هـيـلـدا الـمـعـدرانـي
اندلعت معركة “الخيمة” بين حزب الله واسرائيل في مزارع شبعا المحتلة مع مناوشات “مقلقة” على طرفي الحدود، أرست وضعا متقلبا وخطرا بالرغم من جميع التطمينات ان لا حربا وشيكة بين طرفي النزاع.
وكثرت التحليلات التي تتحدث عن فتح ملف ترسيم الحدود البرية الذي رفض لبنان الرسمي ومن خلفه حزب الله ربطه بالترسيم البحري الذي أنجز بعد مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل وصولا الى اتفاق برعاية اميركية في تشرين الاول الماضي.
والرفض جاء لاعتبارت تتعلق بنقاط كثيرة لا تزال عالقة، منها استمرار وجود 13 نقطة أساسية على طول الحدود البرية مع اسرائيل يرفض لبنان اعتبارها متنازعاً عليها بل مناطق لبنانية صرف.
وباعتبار ان حزب الله لا يقدم على اي خطوة غير مدروسة، فإن “زرع” الخيمة في نقطة حساسة…
امر مستجد على مستوى تكتيكات الحزب في حربه مع تل أبيب حسبما تؤكد اوساط مطلعة لـ “ليبانون فايلز”، بل هو يسعى الى طرح ورقة تفاوضية جديدة، اسمها “الخيمة”، واحداث متغير جديد وترتيبه على مساحة الانشغال الاسرائيلي.
فالقصة بدأت بعد اخلاء القوات الإسرائيلية نحو ٣٠ متراً عند اطراف مزارع شبعا المحتلة، وذلك من أجل إجراء عمليات حفر وتدشين فيها…
فاستغل الحزب فترة ما قبل عودته إليها ونصب فيها خيمة على اعتبار أنها أرض لبنانية.
وثمة من يسأل ايضا عن التوقيت، خاصة وان هذه العملية تأتي في لحظة متوترة جداً داخل إسرائيل وتصاعد العمليات العسكرية والشعبية في الضفة الغربية.
وبطبيعة الحال فإن قضية “الخيمة” لن تحل بين ليلة وضحاها، في مقابل وجهة نظر تقول من أنها ستكون سببا مباشرا لاشتعال الجبهة بين الحزب واسرائيل في حال قرر نتنياهو أن الحرب ضد لبنان قد تُنقذه من مشاكله الداخلية.
ما يعتبر ضرب من الجنون لن يقدم عليه ابدا، فهو يسبب انكشافه بشكل فاضح، لذا فإن خيمة الحزب ستتكيف مع الوقائع الجديدة وتفرض واقعا مختلفا على الحدود…
باعتبارها نقطة مناورة جديدة ينطلق منها الحزب لفرض شروطه في معادلة ردعية جر عدوه اليها من خلال فرصة ذهبية اقتنصها في خضم تغييرات جذرية تحدث في المنطقة.