حبنجر وخلدون قواص _ الانباء الكويتية
ولادة جديدة لـ«اتفاق الطائف» شهدها قصر «الأونيسكو» في بيروت ظهر امس، بحضور ما يتجاوز الألف مدعو، بين رئيس ووزير ونائب من الحاليين والسابقين، ورجال دين وديبلوماسيين وإعلاميين، لبوا دعوة سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، للمشاركة في منتدى الطائف، مع مرور 33 سنة على إعلانه من المدينة السعودية، التي يحمل اسمها.
الحضور السياسي كان شاملا، وضم ممثلين عن تيار المستقبل ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي تابع عنه وزير الداخلية القاضي بسام مولوي.
وتمثل رئيس مجلس النواب نبيه بري بنائب طرابلس عبد الكريم كبارة، وحضر الرئيس السابق ميشال سليمان والرئيس السابق فؤاد السنيورة ومفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى، والمطران بولس مطر ووزراء ونواب والعديد من الشخصيات وفي مقدمتهم المرشحان لرئاسة الجمهورية النائب ميشال معوض والوزير السابق سليمان فرنجية الذي كان حضوره لافتا. وتجدر الإشارة الى حضور النائب آلان عون من التيار الحر أيضا.
رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أكد قبيل افتتاح المنتدى ان «اتفاق الطائف» أنهى الحرب والمملكة العربية السعودية لم تترك لبنان، والطائف لايزال الاتفاق الأصلح لتطبيقه.
وقال ميقاتي ان لهذا «اليوم رمزية مهمة جدا والمؤتمر يدحض مقولة ان السعودية تركت لبنان، وهذا الحضور الكبير يؤكد على تثبيت مضامين الطائف».
بدوره، السفير السعودي افتتح اللقاء بكلمة قال فيها: «نحن بأمس الحاجة الى تجسيد صيغة العيش المشترك والحفاظ على هوية لبنان وعروبته».
وأضاف بخاري ان «المؤتمر يعكس اهتمام السعودية وقيادتها بالحفاظ على أمن لبنان ووحدته واستقراره، والمحافظة على الميثاق الوطني، ونعول على حكمة القادة اللبنانيين وتطلعات الشعب اللبناني الذي يسعى للعيش باستقرار، نحن في أمس الحاجة لأن نجسد صيغة العيش المشترك».
وتابع: «فرنسا أكدت لنا من خلال اللقاءات مع الرئيس إيمانويل ماكرون أنه لن يكون هناك أي نية أو طرح لتغيير اتفاق الطائف».
وقدم السفير وليد بخاري للموفد الأممي الأخضر الإبراهيمي درعا تكريمية على جهوده ومساعيه الخيرة لإنجاز اتفاق الطائف.
وقال الإبراهيمي: اتفاق الطائف هدف إلى إنهاء الحرب في لبنان.
بدوره، شدد الرئيس فؤاد السنيورة على أن الأساس اليوم هو الوصول الى رئيس جمهورية يؤمن باتفاق الطائف ويسعى الى تثبيته، وما «بينته الوقائع وعلى مدى سنوات أن الدروس والعبر التي يمكن استخلاصها من التجربة تفيد بأن لبنان يقوم على قوة التوازن المستدام الذي يحقق الاستقرار ولا حل طائفيا أو فئويا بل هناك حل واحد فلبنان يقوم بالجميع أو لا يقوم ويكون للجميع أو لا يكون».
ولفت رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الى ان «في بنود الطائف المتعددة والتي لم تطبق إنشاء مجلس الشيوخ، وقد ورد هذا المطلب في مذكرة الهيئة العليا للطائفة الدرزية إلى الرئيس أمين الجميل ولكن اصطدمنا مع النظام السوري برفض قاطع لأن النظام لا يريد إعطاء الدروز في لبنان امتيازا إضافيا قد ينعكس على دروز سورية».
وأضاف: قبل البحث في تعديل الطائف علينا تطبيقه أولا للوصول الى إلغاء الطائفية السياسية ومن قال إنني كوريث لكمال جنبلاط أعارض إلغاء الطائفية السياسية؟.. بالإضافة الى إصلاحات أخرى ولكن الأهم انتخاب رئيس للجمهورية.
وتحدث المطران بولس مطر باسم البطريركية المارونية، وقال: في لبنان اخوة بالوطنية والعروبة والإنسانية فنرجو من اللبنانيين وضع خلافاتهم تحت سقف الاخوة وليس فوقها، فالمسيحيون والمسلمون أمة واحدة في اتفاق الطائف.
وأبدت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة يوانا فرونتسكا حرص الأمم المتحدة على دعم الاتفاق، فيما اعتبر نائب رئيس القوات اللبنانية النائب غسان حاصباني أن «دستورنا» صالح، والخلل في تطبيقه بدأ من النوايا، ومن المهم البقاء في جو الوفاق ونحن أمام فرصة مفصلية لتثبيت تطبيق «الطائف»، وعلى البرلمان اتخاذ الخطوات المطلوبة لتطبيقه.
ولدى مغادرة الوزير السابق سليمان فرنجية قصر الأونيسكو، قال للصحافيين: حلفائي ليسوا ضد الطائف، لذا حضوري لن يؤثر على علاقتي معهم، وكل عمرنا بهمنا الطائف ونحن جزء منه ولم نأت من أجل الرئاسة بل دعينا من السفير بخاري ولبينا الدعوة.
خلاصة هذا المنتدى، انتهت الى ضرورة تطبيق ما لم يطبق بعد من بنود اتفاق الطائف، وفي طليعتها إنشاء مجلس للشيوخ ينتخب على أساس طائفي، ومجلس نواب يتحرر من الطائفية وينتخب على أساس وطني، واتفق جميع الحاضرين على أنه لا بديل عن اتفاق الطائف والدستور الذي انبثق عنه. و«انه خشبة خلاص لبنان»، كما قال النائب السابق بطرس حرب.