تندرج السيطرة على حضرموت ضمن أجندة الولايات المتحدة التي تشرف مباشرة على عملية نهب الثروات النفطية في مختلف المحافظات اليمنية. وبعد الزيارة الأخيرة الني قام بها المبعوث الأميركي، ليندركينغ، في آذار/ مارس الماضي، برفقة القائمة بأعمال السفارة الأمريكية كاثي ويستلي، إلى شبوة والمهرة وحضرموت، وصل يوم أمس الاثنين، عدد من الضباط الأميركيين إلى مكتب مدير بروم بحضرموت. في خطوة وصفتها مصادر مطلعة على أنها “تؤكد السعي الأميركي لوضع اليد على المنشآت النفطية في المحافظة، توازياً مع الأزمة النفطية الاوروبية التي تبعت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا”.
وبينما بررت وسائل إعلامية تابعة للتحالف هذا التحرك الأميركي في المحافظة على أنه جاء بهدف “مناقشة الشؤون الخدمية والأمنية والعسكرية للمديرية”، تشير المعلومات إلى ان ذلك يأتي في إطار “السعي الغربي الدائم للسيطرة على حقول النفط في تلك المنطقة إضافة لمحافظتي شبوة والمهرة الغنيتين في النفط وبالتالي ضمان استمرار عمليات النهب وتأمين موارد إضافية لأسواقه”.
وبحسب المعلومات الواردة فإن القوات الأميركية قامت بجولات عديدة ضمن فوه والضبة والشحر قبل ان تصل إلى بروم. حيث رصدت طائرات استطلاع تحلق بكثافة فوق تلك المناطق. ويتكون الفريق -حسب مصدر مطلع تحدث لصحيفة 26 سبتمبر- من قوّة خاصة أميركية تتشكّل من عناصر فنّيّين واستخباريين تتمركز بشكل دائم في مطار الريان القريب من المكلا، إلى جانب قوّة عسكرية إماراتية، كما أن مطار الريان نفسه قد تحول إلى مركز قيادة لما يسمى بالمنطقة العسكرية الثانية”.
وفي حين تقدم الآلة الإعلامية التابعة للسعودية والامارات هذه الزيارات على انها روتينية تهدف لـ “محاربة الإرهاب ومواجهة القاعدة”، فإن نوايا واهداف هذا التواجد باتت معلومة خاصة لأبناء محافظة حضرموت الذين يتلمسون خطورة تواجد القوات الأجنبية في المحافظة، وما يترتب على ذلك من تبعات أولها سرقة النفط والغاز بينما يرزح أبناء حضرموت تحت نير العتمة والمعاناة، وليس آخرها تحمل مشقة الانتقال إلى مطار عدن في حال السفر على الرغم من وجود مطار الريان، الذي حولته الميلشيات الإماراتية إلى ثكنة عسكرية.
توازياً مع هذا المشروع الهادف لسرقة الموارد اليمنية، تواصل الميليشيات التابعة لأبو ظبي والرياض بالتناحر لأجل بسط النفوذ. حيث عززت الامارات تواجدها في حضرموت بعشرات الأطقم والمدرعات استعداداً لساعة الصفر وبدء المعركة مع مسلحي المنطقة العسكرية الأولى التابعة لحزب الإصلاح في مديريات الوادي والصحراء.
وبحسب مصادر فإن عشرات الأطقم العسكرية والعربات الجديدة وصلت إلى ميليشيا الانتقالي في حضرموت وشبوة بعد ان افرغتها سفينة إماراتية في ميناء المكلا أخيراً، مبينة ان هذا الدعم العسكري استعداداً عسكرية واسعة في الوادي وحضرموت”. وتؤكد المصادر نفسها مقتل قائد و6 مسلحين من قوات الحزام الأمني التابع للمجلس الانتقالي بهجوم تعرضت له اليوم الثلاثاء، في أبين جنوب البلاد.
في حين وصلت تعزيزات عسكرية لمسلحي ومقاتلي حزب الإصلاح في حضرموت قادمة من مأرب. حيث وصلت كتيبة عسكرية إلى سيئون قادمة من مأرب على شكل دفع متقطعة للقتال إلى جانب ما يسمى العسكرية الأولى.
ويأتي ذلك بعيد رفض ما يسمى المنطقة العسكرية الأولى التابعة للإصلاح، مغادرة مسلحيها إلى مأرب، وسط تهديدات إماراتية باستهداف ألوية المنطقة بالطيران الحربي على غرار ما حدث في شبوة خلال شهر آب/ أغسطس الماضي.
الكاتب: مريم السبلاني