صحيفة الأخبار
احتلّت زيارة الموفد الفرنسي الخاص جان إيف لودريان لبيروت، أمس، صدارة الاهتمامات السياسية، لما قد تحمله من تطورات على صعيد الأزمة الرئاسية. وكان لافتاً استباق صحيفة «لوموند» الفرنسية الزيارة بتقديرات سلبية، معتبرة أن «المهمة تبدو مستحيلة»، مشيرة إلى أن «الثنائي الشيعي يعمل بشكل حثيث لكي يؤول المنصب المخصّص تقليدياً للمسيحيين الموارنة إلى زعيم تيار المردة سليمان فرنجية، الذي يُعتبر حليفاً للثنائي منذ فترة طويلة، وصديقاً مقرّباً من الرئيس السوري بشار الأسد». ونقلت عن دبلوماسي الفرنسي أن «لودريان ليس هنا لدفع خيار معين، ولا لحث الجميع على الانضمام إلى فرنجية، ولا لتمهيد الطريق أمام خيار ثالث، بل في محاولة لجلب الجميع إلى الحوار والخروج من المواجهة»، مشيراً إلى أن «العقوبات واردة وكل الخيارات مفتوحة». ولفتت الصحيفة إلى أنه بدا من لقاء القمة الذي جمع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الجمعة الماضي، أن الأخير «غير مستعد لدعم لبنان كما في الماضي رغم انخراطه في حملة دبلوماسية شاملة في الشرق الأوسط منذ اقتراب بلاده من إيران في آذار الماضي».
ومع وصول لودريان إلى مطار بيروت، حيث كانت في استقباله السفيرة الفرنسية آن غريو، كانت القوى السياسية أصبحت في جو أن الزيارة لن تحمِل جديداً في الموقف الفرنسي، وأنها شبيهة بالزيارة الأولى للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت، لجهة اللقاءات مع مختلف القوى السياسية لحثها على الحوار من أجل الخروج من الأزمة. واستهلّ الموفد الفرنسي زيارته بلقاء استغرق ساعة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، غادر لودريان بعده من دون الإدلاء بتصريح. فيما اكتفى بري بوصف اللقاء بأنه كان «جيداً وصريحاً». ونقلت مصادر مطّلعة أن لودريان «لم يكن مجرد مستمع. صحيح أنه لم يقدّم طرحاً أو مبادرة، لكنه تبادل النقاش مع رئيس المجلس، وتطرّق إلى التطورات الأخيرة ولا سيما جلسة الانتخاب الأخيرة» في 14 حزيران الجاري. كما أنه «لم يتطرق إلى المبادرة الفرنسية، بل تحدث عن ضرورة التوافق والحوار بين اللبنانيين». ولفتت المصادر إلى أن الموفد الفرنسي سيعود إلى بيروت الشهر المقبل، بعد أن يرفع تقريره إلى الإليزيه ويناقش حصيلة الزيارة مع الجانب السعودي وممثلي دول اللقاء الخماسي (أميركا، السعودية، مصر وقطر)، ما يشير إلى أن لا آمال كبيرة بحلول سريعة للمأزق الرئاسي.
الزيارة ليست للدفع بخيار معين ولا لتمهيد الطريق أمام «خيار ثالث»
ورغم إصدار المكتب الإعلامي للسفارة الفرنسية بياناً أكّد أنه «لن يتم توزيع جدول لبرنامج زيارة وزير الخارجية السابق»، عُلم أنه سيلتقي في قصر الصنوبر اليوم سفراء دول اللقاء الخماسي (تغيب السفيرة الأميركية دوروثي شيا لوجودها في واشنطن ويمثلها القائم بالأعمال)، لوضعهم في أجواء القمة الفرنسية – السعودية والموقف الفرنسي وإطلاعهم على تفاصيل مهمته. وإلى المسؤولين السياسيين ورؤساء الكتل النيابية ونواب مستقلين، ستكون للموفد الفرنسي لقاءات مع مجموعات من المجتمع المدني، ومن المفترض أن يزور البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي غداً ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.