صحيفة الأخبار
يواجه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط صعوبة كبيرة في تحديد موقف نهائي من ملف الانتخابات الرئاسية. فبعد فشل مساعيه لإقناع الأطراف السياسية بانتخاب اسم توافقي وتأكده من تمسّك ثنائي حزب الله وحركة أمل بدعم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، عاد جنبلاط إلى مربّع الانتظار حيث لا تزال الوقائع المحلية والإقليمية والدولية على حالها. وقالت أوساط سياسية أن جنبلاط «لا يزال يرفض حتى الآن القفز فوق رفض القوى المسيحية لفرنجية، لاعتبار أساسي وهو أن هذه الكتل شريكة أساسية في مصالحة الجبل، وبالتالي فإن السير في تسوية تفرض رئيساً للجمهورية يرفضه المسيحيون قد تكون له تداعيات كبيرة في الجبل هو في غنى عنها». وإلى ذلك، فإن «الموقف السعودي لم يحسم بعد إزاء العرض الفرنسي»، وهو ما يمنع جنبلاط من الانضمام إلى طرف من أطراف الصراع.
وكشفت المصادر أن «جنبلاط أبلغَ هذا الموقف للمسؤولين الفرنسيين خلال زيارته الأخيرة لباريس بحضور نجله النائب تيمور جنبلاط، وشدد أمامهم على معضلة الموقف المسيحي الرافض، وهو لا يزال يكرر الموقف نفسه أمام المسؤولين الذين يتحدثون إليه». وأضافت أن «الإرباك الكبير الذي يصيب نواب الحزب الاشتراكي سببه براغماتية جنبلاط من جهة وتشدد نجله تيمور من جهة أخرى». وأكّدت المصادر نفسها عدم وجود «اتصالات على مستوى عال بين الحزب الاشتراكي والقوات»، وأشارت إلى انزعاج لدى عدد من الأطراف، من بينهم الحزب الاشتراكي، من عدم القدرة على التواصل مع أي مسؤول سعودي باستثناء رئيس جهاز الاستخبارات خالد الحميدان ومستشار الديوان الملكي نزار العلولا، ما يحول دون نقل موقف سعودي واضح حول المقترح الفرنسي.