الرئيسية / متفرقات / أبرز ما تناولته الصحف اليوم

أبرز ما تناولته الصحف اليوم

كتبت النهار

من المفارقات الغرائبية في أزمة الاستحقاق الرئاسي الراهنة أن تجد قوى 14 آذار السابقة التقليدية جبران باسيل الى يمينها في مواجهتهما الضمنية والعلنية للمرشح “الأصلي” الصلب لقوى 8 آذار سليمان فرنجية ولو أن باسيل يُعدّ الخصم الأول للقوى الأولى. ومع ذلك فإن “الفضل” لا يُعزى لوارث التيار العوني في تقاطع مصالح الخصوم هذا الذي يشكل سدّاً قوياً أمام بلوغ الطموحات الرئاسية لزعيم “المردة” النقطة الأقرب من الذروة، بل إن هذه المفارقة أيضاً هي صنيعة ما يظن “حزب الله” أنه قادر على التلاعب بالأقدار اللبنانية في كل ظرف لفرض إرادته وهيمنته وقواعده. الى حين ثبوت العكس بوقائع دامغة، لن يطول الأمر لحظة عابرة بعناد جبران باسيل ولعبة المكابرة التي يتولّاها حين يقرّر “حزب الله” أن الوقت قد حان لحسم مشهد التردّد والتلاعب بإعلان مرشح فريقه أو الاتجاه جدياً ونهائياً نحو تسوية مع سائر الآخرين لانتخاب الرئيس الرابع عشر للجمهورية.

ولكن خيار الحزب، المتعب جداً في الجولة الرئاسية الحالية داخلياً وإيرانياً وإقليمياً على العموم، ينحو بجدّية مطلقة في اتجاه فرض من يؤيّده سواء نجح في فرض معادلة “الرئيس الذي لا يطعن المقاومة” بالحسنى أو حتى بالجنوح نحو الترهيب السياسي على غرار ما بدأ يصدر بعض رموزه من إشارات لا تخفى شيفرتها على الخبراء في “لغة الخطابة” العائدة له. وتبعاً لذلك سيكون من الضروري والملحّ للغاية أمام مروحة الخصوم الذين يعانون من سقوط كل المحاولات المتقدمة والمتأخرة والما بينهما لتوحيد صفوفهم انتخابياً وتشكيل “بلوك” يتجاوز النصف زائداً واحداً لمرشّح المعارضة الحصري، أن ينتبهوا بمنتهى الإدراك والحصافة والدقة الى أن خصمهم الأقوى من الآن وصاعداً لم يعد “حزب الله” حصراً بل ذاك الفخ الذي يُنصب لهم ولسائر المرجعيات وأصحاب الاتجاهات التي ترفض التمديد لعهود 8 آذار المتعاقبة بما يعني محو لبنان من كلّ خصائصه الباقية.

غنيّ عن البيان أن “حزب الله” القاطرة الأساسية لفريقه وضمنه التيار العوني، لا ولن يستعجل أي تطوّر من شأنه حسم الاستحقاق الرئاسي ووضع حدّ لأزمة الشغور قبل وقت طويل على الأرجح وإلا لكان المشهد الآن مختلفاً تماماً عن كل هذه المهازل التي تمسخ “مشهد الخميس” في ساحة النجمة.
ومن دون الغوص في الدوافع والأسباب والمعطيات الواقعية المعروفة والمجهولة والمفترضة التي تدفع بـ”حزب الله” الى إخضاع لبنان مجدّداً، بقوّة قهر ميزان القوى الطائفي والمذهبي والسياسي والتسليحي والارتباط الإقليمي الإيراني، لتجربة فراغ رئاسية إضافية بالغة الخطورة، فإن عاملاً أساسياً واحداً هو الذي يجعله ينتصر في نهاية المطاف، وهو الرهان على الوقت.

يعتقد الحزب، وحتى سواه من القوى الداخلية والدول “المراقبة” للأزمة اللبنانية، بأنه الأقدر داخلياً على الصمود الطويل في أزمة الفراغ وتالياً في قطف ثمارها في التوقيت الملائم لفرض “مرشح المقاومة”. وما يشكل نقطة الخطر القاتلة في هذه الحسابات أن تتخذ سابقة التسوية المشؤومة التي أفضت الى انتخاب الرئيس ميشال عون بعد فراغ السنتين ونصف السنة كـ”أفضل نموذج” للاستعادة وفرض النهايات الحاسمة نفسها مع مرشح “حزب الله” سواء فرنجية أو سواه. يراهنون على هلع بكركي وعلى تضعضع المعارضين وتفكّك ما بقي من صمود الناس وربّما على أشياء أخرى أشدّ خطورة… أما ما يفعله الآخرون فللبحث صلة!

شاهد أيضاً

مخلوقات جميلة وضعيفة رفقاً بها فهي تحتاجكم

  قرى جنوبية تهجرت اضطر ناسها للنزوح تاركين خلفهم ارواح تعشق اصحابها وتنتظرهم في تلك …

الاشترك بخدمة الخبر العاجل