كتب أنطوان غطاس صعب في موقع mtv:
لم يأتِ قرار رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط بالإستقالة من موقعه على رأس الحزب مغايراً للمسار السياسي اليوميّ الذي انتهجه زعيم المختارة في السنوات الأخيرة.
وفي قراءة مصدر واسع الإطلاع على الحركة الجنبلاطيّة، فإنّ قراره بالإعتزال والإبتعاد، يأتي غداة محطات إقليميّة مؤثرة في الشأن الداخلي اللّبناني، ومنها أجواء التقارب السعوديّة – الإيرانيّة، والأهم عودة سوريا إلى جامعة الدول العربيّة، وهو الذي وصف الرئيس السوري بشار الأسد العام ٢٠٠٥ بأبشع النعوت، ووقف منذ العام ٢٠١١ إلى جانب المعارضة السورية، وتالياً وجد نفسه خارج سياق التسويات الجارية في المنطقة.
ويضيف المصدر أنّ جنبلاط قرّر منذ الإنتخابات النيابية الماضية تسليم نجله تيمور رئاسة وزعامة الحالة الجنبلاطيّة، ولا ننسى خطابه آنذاك الذي قال فيه:
“إذا كان العمر قد شارف على شتائِه، إلا أنّ المسيرةَ مستمرّة، مسيرةَ الأجداد، مسيرةَ كبيرنا كمال جنبلاط، فسِرْ يا تيمور، ومن حولِك أهلُ العرفان، والحزب، والوطنيّون والعرب في الداخلِ والخارج، سرْ في عمليّةِ التحدّي في إعلاءِ شأنِ المختارة، وتراثِها العربي والفلسطيني، وسرْ في عمليّة حماية مصالحةِ الجبل، سرْ ونحنُ معك وداليا وأصلان، ولا خوفَ على المستقبلِ، فالرجالُ رجال، والمبادئُ مبادئ”.
كما أنّ تيمور قرّر أن يتخذ بعض القرارات المصيريّة من دون الرّكون إلى تجربة والده في ركوب موجات حلول آخر اللّحظات، عندما كان الأخير يتّفق مع حليفه الوفيّ نبيه برّي على إدارة محرّكات التسوية اللبنانيّة في كل محطة من المحطات. وهكذا، من غير المنطقيّ أن يكون الوالد والإبن في موقعين مختلفين.
ويكشف المصدر أن جنبلاط الأب قرّر الإنصراف إلى كتابة مذكّراته المستقاة من تجربة عمره الطويلة.