الرئيسية / أخبار / أبرز ما تناولته الصحف اليوم

أبرز ما تناولته الصحف اليوم

كتبت النهار

على غرار “فحص الدم” الذي يظهر النتائج الراهنة بالمقارنة مع النتائج السابقة لعلنا نكون مضطرّين لاتباع المعيار نفسه في آخر حالتي الفراغ الرئاسي اللتين عرفهما لبنان قبل انتخاب الرئيس السابق ميشال عون ومنذ نهاية ولايته لتبيّن مدى المتغيّرات التي تطيل أو تقصّر من عمر النزاع الدستوري الحاصل.

الحال أن الفارق الجوهري الأساسي الذي أول ما يمكن تبيّنه في مقارنة بين ظروف المدّة الطويلة القياسية للشغور الذي طال لسنتين ونصف السنة قبل انتخاب عون والأشهر الخمسة من عمر الشغور الحالي يظهر في علامة بالغة “الإيجابية” الإنهاك الذي يقرب من إشهار الإفلاس السياسي والمعنوي للطبقة السياسية تضاف إليه إدانة أخلاقية عامة داخلية وخارجية ساحقة باتت جارفة ومعمّمة ولا تعرف التمييز. هذا التعب والإنهاك والإفلاس يضرب بقوة ساحقة مجمل الواقع الداخلي السياسي ويجرف معه أيضاً الواقع الإعلامي الذي لا يزال يقدّم الخدمات والارتباطات السافرة للوسط السياسي بدوافع مختلفة تبعده تماماً عن نبض اللبنانيين الذين يعانون كوارث تراكم الانهيار.

الأمر “الجيّد” الذي لا يمكن الوسط السياسي اعتماد سياسات الإنكار حياله يتمثل في أن “الجرجرة” والإفلاس والإنهاك المتصاعد راهناً عبر الشلل الزاحف على كل المعسكرات السياسية والحزبية والطائفية “والمرجعيات” أو المواقع التي كانت تزهو غالباً بقدراتها السياسية الداخلية في تحريك التطورات وتوجيهها في اتجاه أشرعة السفن التي تقودها، كل هذا يعكس “نهايات” مبكرة حتمية لواقع سياسي تعفّن ويتحلّل تباعاً حتى لو طال مكوث أبطاله على المسرح. ترانا الآن، بمقارنات حسّية واستعادات دقيقة، كأننا أمام أكثر من مدّة السنتين ونصف السنة التي استهلكت الطبقة السياسية آنذاك لانتخاب رئيس الجمهورية.
الخطاب الجامد الخشبي الذي يطبع المعسكر التعطيلي هو نفسه ولكن من دون أي جدوى أو تأثير أو تحريك لأن هذا المعسكر لا يفقه معنى مراجعة الأخطاء الاستراتيجية ولا يملك أيضاً الاستقلالية والسيادة على قراره الذاتي ما دامت صفته وحدها تعكس تبعيته الميؤوس من التخلص منها لمحور “الممانعة” الإقليمي.

ولكن آفة القوى المعارضة في المقابل لم تعد قابلة للحجب والتخفّي عن ضعف بنيوي متعاظم يبلغ حدود القصور أمام أي مبادرة أو تحرّك بالحدّ الأدنى من التماسك بما يخشى معه ألا تقف الموقف الحاسم النهائي الى نهايات الصراع لمنع فرض أمر واقع مرفوض مجدداً.
بذلك نسترجع فترة الأشهر الأخيرة التي سبقت “صفقة” انتخاب العماد ميشال عون إذ طبع تلك الفترة غموض واسع ولكن تكشفت لاحقاً عن الاجتماعات التي عُقدت بين أقطاب وتوصّلت الى الصفقة. وأما الآن فإن أياً من هذا لا يحصل، وهو أمر إيجابي لجهة قطع الطريق تماماً على أي ظروف قسرية يراد لها حمل القوى المعارضة على الاستسلام مجدّداً لإرادة الفريق المرتبط بـ”محور الممانعة”. في الأشهر الخمسة هذه يتظهر الفارق الكبير مع تجربة الفراغ السابق لجهة أن لبنان الانهيار يأكل أيضاً الذين لا يقرّون بحقائق التاريخ المتغيّر ولا بظروف “التقادم” وما يحدثه الإدمان المرضي على المعاندة والمكابرة من تداعيات مدمّرة على الحسابات الاستراتيجية. مع ذلك لا تكفي وجوه إيجابية عبر المقارنة للنوم على حسابات وهمية وافتراضية تتّصل بتقصير عمر الفراغ. بل إن الخشية هنا من أن يدفع المغامرون بتجريب المجرّب لبنان الى انفجار محقق ما لم يستشعروا “سخونة خطرة” فوق رؤوسهم وتحت كراسيّهم!

شاهد أيضاً

عناوين الصّحف الصادرة اليوم الأربعاء 01/05/2024`

النهار -لبنان اجتاز فخ اللائحة الرمادية… فهل يتلقف المعنيون الفرصة؟ -“الحزب” يسقط الورقة الفرنسية وإسرائيل …

الاشترك بخدمة الخبر العاجل