كتبت النهار
لنترك العواطف جانباً، وأما قصائد الشعب الواحد في بلدين، فصارت من الماضي. ثمة مشاعر متناقضة ومتباعدة بين الشعبين اللبناني والسوري. حتى في لبنان، تراجعت شعارات العيش المشترك ما بين أبناء الوطن، وخصوصاً الشباب. يعيشون حياتهم المشتركة وفق صداقات وأعمال ومصالح، أو يمتنعون عن مديح تلك الحالة الشاعرية التي لا تترجم في أحيان كثيرة على أرض الواقع، بل ثمة ما يناقضها وينقضها أيضاً.
ثمة شبه إجماع لدى اللبنانيين، على خطورة النزوح السوري، وتداعياته الأمنية والاجتماعية والإقتصادية وأيضاً الديموغرافية. وكل الأطراف تتحدث عن عودتهم الى بلادهم. لكن الحقيقة أن لبنانيين كثراً لا يريدون التخلي عن النازحين السوريين بسبب شبكة مصالح، كبيرة أو صغيرة لا فرق، لكنها تصنع الفرق في الظروف الحرجة التي تمر بها البلاد.
آخر صرعات الإفادة من النازحين نظام الكفالة الذي لم يكن ينطبق على السوريين، بل على العمال الأجانب من جنسيات أخرى. لكن التطورات المتسارعة مع النظام السوري، وترداد الكلام عن إعادة النازحين، دفعت كثيرين من هؤلاء، وخصوصاً الذين دخلوا لبنان بطرق غير شرعية، الى محاولة تسوية أوضاعهم القانونية لكي لا يتم ترحيلهم، وتسليمهم الى الجيش السوري.
وانطلاقاً من الواقع المستجد. يعمل هؤلاء على استئجار أمكنة للإقامة بصورة شرعية والاستحصال على صورة عن العقد، وإفادة سكن. وهذا الأمر لا يتم قبل تسوية أوضاع إقامتهم لدى الأمن العام اللبناني. وبات كثيرون منهم يطلبون من اللبناني كفالة، وعقد عمل وهمياً، للخروج من عباءة النزوح، والدخول الى الحياة العملية اللبنانية.