يراقبون الوضع عن كثب، وانهم سيتخذون الخطوات اللازمة للدفاع عن أنفسهم (في إشارة الى ارتداعهم عن تصعيد الأوضاع وإيقاف اعتداءاتهم).
في وقت سابق من أمس الأربعاء أيضاً، شنت أمريكا غارات جوية في هذه المنطقة، استهدفت خلالها ما ادعت بأنها بنية تحتية (معسكري عياش والصاعقة)، تستخدمها الجماعات التابعة لحرس الثورة الإسلامية في إيران، رداً على هجوم سابق نفذته هذه المجموعات (حلفاء الجيش السوري)، بطائرات بدون طيار استهدفت قاعدة التنف. وقال مدير الاتصالات في القيادة المركزية الأمريكية الكولونيل جو بوتشينو، في بيان أن الضربات نفذت بتوجيه من الرئيس جو بايدن.
وعن المزاعم الأمريكية بأن هذه الضربات استهدفت مواقع تابعة لحرس الثورة الإسلامية، فإن وزارة الخارجية الإيرانية قد نفتها بشكل قاطع، معربةً عن إدانتها للهجمات الأمريكية التي تشكل اعتداءً على السيادة السورية.
الوجود الأمريكي في هذه المنطقة
تسلط هذه الهجمات المتبادلة الضوء من جديد، على استمرار وجود القوات الأمريكية في شرق سوريا، خاصةً بالتزامن مع ما تم التوصل اليه من توافقات ما بين إيران وروسيا وتركيا خلال قمة طهران منذ أسابيع. حيث أكدّ جميع الأطراف، على عدم شرعية تواجد الأمريكيين هناك، وعن ضرورة انسحابها من تلك المنطقة.
وفي السنوات الأخيرة، تراجع الوجود الأمريكي في تلك المنطقة بشكل واضح، لكن بقي لديهم قدرة محدودة في بعض المناطق، تحت ذريعة ظاهرية لمحاربة تنظيم داعش الوهابي الإرهابي، الذي تختبئ خلاياه في تحت نظر وحماية القوات الأمريكية، التي تتواجد هناك وفقاً لهدف واضح وهو الحد من نفوذ إيران هناك، خصوصاً بما يرتبط بالمواجهة مع الكيان المؤقت (وهذا ما كشفه علناً خلال العام الماضي منسق البيت الأبيض لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بريت ماكغورك)، وسرقة الموارد السورية من نفط وقمح. ولا يزال هناك ما يقرب من 900 جندي أمريكي في قاعدة التنف وفي محافظتي الرقة والحسكة.
وبالرغم من أن الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب، كان قد أعلن مراراً بأنه سيسحب هذه القوات من تلك المنطقة، إلا أن الإدارة الأمريكية العميقة في أروقة الاستخبارات والخارجية والبنتاغون، كانت تصرّ على الحفاظ على هذا التواجد بأي طريقة وتحت أي ذريعة، كيف تؤمن مصالح كيان الاحتلال الإسرائيلي. لكن على ما يبدو فإن الدولة السورية ومن خلفها محور المقاومة وروسيا حاسمون في أن الاستحقاق المقبل سيكون: طرد القوات الأمريكية من سوريا