أجرى وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت تعينات جديدة في الجيش، شملت تعيين قائد المنطقة الجنوبية الحالي اللواء اليعازر توليدانو، رئيسًا لشعبة “الاستراتيجية وإيران”، على أن يعيّن مكانه في قيادة المنطقة الجنوبية اللواء يارون فينكلمان. تأتي هذه التبديلات في ظلّ أحداث مهمة في المنطقة الجنوبية التي تشمل قطاع غزّة، منذ شهر رمضان مرورًا بالرد على اغتيال الاحتلال للأسير خضر عدنان، وتصاعد حالة الإحباط في الجبهة الداخلية جراء تراجع “ردع” الجيش أمام معادلات المقاومة الفلسطينية.
فمن هو اللواء يارون فينكلمان
ضابط في جيش الاحتلال، شغل منصب رئيس قسم العمليات فيه، وكان قائد تشكيل النار، وقائد لواء جفعاتي. قائد اللواء الشمالي في قطاع غزة وقائد لواء في فرقة النخبة في الاحتياط.
مناصبه قبل مرحلة الانتفاضة الفلسطينية الثانية
من مواليد 25 نيسان / أبريل عام 1975، كان فينكلمان قد التحق بجيش الاحتلال في تشرين الثاني / نوفمبر 1993، وخضع لتدريب في لواء المظليين. وفي آب / أغسطس 1994، خضع لدورة تدريبية كمقاتل، ودورة قناص مشاة ودورة ضباط مشاة وهو في لواء “كفير” (مدرعات الجيش). ثمّ خدم كقائد سرية في كتيبة “حاروف” (مشاة). بعد ذلك تم تعيينه قائدًا للواء “كفير”، وشغل هذا المنصب في الأعوام 1999-2001. شغل فيما بعد منصب ضابط عام في وحدة ماجلان، ثم عين نائبًا لقائد الكتيبة 890، وشغل هذا المنصب خلال الانتفاضة الثانية.
بعد الانتفاضة الثانية
عام 2005 عين رئيسًا لمكتب رئيس الأركان، وخدم في المنصب أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006 بين أمور أخرى متحمّلًا بذلك، الى جانب كلّ مسؤولي الجيش، انتقادات المراقبين “الإسرائيليين” حول إخفاقات الجيش في تلك الحرب أمام حزب الله.
في العام 2007 تم تعيينه قائدًا للمظليين لغاية العام 2009. وكان مشاركًا ايضًا في المجازر التي ارتكبها الاحتلال في قطاع غزّة خلال العدوانين (تشرين الثاني / نوفمبر 2008 وكانون الأول / ديسمبر 2008)، بالإضافة الى تحمّل انتقادات الإخفاقات أمام المقاومة الفلسطينية.
في آذار / مارس عام 2011 عيّن قائدًا فرقة النخبة في الاحتياط. ثمّ عام 2013 نصّب قائداً للفرقة الشمالية في قطاع غزة، وشارك في العدوان على القطاع عام 2014. وعام 2015 عيّن قائدًا للواء “جفعاتي”.
فينكلمان متهم بسرقة أسلحة!
في آب / أغسطس من العام 2017، كشف رئيس أركان جيش الاحتلال آنذاك غادي آزينكوت عن سرقة فينكلمان لـ 33 بندقية من نوع M16، كانت في مستودع أسلحة قاعدة “سديه اليمن” جنوب الأراضي الفلسطينية المحتلّة. كانت تلك القاعدة تحت مسؤولية فينكلمان، وصرّح آزينكوت حينها أنّ “هذا اخفاق في نظام الامن لا يفي بالمعايير المطلوبة من قبل الجيش الإسرائيلي”.
على الرغم من أنّ فينكلمان، متهم بقضايا الفساد الا أنّ ذلك لم يمنع هيئة الأركان من مواصلة تعيينه في المناصب – على غرار وصول الكثير من الشخصيات ومن بينها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الى مناصب سياسية رغم محاكمتهم حول العديد من الملفات – فقد عيّن بعدها قائدًا لفرقة الإطفاء في الجيش ثمّ عام 2020 رئيسًا لقسم العمليات. كما شغل مناصب أخرى خلال عدوان الاحتلال على قطاع غزّة عام 2021 (معركة سيف القدس) ثمّ العدوان في صيف العام 2022 (معركة وحدة الساحات). وخلالها حقّقت المقاومة الفلسطينية معادلاتها الكبيرة الاستراتيجية التي رسمت مسارًا جديدًا في تاريخ الصراع على الصعيد الداخلي، وأكثر ارتباطًا ووحدةً مع محور المقاومة على الصعيد الخارجي.
اذًا كان فينكلمان من بين مسؤولي الاحتلال في المناصب المهمة في جيش الاحتلال التي شهدت على خسائر هذا الجيش على أكثر من صعيد أمام المقاومة الفلسطينية في كلّ الحروب وأمام المقاومة في لبنان، فكيف سيتعامل اليوم فينكلمان مع تصاعد معادلات الفصائل في قطاع غزّة خاصة في الجولتين الأخيرتين اللّاتي حافظت بها المقاومة على وحدة الساحات ( القدس – الضفة الغربية – غزّة ثمّ أضيف لبنان أيضًا) وعلى المبادرة نحو الرّد على اعتداءات الاحتلال، مقابل إظهار مستويات الاحتلال عدم قدرتها على توسيع دائرة المواجهة وتراجع “الردع”، حسب ما تقرأ أوساط التحليل العبرية.
الكاتب: مروة ناصر