في الوقت الذي يحاول فيه لبنان حلّ أزمة فيروس كورونا المتفشّي، وإيجاد آليات لتوزيع اللقاحات، ظهرت سلالة جديدة من الفيروس في ثلاث دول، بحسب ما أكّدت منظمة الصحة العالمية أمس وهي: الدنمارك، وهولندا وكذلك أستراليا.
بعد الإعلان الصادم من وزير الصحة البريطاني مات هانكوك عن أنّ “السلالة الجديدة من فيروس كورونا خرجت عن السيطرة”، هل لبنان أمام خطر تفشّي هذه السلالة الجديدة؟ هل يجب إغلاق المطار وتحديداً في فترة الأعياد مع عودة المغتربين لقضاء العطلة في وطنهم الأم؟ خوفاً من وصول هذه السلالة إلينا؟
وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن أكد أنّ “لقاح فايزر أثبت فعاليته حتى على الطفرة الجديدة للفيروس وعلينا بالوقاية حتى توفر اللقاح، ووقع التحوّل في الفيروس خفيف علينا من ناحية الاجراءات التي يجب اتخاذها على الأرض والمعروف عن التحوّل الجديد أنّه سريع الانتشار ولا معطيات حول إذا ما كان معدّل الموت جرّاءه أعلى”.
وبدوره وزير الصحة الأسبق محمد جواد خليفة يؤكّد لـ”أساس” عدم جدوى إغلاق الحدود وإقفال المطارات: “خصوصاً في مثل هذه الظروف التي يمرّ بها لبنان”، مطمئناً أنّ “هذه السلالة لم تنتشر ولم تنتقل من دولة إلى أخرى، إنّما الفيروس تغيّر في الدول حيث ينتشر. في البداية اكتشفت السلالة في بريطانيا فاتّخذوا إجراءات، ووضعوا معايير للتنقّل بين مقاطعة وأخرى. لكن عندما لفتوا النظر إلى وجود سلالات جديدة من الفيروس، بدأت الدول الأخرى بإجراء فحوصات. وبدأت دول أخرى تكتشف سلالات جديدة لديها. هذا ما يُرجح فرضية أنّ هذه السلالات تتطوّر في دول المنشأ. أما في لبنان، فربما يكون الفيروس قد تطوّر أيضاً. وهنا أكرّر أنّ معلوماتنا عن هذا الفيروس ليست كثيرة، ومع مرور الوقت نكتشف عنه المزيد من المعلومات”.
ويكرّر أنّ “هذا الفيروس يتغيّر، المهم مع هذه السلالة الجديدة أنّها لا تضرّ أكثر. ولغاية الآن، تقول الدراسات إنّ سرعة انتشار انتشار السلالة الجديدة تكون أكثر، لكن ليس أقسى وأصعب من السلالة السابقة”.
ويذكّر خليفة: “إذا عُدنا بالزمن إلى الوراء قليلاً، كنّا نتساءل لماذا هناك دول انتشر فيها الفيروس أقلّ ودول أكثر؟ وكنّا لا نجد إجابة لهذه التساؤلات. كنّا نسمع أنّ هناك أشخاصاً يموتون، وأشخاصاً يصابون وتظهر عليهم عوارض، والبعض الآخر يصاب ولا تظهر عليه عوارض، وبعدها بدأنا نشاهد حالات وفاة عند الصغار وليس عند الكبار. القصة غير واضحة، والدراسات ما زالت مستمرّة، وكلّ يوم تظهر معلومات جديدة. وما يحدث اليوم من من تطوير الفيروس لنفسه يجيبنا على العديد من التساؤلات”.
لكن ماذا عن الإجراءات التي يجب على الدولة اتخاذها، يجيب خليفة: “اتّباع الإرشادات المتعارف عليها والالتزام بالوقاية، لأنّ إجراءات الوقاية من هذه السلالة أو من غيرها هي نفسها، إنّما الفارق أنه يجب أن تحصل عملية تشديد أكثر على الوافدين إلى المطار من خلال إجراء فحوصات PCR (فحوصات في الدولة التي يأتون منها، ومن ثمّ إعادة إجراء الفحوصات لدى وصولهم إلى المطار). وعليهم ألا يغادروا المطار إلا عند إبلاغهم بالنتيجة، خصوصاً الوافدين من الدول المعلن عن سلالات جديدة فيها).
