في توقيت تم اختياره بعناية، أجرت القوات المسلحة اليمنية مناورة عسكرية تحاكي هجوماً مفترضاً على مواقع أميركية وإسرائيلية. اذ ان جملة الاحداث التي شهدتها المنطقة، إضافة للأجندة المعدّة أميركياً لليمن، جعلت هذه المناورة تحمل رسائل على غير صعيد، تبدأ بالعرقلة الأميركية لمسار المفاوضات ولا تنتهي عند الوجود الأميركي-الإسرائيلي في بعض المحافظات اليمنية.
أجرت القوات المسلحة مناورة عسكرية كبرى تحمل اسم “الوفاء للشهيد القائد” في المنطقة العسكرية الرابعة، تُعد واحدة من أكبر التمرينات التي تجريها القوات المسلحة اليمنية. شاركت خلالها وحداتٌ قتالية من مختلف التشكيلات.
وبحسب مصادر مطلعة، فقد اتخذت المناورة، التي أجريت على مساحة 100 كلم مربع، طابعاً هجومياً على مواقع ومعسكرات مفترضة للقوات العسكرية الأميركية والإسرائيلية. وتهدف لرفع حالة الجاهزية وتحاكي الاستعداد القتالي بتنفيذ عمليات هجومية مفترضة ضد مواقع العدو.
وتأتي هذه المناورة بالتوازي مع الزيارات المكثّفة للمسؤولين الاميركيين إلى المنطقة، خاصة السعودية، بما فيهم مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان، والمحاولات الحثيثة المبذولة لعرقلة التوصل إلى اتفاق يمهد لوقف إطلاق النار الشامل.
وجرت المناورة بمشاركة مختلف الوحدات المتخصصة التابعة للمنطقة العسكرية الرابعة، وبتكامل بين كافة الوحدات، في تأكيد على مدى قدرات القيادات العسكرية في إدارة المعارك بتناغم وتنسيق رغم تعدد التضاريس والخيارات القتالية، خاصة بين قوات الدعم القتالي وقوات المشاة. كما المناورة عملية حاكت اقتحام مواقع متعددة واهداف من مناطق مفتوحة بمراحل متعددة وأنساق عسكرية مختلفة، وتم من خلالها إنزال العلم الإسرائيلي ورفع العلم اليمني.
وأظهرت المشاهد التي نشرها الاعلام الحربي، مدى قدرة القوات المسلحة، على استخدام مختلف الأسلحة، والسيطرة على كافة الأهداف الموضوعة مع افتراض وجود الطيران الحربي المعادي ومراعاة وجود مقاومة قوية من العدو.
وتمكنت القوات من السيطرة على تلك الأهداف مع وجود محاكاة ميدانية معادية تم تجاوزها بأساليب وتكتيكات جديدة تم ابتكارها تم تطويرها بدراسة العمليات العسكرية والكمائن السابقة طيلة سنوات الحرب.
من جهته، أكد مساعد مدير دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة، العميد الركن عابد الثور، ان “القدرات العسكرية باتت متقدمة”. مشيراً إلى ان “هذه المناورة تحمل عدة رسائل، أهمها، الجهوزية العالية وقدرتها على الانتقال من حالة السكون إلى الهجوم”. وأضاف العميد الثور إلى ان “القوات البرية كان لها النصيب الأعظم من المناورة”. وعن خصوصية المكان التي أجريت بها المناورة يشير العميد إلى ان “المنطقة العسكرية الرابعة منطقة جغرافية صعبة جداً وتستطيع ان تخوض معركة بكل معناها واننا أمام جيش محترف يمتلك زمام المبادرة”.
من ناحية أخرى، وصف محللون توقيت هذه المناورة بـ “الدقيق”، رداً على حالة اللاسلم واللاحرب المستمرة منذ فشل جهود التجديد للهدنة، وتوازياً مع الحصار القائم على البلاد.
ومع إدراك الولايات المتحدة الأهمية الجيواستراتيجية لليمن، وسعيها المتواصل للسيطرة عليه خاصة على الخط البحري والجزر، بإقامة قواعد عسكرية مجهزة بأحدث تقنيات المراقبة والتجسس والاستطلاع، أرادت صنعاء فرض واقع آخر، يقوم على حقيقة ان اليمن قاعدة بالغة الأهمية على الساحة الدولية في النظام العالمي الجديد الذي يتشكّل.
الكاتب: غرفة التحرير