فشلت محاولة رابعة قام بها البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس جديد للجمهورية بعد فقدان النصاب، في تكرار لما جرت العادة في الجلسات الماضية، لكن جديدها، أمس، كان امتناع رئيس البرلمان نبيه بري عن الدعوة إلى جلسة جديدة قبل نحو أسبوع من نهاية ولاية الرئيس ميشال عون، الذي يغادر قصر بعبدا الأحد المقبل، قبل يوم واحد من نهاية ولايته، في تسليم بحتمية الفراغ في المنصب وعدم قدرته على تسليمه لرئيس جديد.
وكان الرئيس بري أكثر وضوحاً بتبريره عدم تحديده موعداً لجلسة انتخاب جديدة، فقال لـ«الشرق الأوسط» إن جلسات الانتخاب باتت «مسرحية فاشلة، ولا طائل منها، ولهذا سأحاول استبدال حوار بين القوى السياسية بها». وكشف بري أنه باشر بإيفاد مندوبين عنه إلى القوى السياسية لاستمزاج رأيها بإمكانية عقد حوار وطني للخروج بانتخابات رئاسية تعطي اللبنانيين أملاً في الخروج من الأزمات الخطيرة التي تعصف ببلادهم.
وفي الإطار نفسه، جزم بري بأنه لن يدعو إلى أي حوار قبل نهاية الولاية الرئاسية الحالية لعون، رافضاً الجزم بحصول الفراغ قبل استنفاد جميع الوسائل لتجنبه.
ولم تحمل الجلسة الرابعة أي جديد باستثناء بعض التغيّرات في توزيع الأصوات. فحصل النائب ميشال معوض على 39 صوتاً، مقابل 50 ورقة بيضاء يتوقع أن يكون معظمها من نواب «حزب الله» وحلفائه الذين غادروا الجلسة قبل دورة التصويت الثانية، ما أفقدها نصابها.
وقال الرئيس بري لـ”الجمهورية” انه باشر منذ الامس في استمزاج اراء الاطراف الداخلية حيال مبادرة حوارية مرتبطة بالاستحقاق الرئاسي ينوي اطلاقها قريبا، بغية انقاذ هذا الاستحقاق، والوصول به الى توافق على انتخاب رئيس للجمهورية في القريب العاجل، يجنّب البلد السقوط في فراغ رئاسي يرتد بآثار سلبية على البلد.
واشار بري الى انه في ضوء الخلاصات التي يجمّعها من الاطراف المعنية سيبني على الشيء مقتضاه، ويؤمل ان تكون ايجابية تليها فورا دعوة يوجهها الى طاولة حوار في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، تخلص الى نهاية توافقية بين القوى السياسية تتوج بانتخاب رئيس للجمهورية.
وجدد بري قوله: ان التوافق يبقى الاساس، وهذا ما يجب ان يحصل، وخصوصا ان وضع البلد بات يحتم على الجميع ان يقدم كل ما من شأنه أن يخفف معاناة اللبنانيين ويمكنهم من الخروج من هذه المعاناة. ودون هذا التوافق سنبقى ندور في الدوامة ذاتها.