وختم خليفة محذّراً من أنّ “الضرر سيكون كبيراً خلال الأشهر المقبلة (كانون الثاني، وشباط، وآذار)”، داعياً إلى “اتخاذ كلّ الاحتياطات. اليوم ننتظر معلومات وتفاصيل عن اللقاح الذي سيصل، وما مدى فعاليته بعد انتشار السلالة الجديدة. وأوجّه نصيحة إلى اللبنانيين: بلقاح أو من دونه، هذا الفيروس أصبح عدوّاً لنا. وعلينا أن نعتاد على العيش معه على الرغم من سلبه أحباء لنا، وعلينا تغيير أنماط حياتنا. لكنّ الإثباتات والدراسات تبيّن حجم تعقيدات الأمور، كما علينا في لبنان المحافظة على اتّباع إرشادات الوقاية من اليوم ولغاية سنتين تقريباً”.
من جهتها، المستشارة الصحية لرئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب بيترا الخوري أكدت أنّه “إذا كان هناك اختلاف بين السلالتين القديمة والجديدة، يبقى اللقاح فعّالاّ بالنسبة للاثنتين. لكنّ العلاج الأوّل والأوحد هو الكورتيزون الذي يعمل على كلّ السلالات. ونحن في لجنة كورونا رفعنا توصية للحكومة بإعادة إجراء فحص PCR في المطار، وهناك سلسلة قرارات جديدة ستطبّق بالمطار بالنسبة للآتين من الدول التي تظهر لديها سلالات جديدة”.
مدير مستشفى الحريري الجامعي فراس الأبيض قال في تغريدة له على حسابه عبر “تويتر” أنّ: “الوضع مقلق بما فيه الكفاية بدليل ردة الفعل من قبل سلطات ?بريطانيا? والدول الأوروبية ونحن غير جاهزين لمزيد من الانتشار المجتمعي للعدوى”.
بالمقابل، أعلنت الحكومة الالمانية أنّ “خبراء الاتحاد الاوروبي توصلوا إلى خلاصة مفادها أنّ اللقاحات الراهنة المضادة لفيروس كورونا تتصف بالفاعلية لمكافحة السلالة الجديدة من كوفيد – 19 والتي رصدت خصوصاً في بريطانيا”.
ما هي سلالات كورونا المختلفة؟
هناك ما لا يقلّ عن سبع مجموعات أو سلالات رئيسية من الفيروس التاجي، والأصلية هي التي اكتشفت في مدينة “ووهان” الصينية في كانون الأوّل الماضي، وأطلق عليها العلماء السلالة “إل”، ثم تحوّرت إلى السلالة “إس” في بداية 2020، قبل أن تتغيّر إلى سلالتي “في” و”جي”.
وعُثِرَ على السلالتين “في” و”جي” في أوروبا وأميركا الشمالية، ومنها تحوّلت إلى سلالات “جي آر” و”جي إتش” و”جي في”، بينما استمرّت السلالة “إل” لفترة أطول في آسيا نظراً إلى إسراع الكثير من البلدان في تلك القارّة إلى إغلاق حدودها ووقف الحركة.
ويجمع العلماء العديد من الطفرات الأخرى الأقلّ تكراراً معاً، ويعتبرونها السلالة “أو”.
الرئيسية / صحة ورياضة / “لا جدوى لإغلاق الحدود وإقفال المطار”.. الدكتور خليفة يطمئن: السلالة الجديدة لكورونا لم تنتشر ولم تنتقل من دولة إلى أخرى إنّما الفيروس تغيّر في الدول حيث ينتشر
الوسومجواد خليفة
شاهد أيضاً
الخنّاق الصدري المُستقرّ: طُرق وكيفيات العلاج والتدخّل.. امراض القلب والشرايين في لبنان والعالم في العام 2022 (الجزء الثاني عشر)
الخنّاق الصدري المُستقرّ: طُرق وكيفيات العلاج والتدخّل.. امراض القلب والشرايين في لبنان والعالم في العام …