الرئيسية / أخبار / أبرز ما تناولته الصحف اليوم

أبرز ما تناولته الصحف اليوم

كتبت النهار

لعلها ليست مغالاة غير متوقعة أن جرت مقاربة أعتق الظواهر النافرة في تاريخ الاستحقاقات الرئاسية في لبنان على مدى عقود مديدة من باب التدخلات الخارجية “العريقة” والمتأصلة والمتجذرة لنعاين ما يشكل ذروة الدهشة في ما بلغته “الثقافة” السياسية حالياً حيال هذه التدخلات. لم يكن ثمة ما يوجب إثارة هذا “المكوّن” المقيم منذ نشأة الجمهورية اللبنانية في استحقاقاتها الرئاسية لولا أغرب الغرائب التي نشهدها في مرحلة الفراغ الرئاسي الحالية والتي تواكبها ذروة التطبع السياسي على أوسع مدى مع المداخلات الخارجية، مهما تكن الدول التي تتولاها، مباشرة أو مداورة أو ما بينهما. وإن كان لا بد من إسقاط الوقائع على أصحابها بالتحديد ولو أن النسبة الساحقة من القوى اللبنانية بكل اتجاهاتها تمارس ذروة ما يسمّى الواقعية في التعامل مع هذه المداخلات والتدخلات، فإن نقطة الارتكاز الآن تتمحور حول فرسان المحور الممانع تحديداً.

غالباً، كانت القوى “اليمينية” بلغة السبعينيات والثمانينيات وما قبلها التي صارت لاحقاً في مواقع معسكر قوى 14 آذار تُحشر من خصومها “الوطنيين” واليساريين في خانة التهمة الأبدية “الانعزالية” بالارتهان للدول الغربية سواء في الاستحقاقات الرئاسية أو في سواها من سياسات استراتيجية. تلاشت هذه الظاهرة الى حدود كبيرة حين تعاظمت واستأثرت الوصاية السورية بشكل شبه ساحق في الاستحقاقات الرئاسية والحكومية والنيابية منذ انقلابها على الطائف وتحكمها بلبنان حتى عام 2004. يمكن القول إن الشعلة الأولى للهزيمة التاريخية للاستئثار السوري بلبنان كانت في المعركة العاصفة القاسية التي خاضتها قوى لبنانية ضد التمديد للرئيس السابق إميل لحود والتي كانت من المسببات الأساسية لاغتيال الرئيس رفيق الحريري مفجّراً باستشهاده فجر الانتفاضة السيادية في 2005. كانت القوى المتحالفة مع نظام الأسد كما مع إيران أكثر القوى التي عرفها لبنان في تاريخه تبعيةً واستعداداً للتخلي عن كل ما يتصل بالسيادة من خلال تبعيتها المطلقة لدمشق في تنصيب من تشاء في المؤسسات الدستورية. ولكن تلك القوى أتقنت الازدواجية في الخطاب السياسي من خلال ديماغوجية موروثة كانت تدأب عبرها على شيطنة خصومها باتهامهم بالتبعية لأميركا والغرب.

بعد الإعصار الذي خلفته مرحلة صراع معسكري 14 آذار و8 آذار تراجعت نسبياً وطأة الصراع على تدخل المكوّن الخارجي عندما وضعت التسوية السياسية الواسعة والمتعددة القوى حداً لفراغ السنتين ونصف السنة الذي فرض ميشال عون رئيساً للجمهورية عام 2016. ذاك الاستحقاق بدا مخادعاً لجهة تركيز الأنظار على البعد الصفقاتي الداخلي فيه ولكنه حجب عن اللبنانيين التدخل الأقوى لإيران التي استعجلت إعطاء التعليمات لأتباعها بإبرام التسوية لتمرير انتخاب ميشال عون قبل أسبوع تماماً من انتخاب دونالد ترامب آنذاك.

بلوغاً الى الفراغ الحالي، ترانا أمام “أشد” ظاهرة من ظواهر “الخداع” المسالم بل المتودّد للتدخلات الخارجية في ما كشفته وتكشفه خصوصاً وقائع الوساطة الفرنسية المنحازة بكل صراحة ووضوح الى سليمان فرنجية بتحريض مكشوف وتسليم تام من “حزب الله” أولاً ومعه أطراف الممانعة قاطبة. لا نبرئ طبعاً خصوم الممانعة بدورهم من هذا الاستسلام والمطواعية أمام الحديث عن قبول وعدم قبول وتأييد وعدم تأييد السعودية أو أميركا أو قطر أو مصر لهذا أو ذاك من المرشحين. لكن البادئ أظلم، وهذه المرة يحمل راية الاستسلام للواقعية معسكر “الموت لأميركا”. عشنا وشفنا!

شاهد أيضاً

أبرز ما تناولته الصحف العربية الصادرة اليوم 26/06/2024

الأنباء الكويتية – صيف لبنان مستمر وحرارته لا ترتبط بالتهديدات الإسرائيلية بتوسيع الحرب -بري قلق …

الاشترك بخدمة الخبر العاجل