الرئيسية / أخبار / أبرز ما تناولته الصحف اليوم

أبرز ما تناولته الصحف اليوم

كتبت النهار

ما دام الشيء بالشيء يذكر، وقد أعادنا حضور جان إيف لودريان مجدداً الى ربوعنا موفداً رئاسياً فوق العادة هذه المرة الى “تقليد” الوساطات العريق في تاريخنا، لا بأس من إعادة تسليط الأضواء على زاوية ثابتة لا تتبدّل في تركيبة لبنان، حتى إشعار آخر غير مرئي. إنها القوة المقضية للقوى السياسية الحزبية اللبنانية كواقع شمولي عام التي تمنح هذه القوى المشروعية التمثيلية أو قدرة فرض الحضور الذي لا يمكن تجاوزه في “المفاوضات” مع الوسطاء الدوليين. قد يتراءى لكثيرين أن هذا الجانب البديهي الطبيعي في تكوين الواقع السياسي اللبناني لا يحتاج الى إبراز خصوصاً أن الدول العربية في معظمها باتت بعد “ربيع” الثورات والحروب الاهلية والتدخلات الخارجية فيها على شبه كبير مع لبنان من حيث نشوء قوى فيها تتوزع الفوضى أو تتصارع على السلطة والحكم وتجعل من نفسها ممراً إجبارياً لمفاوضات الوساطات الخارجية في التسويات والحلول. هذا صحيح نظرياً ولكنه يجافي جوهر المقارنة إذا اعتمد التعميم مع القوى اللبنانية التي على رغم الانقسامات التاريخية المديدة والصراعات “الأبدية” في ما بينها تبقى ميزتها وخصوصيتها مختلفة عن قوى عربية أنتجتها الثورات والحروب في الأمس القريب ولم تكن موجودة أساساً على المسرح السياسي.

ذلك أن القوى اللبنانية بدت وتبدو في مسارها التاريخي كأنها صارت فعلاً “دولاً” بذاتها ليس لجهة الاستئثار والفرز الجغرافي التقسيمي على خلفية الفرز الطائفي الذي شهده لبنان في الحرب فحسب بل لأن هذه القوى كانت قبل الحرب وظلت بعدها وترسّخت بقوة بعد الطائف لسبب جوهري أساسي هو سقوط الدولة في زمن السلم بأسوأ مما سقطت فيه في زمن الحرب. ولا حاجة بنا إطلاقاً الى تبيّن السبب الأكبر والأقوى والأشد سطوة في تذويب القوة الطائفية والجهوية للقوى اللبنانية وتغييرها وتطويرها نحو الدولة أولاً والدولة المدنية العلمانية أولاً وأخيراً، ما دام حزب واحد يختصر كل قوة السيطرة على الواقع الداخلي بقوته التسليحية المستخدمة في فرض الخلل التاريخي الذي صار عليه واقع السياسة في لبنان.

يأتي جان إيف لودريان الآن لمفاوضة القوى الأساسية كما النواب الجدد كما المرشحون الرئاسيون فيما لا يزال واقع الحل والربط الحقيقي موزعاً على صراع ستة أو سبعة زعامات لقوى لا تزال تختصر معظم الشارع والتمثيل الطائفي الأثقل في البلاد. هذه “الطبقة” أو “النخبة” التي يفاوضها الآن لودريان وفاوضها قبله الرئيس إيمانويل ماكرون نفسه مرات أفشل بعضها فرنسا نفسها حين تراءى لباريس أن ممالأة القوة المهيمنة بسيطرة السلاح والارتباط الإقليمي والمصالح الاقتصادية قد توفر لها اختراقاً ديبلوماسياً تحتاج إليه بقوة في الشرق الأوسط. بعض هذه الطبقة أسقط فرنسا في وهم الانحياز وعساها لا تكرّر ذلك الآن في وهم الظن أن القوى الأخرى من خصوم “حزب الله” قابلة للتليين والتدجين. هذه “الطبقة” بمجمل قواها التقليدية باختصار هي دول وليست مجرد قوى سياسية تقليدية لأنها تمتلك إرثاً طويلاً من التجارب ولم تقوَ عليها ثورة اجتماعية عارمة عادت بعدها بنسبة تسعين في المئة الى مجلس النواب. ما حصل بعد الجلسة الأخيرة لمجلس النواب ينبئ بأن “حزب الله” أيضاً فشل ولا داعي ولا نفع للديماغوجية الدعائية الفاشلة في تزيين الفشل. إنه اختبار حاسم لفرنسا أولاً الآن في مفاوضاتها المتجددة مع ممثلي “الدول اللبنانية”. لننتظر.

شاهد أيضاً

أبرز ما تناولته الصحف العربية الصادرة اليوم 26/06/2024

الأنباء الكويتية – صيف لبنان مستمر وحرارته لا ترتبط بالتهديدات الإسرائيلية بتوسيع الحرب -بري قلق …

الاشترك بخدمة الخبر العاجل