رأى الكاتب في صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية، عتبات السعر، ان “غلاء المعيشة والمستقبل الضبابي يدفعان، إن لم نقل يُمليان على عدد غير قليل من العائلات إلى محاولة الهجرة إلى بلد آخر. وهناك عائلات تعيش في الغربة منذ سنوات طويلة، وحلمت بالعودة، لكنها قررت وضع الحلم جانباً، في أعقاب ارتفاع الأسعار هنا”. وينقل في مقال له تحت عنوان “عندي بلد آخر: غلاء المعيشة أخضعنا، نفضل الرحيل”، حديث عدد من العائلات الذين أكدوا بأن البقاء للعيش في إسرائيل هو امر غير وارد على الاطلاق.
النص المترجم:
الواقع الاقتصادي القاتم يُجبر عدداً غير قليلٍ من العائلات على التفكير من جديد في مسار حياتها: “ليس قدراً حتمياً العيش هنا”، حتى أولئك الذين تاقوا لسنواتٍ طويلة إلى الهجرة إلى “إسرائيل” غيّروا رأيهم: “لن نعيش في دولة فيها غلاء إلى هذا الحد”.
إنها إحدى أكثر المعضلات الأخلاقية التي تكتنف عدداً غير قليل من الإسرائيليين، وتحديداً في “إسرائيل” نسخة 2022 أصبحت جوهرية وتشغل عدداً غير قليل من العائلات التي يمكنها القيام بالخطوة: “هل تبقى في إسرائيل أم تحاول تحسين حياتها في بلد آخر؟”.
لكن الواقع الاقتصادي، لا سيما في العام الأخير، وغلاء المعيشة الذي يهدد بتحطيم أرقام قياسية إضافية، يؤديان ويقودان المزيد والمزيد من العائلات إلى إدراك حتمي.
“نحن نحب الدولة كثيراً، لا أحد يشك في أننا سنهاجر إلى لوس أنجلوس بعد 3 أشهر”، يعلنها بتردد زوجان في الأربعين من عمريهما، وأولادهما الثلاثة الصغار، أذعنوا للكي الاقتصادي في الأرض المقدسة.
الوالد، يوضح: “حاولنا بالفعل زرع وتد في هذا البلد، لكن غلاء المعيشة هنا لا يسمح لنا بإدارة الحياة التي أريدها لي ولأولادي، المعيشة هنا غير ممكنة، من المشتريات وصولاً إلى الحسابات، ببساطة لا يمكن العيش. تنازلت عن حلم شقة منذ زمن، لكن أسعار الإيجار غير مناسبة أيضاً”.
ولماذا أنت على قناعة بأن القصة في الولايات المتحدة مختلفة؟، “مختلفة كلياً، لدي أخ يقيم هناك منذ 20 عاماً، وأعلم عن طريقه كم أنّ كل شيء هناك أسهل، وكم أنّ المعيشة هناك مختلفة، بداهة طالما أنك تعمل بجهد وتنجح في الحصول على راتب مناسب. في إسرائيل لا قيمة للمال، نبدأ كل شهر بعجز من آلاف الشواكل، من أجل محاولة إنتاج جودة حياة مناسبة هنا، يجب على الزوجين أن يكسبا معاً ما لا يقل عن 30 ألف شيكل في الشهر أي نحو 8800$”.
غال جداً بالنسبة لنا
عائلة أخرى قررت في العام الأخير توضيب حقائبها والتكيف مع عطر أوروبي بدل وضع التراكم الشرق أوسطي، هي عائلة كارني مرغ، التي ستنتقل إلى برلين مباشرة بعد الأعياد اليهودية لمن يتساءل، هي تذكرة في اتجاه واحد.
شيني، الوالدة، توضح: “قررنا استغلال جواز السفر الأوروبي لزوجي وتجربة حياة جديدة في دولة أخرى. لدينا طفلان صغيران، وأنا لا أعتقد بأنه يمكنني أن أمنحهما هنا المستقبل الأفضل، أعرف ماذا يقولون وكل الانتقادات بشأن برلين وألمانيا، وهذا ليس شيئاً لم نفكر فيه، لكننا في أزمان مختلفة، وواثقون من أنه يمكننا أن نمنح أنفسنا حياة أفضل هناك”.
عودة؟ انسوا أمرها!
وتكمل: “يجب وضع الأوراق على الطاولة، غلاء المعيشة وما حدث هنا في العام الأخير ببساطة كسرنا. حتى إنني لا أتحدث عن الواقع الأمني المعقد هنا. كل يوم يرتفع سعر شيء، وأسعار الشقق أصبحت نكتة مشوبة بحزن. ليس قدراً محتوماً العيش هنا”.
غلاء المعيشة والمستقبل الضبابي يدفعان، إن لم نقل يُمليان على عدد غير قليل من العائلات إلى محاولة الهجرة إلى بلد آخر. وهناك عائلات تعيش في الغربة منذ سنوات طويلة، وحلمت بالعودة، لكنها قررت وضع الحلم جانباً، في أعقاب ارتفاع الأسعار هنا.
الزوجان بيرنس، اللذان يعيشان في الولايات المتحدة منذ 25 عاماً، يرويان: “منذ عدة سنوات ونحن نخطط لعودتنا إلى إسرائيل، لكن في النهاية قررنا البقاء في ميامي. الأولاد كبروا قليلاً وأردنا أن يبلغوا في إسرائيل. لكن عندما نرى أنّ الوضع هناك معقد، وأن المعيشة صعبة في إسرائيل، قررنا أنها ليست فكرة ناجحة”.
وتابعا: “هنا، في الولايات المتحدة، يمكنك عيش حياة في إسرائيل يسمونها أسلوب حياة للأغنياء فقط. بالفعل، لسنا راغبين في العودة إلى الوراء، ولذلك نفضل البقاء هنا”
المصدر: إسرائيل هيوم