مُقارنةً بمستوياته التاريخية، يُعدُّ أداء الشيكل قويًاً جدًاً، فهو على بُعد 1% فقط من تجاوز أعلى سعر صرف له أمام الدولار على مدى 24 عامًاً. إلا أن المستجدات العالمية على مستوى أزمات الدولار في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى الأزمات الداخلية في كيان الاحتلال، وسيناريو تأجيل إقرار القانون ومحاولة نتنياهو المراوغة، بالإضافة إلى التصعيد العسكري داخل فلسطين المحتلة بين الكيان وفصائل المقاومة الفلسطينية، كل ذلك له تأثير سلبي على اقتصاد الاحتلال الذي يسجل انخفاضًا إضافيَا في سعر الشيكل إثر عملية “ثأر الأحرار”.
كما كل دول العالم، تتسبب رفع الفائدة الأمريكية، وارتفاع العوائد على السندات بتراجع الشيكل الإسرائيلي، كما أن أسواق الأسهم في الولايات المتحدة لها دور رئيسي في ذلك. ومن بين أسباب ضعف الشيكل مقابل الدولار، التغييرات في متطلبات التحوط من جانب مؤسسات الاستثمار الإسرائيلية المعرضة بشكل كبير للأسهم الخارجية، لا سيما في الولايات المتحدة، كجزء من إدارتها لمدخرات الجمهور.
بحسب موقع فوركس انجرف سعر الدولار الأمريكي مقابل الشيكل الإسرائيلي إلى أسفل هذا الأسبوع كردّ فعل للسوق على أحدث بيانات التضخم الأمريكية و”عملية الدرع والسهم”. تم تداول الزوج عند 3.63، وهو ما يقل ببضع نقاط عن أعلى مستوى له هذا الأسبوع عند 3.6747.
وبحسب موقع Investors Observer، كانت هناك ثلاث محفزات رئيسية للدولار مقابل الشيكل الإسرائيلي هذا الأسبوع. أولا، نشرت الولايات المتحدة بيانات تضخم المستهلك المشجعة يوم الأربعاء. كشفت هذه الأرقام أن التضخم في البلاد كان باردًا حيث انتقل مؤشر أسعار المستهلكين الرئيسي إلى 4.9٪. انخفض التضخم الأساسي إلى 5.4٪.
هناك احتمال أن تستمر الأسعار في الانخفاض لأن تكاليف الطاقة استمرت في الانخفاض في الأيام القليلة الماضية. انتقل سعر خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط من أكثر من 90 دولارًا في يناير/ كانون الثاني إلى أقل من 75 دولارًا مؤخرًا. لذلك، مع المخاطر في قطاع العقارات المصرفية والتجارية، هناك احتمال أن يتّخذ بنك الاحتياطي الفيدرالي وقفة استراتيجية في المستقبل.
كانت أخبار الفوركس المهمة الأخرى تتعلق بسقف الديون الأمريكية. التقى جو بايدن ورئيس مجلس النواب للتداول حول السقف. لكن لم تكن هناك نتيجة لأنهم قرروا مواصلة المداولات.
ويحذر المحللون من أن الفشل في رفع سقف الديون سيكون له آثار كبيرة على الاقتصاد الأمريكي والعالمي. سيؤدي ذلك إلى ارتفاع معدل البطالة وانخفاضًا حادًا في الأصول الرئيسية مثل الأسهم والسلع.
أخيرا، تفاعل سعر صرف الدولار الأمريكي / الشيكل مع عملية الدرع والسهم. إذ قصفت إسرائيل هذا الأسبوع قطاع غزة، مما أسفر عن استشهاد مسؤولين كبار في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية. وتعهدت حماس والجهاد الإسلامي بالرد، الأمر الذي سيطيل أمد الصراع. وفي بيان، قال شالوم ليبنر للمجلس الأطلسي أن المسار المستقبلي لهذه المواجهة بالذات ليس معروفًا بعد.
الكاتب: غرفة التحرير