“بكل صلف وإجحاف ارتكب العدو جريمة جديدة بحق الإنسانية”، وفق ما أكد الناطق العسكري باسم سرايا القدس “أبو حمزة”. فقد استهدف كيان الاحتلال القادة الكبار في حركة الجهاد الإسلامي: جهاد الغنّام، خليل البهتيني، طارق عز الدين، وهم في منازلهم آمنين مع عائلاتهم، اذ قتل الاحتلال معهم عدادًا من المدنيين من بينهم أبناء القادة. لم يكن اغتيال هؤلاء القادة الا نتيجة سيرتهم الطويلة في المقاومة ومواجهة هذا الاحتلال بكافة الأشكال خاصة في الفترة الحالية مع تصاعد عمليات المقاومة في القدس والضفة الغربية المحتلّة. نستعرض، في الآتي، أبرز محطات هؤلاء القادة وأبرز مهامهم العسكرية.
سيرة الشهيد القائد جهاد الغنام
استشهد وهو في مسؤولية أمين سر المجلس العسكري. وكان أيضًا قد تولى مسؤولية قيادة المنطقة الجنوبية في سرايا القدس في الفترة بعد استشهاد القائد خالد منصور في آب / أغسطس من العام 2022 خلال معركة “وحدة الساحات”.
يعتبر الشهيد القائد الغنّام ممن أشرفوا على تجنيد خلايا عسكرية في الضفة المحتلة والتي نفّذت عدة عمليات ضد الاحتلال مؤخراً، وأمدّهم بالمال والسلاح. كان الشهيد على رأس عمله العسكري، على الرغم من أنه مصاب منذ العام 2001 فقد خلالها قدميه وجزءًا من يديه.
انضم الى حركة الجهاد الإسلامي منذ بداية انطلاقتها في الثمانينيات. وكان من بين الذين التقوا الشهيد المؤسس للحركة الدكتور فتحي الشقاقي. تعرّض للإبعاد خارج فلسطين في تلك المرحلة وكان من بين المساهمين في تدريب مجاهدي الحركة في السودان والعاصمة اللبنانية بيروت. وقبلها، شارك الشهيد الغنّام في معارك الثورة الفلسطينية في بيروت وغيرها من العواصم العربية.
من بين أبرز المهام التي تولاها أو شارك بها الشهيد القائد الغنام، كانت تأسيس سرايا القدس في العام 2000 مطلع الانتفاضة الثانية. وعمل على تدريب المجاهدين داخل قطاع غزّة وخاصة على إطلاق قذائف الهاون وصد الاجتياحات البرية لجيش الاحتلال واستهداف آلياته. وأشرف برفقة قادة من سرايا القدس آخرين على عدد من العمليات الاستشهادية النوعية، كما عمل الشهيد الغنام على إمداد المقاومة بالسلاح النوعي في القطاع.
حاول الاحتلال سابقًا استهداف القائد الغنّام، اذ تعرّض الأخير لـ 5 محاولات اغتيال، استشهد خلالها أشقاؤه، أبرزهم شقيقه القائد زياد، وأبناء عمومته ووالدته عام 2014. وقد قصف الاحتلال منزله أكثر من مرّة خلال المعارك والجولات القتالية السابقة. وكان الشهيد الغنام قد تعرّضت لإصابة بليغة.
سيرة الشهيد القائد خليل البهتيني
استشهد وهو ضمن مسؤولية عضو المجلس العسكري وقائدًا المنطقة الشمالية في سرايا القدس خلفاً للشهيد القائد تيسير الجعبري الذي اغتاله الاحتلال في السادس من شهر آب / أغسطس 2022. وقد مثّل سرايا القدس في غرفة العمليات المشتركة. ومنذ انتمائه المبكر لحركة الجهاد الإسلامي، كان القائد البهتيني:
_ من أبرز مؤسسي جهاز أمن سرايا القدس.
_ ممن لهم بصمة واضحة في مجال التصنيع خلال الانتفاضة الثانية
_ من قيادة الإعلام الحربي، ومن القادة الذين ساهموا في تطوير المنظومة الإعلامية بالحركة. ومن المساهمين في تأسيس شركة “روى للإنتاج الفني” وله انتاجات فنية متنوعة
_ قائد أحد التشكيلات العسكرية، وقائد الوحدة الدعوية في الحركة، وصاحب بصمات كبيرة في العديد من التخصصات العسكرية.
_ تربطه علاقات وثيقة بفصائل المقاومة الفلسطينية الأخرى.
_ تعرض لعدة محاولات اغتيال سابقة، وأصيب في بعضها.
سيرة الشهيد القائد طارق عز الدين
أحد قادة حركة الجهاد الاسلامي الذين كان لهم حضور سياسي وعسكري. فكان قد انتمى مبكرًا للحركة وشارك في فعاليات الانتفاضة الأولى. وتعرّض للاعتقال على هذه الخلفية. وكان من أوائل المجاهدين الذين شاركوا في أحداث انتفاضة الأقصى، وعمل على تأسيس الخلايا العسكرية والاشتباكات في الضفة الغربية المحتلّة حيث شارك في إدارة معركة مخيم جنين عام 2002.
حُكم عليه بالسجن المؤبد عام 2002 لدوره في توجيه عملية “الخضيرة” الاستشهادية 2001، قضى منها نحو 13 عاماً. وفي السجون أكمل دراسته الجامعية فحصل على شهادة الماجستير في العلوم السياسية.
تحرّر من سجون الاحتلال ف صفقة “وفاء الأحرار” التي أبرمتها المقاومة الفلسطينية مع كيان الاحتلال بالوساطة عام 2011، وحينها خرج أكثر من 1000 أسير فلسطيني بينهم كبار قادة الفصائل مقابل الجندي جلعاد الشاليط، الذي احتفظت به حركة حماس منذ العام 2006. لكنه أبعد من الضفة الى قطاع غزّة.
لم يمنعه ذلك من مواصلة طريق المقاومة، فنشط في خدمة قضية الأسرى والدفاع عنهم عبر المنابر الإعلامية، وتولى إدارة إذاعة صوت الأسرى التي تبث من غزة. ثمّ كان مسؤول مكتب إعلام الضفة في حركة الجهاد الإسلامي والناطق باسمها عن الضفة، ومن أبرز الوجوه الإعلامية للمقاومة الفلسطينية.
أشرف الشهيد القائد عز الدين على العديد من العمليات العسكرية ضد الاحتلال وكان له دوراً بارزاً في ساحة العمل المقاوم في الضفة الغربية، رغم الإبعاد.
“وسيخلف القائد ألف قائد”.
الكاتب: غرفة التحرير