يبدو القلق مشروعاً اليوم من إنتشار وباء الكوليرا الذي بات يدقّ أكثر من 40 منطقة لبنانية في ظل تهاوٍ للقاع الصحي لا سيما وزارة الصحة العامة، وإهتراء البنى التحتية التي تسمح بتدخّل مياه الصرف الصحي مع الآبار ومجاري المياه والأنهار.
وتوقّع رئيس لجنة الصحة النيابية السابق الدكتور عصام عراجي، في حديثٍ إلى “ليبانون ديبايت” إرتفاع عدد الإصابات، قائلاً: “بدأنا نشعر بالقلق لا سيما أنّ البنى التحتية غير سليمة وشبكة المياه مهترئة مما يسمح بتسرّب مياه الصرف الصحي إليها، كما أنّ محطّات المياه متوقفة عن تزويد المواطنين بالمياه مما يجعلهم مضطرين لشراء مياه من أماكن لا رقابة عليها،كما أنّ الكثير من الآبار الجوفية ملوثة مما يزيد من إحتمال انتشار الوباء”.
وأشار عراجي إلى أمر خطير حيث ثبت أنّ نهر الليطاني ملوث ببكتيريا “تيرا كوليرا بكتيريا” لذلك على الجهات المختصة وليس فقط وزارة الصحة، وهذا ما يمكن أن يرفع من عداد الإصابات “،
وأضاف، “نحن أمام أيام صعبة جداً وعلى المواطن والمعنيين رفع درجة الوعي لا سيما عند الأطفال في المدارس كما تقع المسؤولية على إدارات المدارس من أجل التعقيم وتوعية الطلاب للتشدّد على النظافة.
وطالب عراجي كافة الوزرات والدوائر المعنية التوجه إلى “الأنهار والآبار ومحطات المياه في كافة المناطق وأخذ عينات للتأكد من خلوها من البكتيريا ،لا سيما أنّ الكوليرا وباء سريع الإنتشار”.
ونبّه المواطنين الذين تظهر عليهم العوارض إلى “ضرورة شرب كمايات كبيرة من المياه من عبوات مغلقة وإضافة الملح إلى اللبن وشربه لتعويض فقدان الصوديوم من الجسم لأنّ فقدانه يتسبّب بالفشل الكلوي والذي يؤدي إلى الوفاة وهو ما حصل حتّى الآن مع 10 حالات تمّ تسجيلها في كافة المناطق حيث تم رصد اصابات في 40 منطقة”.
ولفت عراجي، إلى “الخطر من تلوث الخطار التي يتم ريها من مياه ملوثة لذلك من الأفضل وضع الكلور في خزانات المياه للقاض على البكتيرا عند غسل الخضار، مشدداً على “ضرورة جهوزية كافة القطاعات لمواجهة الوباء، لأنّ القطاع الصحي غير مجهز للمواجهة إذا انتشر الوباء أكثر في الأيام المقبلة لأنّه كما يبدو نتّجه لأيام صعبة في ظل غياب معظم الخدمات مع الشلل الكلي الذي تعيشه الدولة.