صحيفة الأخبار
تستمرّ حكومة بنيامين نتنياهو في نهجها الفاشي المتطرّف حيال الفلسطينيين، معتزِمةً هذه المرّة، عبر وزير «الأمن القومي» فيها، إيتمار بن غفير، تصعيد عمليات هدم المنازل في القدس المحتلّة، حتى مع اقتراب شهر رمضان، الذي اعتادت حكومات الاحتلال، في ما مضى، تقليص تلك العمليات فيه خشية انفجار الأوضاع مع الفلسطينيين. وإذا أضيف إلى ما تَقدّم، الغليان المتواصل في سجون العدو، حيث يعتزم الأسرى تتويج عصيانهم بإضراب مفتوح عن الطعام أوائل شهر رمضان، يصبح شبه محتوم أن تنزلق الأمور إلى تصعيد أمني في هذا الشهر، تبدو وجوه «الصهيونية الدينية» وتيّاراتها معنيّة بالدفع في اتّجاهه، أملاً بحلّ «ساحق ماحق» يخلّصها من الوجود الفلسطيني إلى الأبد.
لكن هذه الرغبة بدأت تثير بالفعل قلق «أصدقاء إسرائيل»، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، التي لا يكاد مسؤول رفيع منها يغادر الأراضي المحتلة حتى يحلّ آخر بدلاً منه، في ما يبدو محاولة محمومة ومستعجلة لإيقاف «التدهور» الإسرائيلي، والحيلولة دون تأديته إلى اتّخاذ تل أبيب قرارات خطيرة قد تضرّ بمصالحها ومصالح واشنطن. على أن هذا التدهور لا يبدو أن ثمّة إلى الآن ما سيكفل إيقافه، على رغم إعلان الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هيرتزوغ، وجود تقدّم في المحادثات الجارية بين معسكرَي النزاع. ويظهر أن الأزمة متّجهة إلى مزيد من التعقيد، في ظلّ تعالي الأصوات الرافضة لأداء الخدمة العسكرية، وتنامي التحذيرات من تفشّي «عدوى الرفض» تلك.