انشغل لبنان والخارج يوم أمس بالمناورة العسكرية غير المسبوقة من حيث الشكل، والتي نفذها حزب الله جنوبي البلاد، تزامناً مع الذكرى الثالثة والعشرين لذكرى تحرير لبنان.
فهي المرة الاولى التي يدعو فيها الحزب حشداً اعلاميا محليا ودوليا للاطلاع عن كثب على تدريبات عناصره، وعلى بعض من عتاده وسلاحه، ما طرح أكثر من علامة استفهام حول اهداف المناورة وخلفياتها.
ففيما أكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين «ان الرسالة هي للعدو، ومفادها أن المقاومة التي صنعت الانتصارات مع شعبها لم تتعب ولم تتراجع، رغم محاولة اخضاعها بكل أشكال الضغوطات السياسية والاقتصادية»…
داعياً جميع اللبنانيين لأن «يزدادوا طمأنينة، لأن قوة المقاومة هي لحماية لبنان وحفظ سيادته».
واعتبرت مصادر سياسية مطلعة، ان للمناورة اهدافا خارجية كما اخرى داخلية…
لافتة في حديث لـ»الديار» الى انه «في ظل المتغيرات الكبرى التي تشهدها المنطقة، سواء لجهة التقارب الايراني – السعودي او لجهة التقرب العربي من سوريا وعودتها الى جامعة الدول العربية.’
يأتي استعراض حزب الله العسكري للقول، ان اي تسوية ستحصل لن تكون على حسابه، وأنه يزداد قوة وقدرة، وان طهران لن تتنازل قيد أنملة عن معادلة وحدة الساحات»…
وهو ما اشار اليه بوضوح السيد صفي الدين بقوله ان «مقاومة اليوم هي قوة ممتدّة ،ومحورٌ كامل سيبقى يتطور من غزة والضفة والداخل المحتل ولبنان انطلاقًا من إيران».
ولا تنكر المصادر ان «الرسائل الابرز من خلال المناورة هي للعدو الاسرائيلي، لاظهار قدرات وجهوزية المقاومة لأي مواجهة، وهو ما يمكن وضعه باطار «قوة الردع».
الا انها تتحدث ايضا عن رسائل أريد ايصالها بطريقة غير مباشرة للداخل اللبناني، مفادها ان حزب الله الذي يُحاولون اشغاله بالسياسة والمشاكل الداخلية، لا يزال متمسكا بدوره كمقاومة عسكرية.
وبأنه في موقع قوة يفرض على بقية الفرقاء ان يحاوروه للوصول الى حل للأزمة الرئاسية، لا ان يفرضوا عليه شيئا».