وضع رئيس أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي خلال ولايته التي ستنتهي مطلع العام 2023 خطة ” تنوفا – الزخم” التي خصّصها بشكل رئيسي لمواجهة إيران وحزب الله خاصة وان فترته حملت توترات مع تلك الجبهتين. ووفق هذه الخطة بدّل “كوخافي” مهمات تشكيلات في ألوية في جيش الاحتلال. ومن بينها لواء “كفير”.
ما هو لواء “كفير”؟
تأسس لواء “كفير” عام 2005 باتحاد عدة كتائب كانت وحدات قتالية مستقلة ويعرف أيضاً باللواء رقم 900 وهو أحد أكبر ألوية جيش الاحتلال، وتمركز منذ نشأته ولسنوات طويلة في الضفة الغربية المحتلّة لمساندة القوات المدرعة. ويعمل تحت إمرة “القيادة المركزية” في الاحتلال. وهو يتضمّن كتيبة “نحشون” (90)، كتيبة “شمشون” (92)، كتيبة “حاروف” (93)، كتيبة “دوشيفات” (94)، وكتيبة “نيتساه يهودا”.
تشمل مهماته القتال في الحروب الصغيرة في المدن وخوض حرب العصابات مع التركيز على المناطق المأهولة والمعقدة، ومحاولة إحباط عمليات المقاومة واعتقال الفلسطينيين، اذ انه المسؤول عن حوالي 70% من الاعتقالات في الضفة وفق إحصاءات الاحتلال عام 2019، الى جانب الخروج بدوريات، وإقامة نقاط التفتيش كما يعمل على ما يسميه الاحتلال “أنشطة أمنية منتظمة”. وقبل انسحاب الاحتلال وجيشه من قطاع غزّة عام 2005 كان المركز الرئيسي لـ “كفير” في القطاع.
يرتدي جنوده القبعات المموهة والأحذية الحمراء ولا يقبلون في الخدمة الفعلية ضمن “كفير” الا بعد إتمامهم 8 أشهر من التدريب القتالي. تُخصص الأشهر الأربعة الأولى للتدريب الأساسي وخلالها يتعلم الجنود الانضباط ويتعرفون على اللياقة البدنية والأسلحة المختلفة. بعدها يتلقون 3 إلى 4 أشهر من التدريب المتقدم في حرب المدن، والأسلحة المتقدمة، والقتال من ناقلات الجند المدرعة، والحرب الكيميائية!
عام 2020، أعلن رئيس أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي عن تغيير مهام اللواء، ليصبح لواءً كبيراً مثل ألوية “غولاني” و”ناحال” و”جفعاتي”. وليعمل في “عمق أراضي أعداء تل أبيب” على جميع الجبهات. وبالتالي، لم يعد جزءاً من قوات الجيش العاملة في الضفة الغربية كما كان مسبقاً. وكجزء من خطة “كوخافي” يخضع “لواء كفير” لتغييرات كبيرة في هيكله. ويقول ضابط عمليات في إحدى كتائب “كفير” إنه “سيتم الانتهاء من التغييرات والاستلام والتدريب على مختلف الأسلحة بحلول نهاية عام 2022”. وإن “التغييرات ستحول لواء كفير إلى قوة مشاة مناورة أكثر فتكاً، وهذا ما عملنا عليه خلال التدريبات”. ويعتبر “كوهين” أن هذه التدريبات للواء “في غاية الأهمية “لأن لبنان هو التحدي الأكبر للجيش الإسرائيلي، وحاكت التحديات الرئيسة التي من المتوقع أن يواجهها اللواء في حربٍ على الجبهة الشمالية، وكان على عناصره التعامل مع قوات العدو التي سلكت سلوك حزب الله في المعارك”.
لكنّ هذا اللواء الذي يعوّل عليه الاحتلال للقتال في الجبهة الشمالية، كان قد دخل في مآزق في الضفة الغربية ولا سيما في فترة “انتفاضة السكاكين” (2015 – 2017) التي كثّف خلالها الشعب الفلسطيني من عمليات الطعن والدهس ضد جنود الاحتلال ومستوطنيه. وبسبب تأثير هذه الانتفاضة قرر رئيس أركان جيش الاحتلال السابق غادي آيزنكوت نقل مركز اللواء وحصره في منطقة الخليل (جنوب الضفة).
كذلك سجّلت العديد من الإخفاقات في صفوف لواء “كفير”:
_ كانون الأول / ديسمبر عام 2018 قتل الرقيب يوفيل مور يوسف، والرقيب يوسف كوهين، خلال عملية إطلاق نار فلسطينية وسط الضفة. والرقيبان من لواء “كفير”.
_ في تشرين الأول / اكتوبر عام 2020، أصيب حوالي 100 جندي بفيروس “كورونا” بعد أن تفشى في قاعدة تدريب تابعة للواء “كفير” في غور الأردن وأرسل 400 آخرين الى الحجر الصحي. كان هذا أكبر تفشي في صفوف الجيش الإسرائيلي منذ انتشار الجائحة.
_ ذكرت صحيفة “هآرتس” العبرية أن “كفير” يتصدر وحدات جيش الاحتلال في عدد من التحقيقات التي قامت بها الشرطة العسكرية مع جنودها للاشتباه بضلوعهم في تجاوزات ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم في المناطق.