الرئيسية / أخبار / بعد النهاية، هل سيعود جيش العدو إلى جنين؟

بعد النهاية، هل سيعود جيش العدو إلى جنين؟

إسلام حسن حامد

للإجابة، يجب الانتباه إلى أن المواجهة المفتوحة بين المقاومة الفلسطينية في الضفة وكيان العدو منذ عام ونصف بشكل متواصل، أربكت الحسابات عميقاً في عقل المقدر الأمني التي تواجهه، كالانتفاضات الشعبية، أو المقاومة المسلحة بصورها المتنوعة فردية وجماعية، ومن ذلك ظهور تبدلات عدة في السياقين الفلسطيني و”الإسرائيلي”.

فعلى الصعيد الفلسطيني يعود تطور المقاومة وحضورها إلى مسارات عدة منها:

تبدل جيل الانقسام بآخر جديد متحرر من سطوة سلطة رام الله وأجهزتها الأمنية.
وعي جمعي حقيقي متقدم ومتغلغل في العقل الفلسطيني الشاب.
نباهة اجتماعية قدمت نماذج كعرين الأسود والكتائب المحلية المقاتلة في المناطق، المتمردة على الواقع.
انكفاء سلطة رام الله على ذاتها داخل أسوار المقاطعة، وتحصنها فيها بإسناد من بقايا حاضنتها الاجتماعية المحدودة والمنبوذة، لتكون في زاوية المشهد الفلسطيني البعيدة.
حضور السلاح بأنواعه كافة بين عموم الشعب الفلسطيني باختلاف مصادره.
عملية سيف القدس التي سجلت نفسها كحدث مؤسس للمقاومة الفلسطينية.
أما على صعيد التبدلات في سياق “العدو الإسرائيلي” فتقدم كـ:

عدم القدرة على حسم المعارك التي تواجه الكيان في الجبهات المختلفة.
فشله أمنياً أمام الظاهرة المسلحة، أو التي تحولت إلى فعل مقاوم منظم ككتيبة جنين وفصائل المقاومة معها.
انكشاف عملية التعاون والتنسيق الأمني مع سلطة رام الله؛ ما عجّل في إضعاف السلطة وازدياد عدم ثقة الجمهور الفلسطيني بها، لذا هي غير موجودة في شمال الضفة، وبالتالي ساهم ذلك في حرية العمل المقاوم وصموده أمام قوات العدو.
صعود حكومة يمينية متطرفة أزالت جميع الوجوه (النظيفة!!) المزيفة عن الكيان، من خلال القتل بأبشع صورة، والاستيطان بأشكاله الكثيرة.
تشكل جغرافيا المقاومة من جنين حتى نابلس، كبؤر مقاومة ونقاط ارتكاز؛ لتكون خارج سيطرة الكيان وقواته الغاشمة، أو سيطرة السلطة عليها.
كل عملية عسكرية يقوم بها جيش العدو، كمعركة جنين الأخيرة، تتحول إلى (مفجرٍ للجبهات) كسلسلة العمليات المنظمة الأخيرة التي قادتها حماس في مستعمرة “عيلي وكدوميم”، وصولاً إلى إطلاق صاروخ الدفاع الجوي السوري الذي وصل إلى جنوب فلسطين المحتلة.
تقادم النظريات الأمنية المستخدمة في الصراع، كالردع – إدارة الصراع – والمعركة بين الحروب وغيرها التي أصبحت تعتبر غير ذات صلة بالوضع الفلسطيني الراهن والمستجدات الطارئة عليه، والإعلان الضمني عن فشلها وتقادمها، دون إيجاد البديل عنها.
وليس آخراً، السؤال، ماذا يمكن أن يفعل “رابين” لشخص يريد أن يموت؟

وبين هذين السياقين تبرز علامات الاستفهام المعقدة حول الإمكانات الأمنية والعسكرية لدى كيان العدو فيما يمكن وصفه بالقدرات الضائعة والتي لا يمكن استخدامها، للتبدلات السابقة، ولعجزها على أن تقود الكيان إلى تحقيق الإنجاز والتفوق المعهود عنه في الميدان.

ليبقى عودة جيش العدو إلى جنين أو غيرها من بؤر المقاومة رهينة لغطرسة كيان العدو وغبائه، وعدم قراءته للحالات المسلحة بشكل واعٍ ومتفحص، كون المناطق تمتلك من الإرادة والقوة ما تغير به الواقع.

شاهد أيضاً

أبرز ما تناولته الصحف العربية الصادرة اليوم 26/06/2024

الأنباء الكويتية – صيف لبنان مستمر وحرارته لا ترتبط بالتهديدات الإسرائيلية بتوسيع الحرب -بري قلق …

الاشترك بخدمة الخبر العاجل