LRN News جريدة الكترونية شاملة
مقالات مشابهة
أبرز ما تناولته الصحف اليوم
كتبت النهار
عرف لبنان ما بين 1988 و1990 تجربة انشطار بين حكومتي العماد ميشال عون وسليم الحص في ذروة الفراغ الرئاسي والانقسام والتقسيم واحتدام الحرب . وعلى رغم ان الحكومة العسكرية برئاسة عون كانت تحظى بالشرعية كونها شكلت على يد رئيس الجمهورية امين الجميل في اللحظة الأخيرة من ولايته فان شرعيتها تلك لم توفر للجنرال الحالم برئاسة الجمهورية منذ ذاك الزمن بلوغ مأربه بل خرج من بعبدا بعملية عسكرية سورية اسقطت المناطق الحرة تحت إرهاب نظام الأسد .
لا شيء مجهولا على احد في هذه الواقعة المشؤومة ولكن يبدو التذكير بها ضروريا لمن لا يود استخلاص العبر من اللعب الجاري في زمن “الانهيار السلمي” الموروث لتوه من العهد العوني إياه بنار الانشطارات الحكومية والسلطوية على النحو الذي تنذر به مسألة شل المراسيم وشل الإجراءات الايلة الى إدارة الازمة الحكومية المتفجرة على كل الصعد منذ نهاية العهد السابق . تفرض هذه المسألة تعاملا سياسيا ودستوريا مختلفا تماما عن كل انسياق وراء التوظيف الطائفي والشعبوي الذي تتسم به لعبة استقطاع كتلة وزارية توازي ثلث الحكومة ، وهو ثلث معطل حتما من الأساس ، وخلق ذرائع لشل الحكومة كلا والضغط بالشلل لفرض وقائع رئاسية تخدم التيار الوطني الحر في “جهاده الحسن” تعويضا عن اقفال مسارب بعبدا امام الوريث العوني . ذلك ان نجاح الكتلة الوزارية العونية في شل المراسيم بحجة اشتراط المراسيم الجوالة او جمع 24 توقيعا على كل مرسوم او رفض شرعية جلسات مجلس الوزراء حتى مع توافر عنصر الضرورة القصوى سيؤدي حكما الى تكتل طائفي عريض في مواجهتهم وشطر الحكومة على خلفية طائفية في نهاية الامر . لن يكفي ان يكون وزراء مسيحيون بين الوزراء الأكثرية الإسلامية التي توفر نصاب انعقاد جلسات مجلس الوزراء في حال مضت معاندة الكتلة الوزارية العونية في “قتال” أوكلت الى وزير الشؤون الاجتماعية قيادته وملء الشاشات فرحا بانفجاره كأنه قائد لواء مغاوير لا وزير الوزارة الأكثر ارتباطا بالام الناس ، وتناط بهؤلاء الوزراء – المغاوير مهمة شل رئاسة الحكومة الميقاتية وسائر مكونات الحكومة . لا ندري كم يصل الى اذان الهواة الشغوفين بهذا النوع من المغامرات بعد ان زمن الانشطارات الطائفية لن يعود على المسيحيين باي مردود اقل من فائض قاتل في الخسائر على كل المستويات السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية خصوصا متى كانوا يتحملون زورا او صدقا تبعة الفراغ الرئاسي المتجدد . تدور في الآونة الأخيرة نغمة متصاعدة تحمل ما بات يوصف بصراعات “الثنائي المسيحي” تبعة أساسية في الفراغ الرئاسي الحالي علما ان النسبة الساحقة من تبعة الفراغ ان لم نقل كلها انكشفت بكل وقائعها امام اللبنانيين والعالم من خلال انفجار “تفاهم مار مخايل” بطرفيه “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” ولا حاجة بأحد الى الجدل العقيم حول هذه الحقيقة الراسخة . لذا وبازاء انزلاق الفريق الذي لا يزال يستطيب توظيف المغامرات الخاسرة وتجريب المجرب القاتل ، يتعين على القوى المسيحية الأخرى قاطبة ان تتعامل بجدية متناهية مع أي انزلاق الى شل الإجراءات الحكومية اقله من زاوية اعلان مواقف حاسمة تحكم المنحى الواقعي المستند الى حرفية وروحية الدستور . البلاد تنزلق الى اخطر مراحل الانهيار في قابل الأسابيع والاشهر ولن تحتمل للحظة ترف التجاهل امام تفجير ازمة شل إدارة الحد الأدنى لما بدأ يتصاعد من فائض الازمات بكل الوجوه
