كتبت النهار
هل يذكر اللبنانيون اعلان بعبدا والذي وافق عليه “حزب الله” ثم تنكر له؟ وهل يذكر اللبنانيون الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية الذي استمر اعواما من دون الوصول الى مبتغاه؟ وكيف ان الحزب الذي استمع الى الاخرين، واطلع على اوراق معدّة كثيرة، ثم شنّ او تسبب بحروب في الداخل والخارج، ليؤكد في كل مرة، ان سلاحه خارج كل سلطة ضبط، وفوق كل حوار؟ هل يزال اللبنانيون يذكرون شبكة الهاتف السلكية الخاصة بالحزب، وكيف استبيحت العاصمة ومناطق اخرى عند محاولة الحديث عنها، وكانت احداث 7 ايار؟ وهل يتذكر اللبنانيون قرار الحزب بالذهاب الى سوريا والعراق واليمن، وايضا تدخله في السعودية والامارات والكويت؟ وهل يتذكر اللبنانيون معادلة الجيش والشعب والمقاومة المفروضة على الدوام في البيانات الوزارية؟ وهل يذكرون دخول الحزب قصر العدل وتهديده القضاة في ملف انفجار مرفأ بيروت؟
بالامس، وبعد استقبال الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله موفد البطريرك الماروني، خرج اعلام الحزب، ليؤكد ان الرسالة التي سمعها المطران بولس عبد الساتر هي الاصرار على ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجيه، والتأكيد على اهمية الحوار من اجل انجاز الاستحقاق الرئاسي.
هي عودة الى معزوفة الحوار. وجوهره ما قاله النائب محمد رعد قبل مدة “تعالوا لنتحاور حول مرشحنا”. ما يعني انه حوار من اجل الحوار، يشبه كل جولات الحوار السابقة التي لم تحرز تقدما في كل الملفات التي تناولتها، وبالتالي فان التأكيد على الحوار، ليس الا اضاعة اضافية للوقت، وهروب الى الامام في انتظار تطور ما، عساه لا يكون حربا جديدة او افتعال احداث امنية ومغامرة جديدة بمستقبل البلد، من اجل فرض خيارات تبدو نتائجها واضحة للعيان في احوال البلاد والعباد.