8 سنوات من العمل السّري الذي أبقى كيان الاحتلال في دوامة القلق والتحليلات حول تطوّر صناعات وتشكيلات كتائب عز الدين القسّام. وصل الجناح العسكري لحركة حماس الى سلاح يشكّل اليوم حلبة الصراع بين الدول، السلاح السايبيري والعمليات الالكترونية.
أدخلت كتائب القسّام السلاح السايبيري الخاص بها الى الخدمة الميدانية في مواجهتها مع الاحتلال وجيشه، لكنّها لم تكشف عن “وحدة الحرب الالكترونية” علناً الا في 13 تشرين الأول / أكتوبر من العام الحالي على الرغم من أن ملامح العمل الالكتروني للكتائب كان قد ظهر في بعض المحطات، اذ تعرّض الاحتلال خلال فترات العدوان والتصعيد مع قطاع غزّة لعدد من الهجمات السايبيرية.
وقد استهدف الاحتلال الشهيد القائد المهندس جمعة الطحلة خلال معركة سيف القدس في أيار / مايو من العام الماضي، والشهيد الطحلة هو مؤسس هذا السلاح ومن تابع هذا الملف عن كثب. فقد عمل وضع نواته الأولى وتأهيليه والبحث عن سُبل وإمكانات تطويره. وكشفت كتائب القسّام أن الشهيد الطحلة أشرف على العديد من المهمات السايبيرية ضد أهداف للاحتلال.
عمل الشهيد الطحلة أيضاً على بناء الكوادر في هذا التخصّص فكان الى جانب القائد الطحلة الشهيد محمد الطواشي الذي فالتحق في صفوف حركة حماس عام 2016، وأتّم دراسته الجامعية في اختصاص هندسة تكنولوجيا المعلومات. خاض الشهيد الطواشي العديد من الدورات العسكرية في كتائب القسّام، وساهم في تطوير أنظمة المحاكاة وبرامج التدريب، كما كان أحد أعضاء الوحدة السايبيرية. استشهد الطواشي أيضاً خلال معركة “سيف القدس” اذ استهدفته طائرات الاحتلال.
أراد الشهيد الطحلة إنشاء فريق سايبيري كبير لتوسيع رقعة المعركة الإلكترونية مع الاحتلال، فعمل على إنشاء جيش الكتروني عرف باسم “جيش القدس الالكتروني” لإسناد وحدة السايبر، مهمّته الأساسية حشد أكبر قدر ممكن من الطاقات، ليس فقط على المستوى المحلي الفلسطيني بل أيضاً على صعيد العالم العربي والإسلامي وتوجيهه لشن هجمات سيبرانية ضد أنظمة الاحتلال التشغيلية. وأعلنت كتائب القسّام أن “جيش القدس” حقق الإنجازات.
في هجماته التجريبية الأولى، استهدف سلاح سايبر كتائب القسّام “كيبوتس مفلاسيم” (مستوطنة زراعية) شمال شرقي قطاع غزة، وتمكن مهندسو “القسام” من اختراق نظام التشغيل الذي يتحكم في تغذية التيار الكهربائي لجميع مرافق المستوطنة، وقد نجحت الوحدة في إدارة التحكّم بالنظام، وقطع الكهرباء وإعادة تشغيلها في المستوطنة. كذلك، اخترقت وحدة الحرب الالكترونية أنظمة تشغيل أبراج المراقبة والارسال العسكري للاحتلال في “نير عوز” شرق خانيونس، وقطعت التيار الكهربائي عنها.
حمل عام 2019، هجمات سايبيرية واسعة لكتائب القسّام استهدفت مؤسسات أمنية وإدارية وقواعد عسكرية مختلفة تابعة للاحتلال ومن بينها مقر القيادة الجنوبية ومقر القيادة الشمالية ومقر القيادة الوسطى والقواعد العسكرية “نيفاتيم” و”حتسريم” و”بلماخيم” و”رامات ديفيد” و”تسيلم”.
من أبرز عمليات سلاح السايبر:
_ اختراق نظام صافرات الإنذار الخاص بشركة “ايفقلو” وتفعيلها في مناطق متعددة من الداخل الفلسطيني المحتل.
_ اختراق ترددات إشارات اللاسلكي التابعة لجيش الاحتلال على حدود غزة عدة مرات والتنصت عليها.
_ اختراق جهاز مدير قسم السايبر في شركة الصناعات الجوية الاسرائيلية “IAI”، وسحب بيانات ومعلومات أمنية وعسكرية بحجم 19GB.
_ اختراق نظام شبكة حافلات الاحتلال “ايجد”.
_ اختراق أنظمة شركة الاتصالات الخلوية “سيليكوم”.
_ اختراق المئات من أجهزة الاتصالات الخلوية لجنود جيش الاحتلال والاستحواذ على بياناتها.
_ اختراق أنظمة مراقبة الاحتلال والحصول على تسجيلات كاميرات المراقبة.
يشكّل تطوّر العمل السايبيري لدى المقاومة الفلسطينية تهديداً أمنياً جدياً للاحتلال وخاصة أن بنية الاحتلال التحتية والتشغيلية قائمة على الأنظمة والبرمجيات الاكترونية التي باتت اليوم تحت دائرة الاستهداف القادر على شلّ الكيان اذ ما توسّعت المعركة الالكترونية. كما يأتي هذا التطور المهم في ظل حرب المعلومات العالمية وتقدّم هذا النوع من الحروب.
كلّ ذلك بالإضافة، الى الرسالة التي حملتها الكشف عن هذه الوحدة الجديدة، ومفادها استمرار المقاومة في التطوّر في المجالات كافة حتّى تكون المعركة شاملة رغم كلّ محاولات الاحتلال استهداف مراكز ومواقع المقاومة وزعم تدمير بنيتها التحتية.
الكاتب: غرفة التحرير