مُنحت العلاقة بين التيّار الوطني الحر وحزب الله، منذ كان التفاهم بينهما، الكثير من التشابيه المتّصلة بالحياة الزوجيّة: زواج، طلاق، غرام وانتقام…
لذا، هي تشبه اليوم علاقة بين زوجٍ وزوجة لا يرغبان بالطلاق ولكنّهما غير قادرَين على مواصلة حياتهما معاً.
في الاجتماعات التي بدأت تُعقَد بينهما بحثٌ في سبل استمرار العلاقة… عادت الروح الى العلاقة بين “الحزب” و”التيّار” بعد انقطاعٍ استمرّ أشهراً.
يتولّى التفاوض النائب جبران باسيل والحاج وفيق صفا اللذَين عقدا أكثر من لقاء، وإن كانت مصادر قريبة من حارة حريك قالت لموقع ???????????? إنّها يمكنها تأكيد لقاء واحد على الأقلّ.
وفي حين أكّد مصدر قريب من الحزبَين أنّ تفاوض باسيل مع الحزب مؤشّر لاحتمال قبوله بانتخاب مرشّحه سليمان فرنجيّة…
رأى المصدر نفسه أنّ الثمن الذي يريده رئيس “التيّار” هو تطبيق اللامركزيّة الإداريّة الموسّعة، وهو مطلب مسيحي خصوصاً.
واعتبر المصدر أنّ تحقيق باسيل لهذا المكسب سيبرّر قبوله بفرنجيّة أمام قاعدته الحزبيّة كما أمام الجمهور المسيحي.
إلا أنّ هذه المعلومة التي تردّدت على لسان أكثر من مصدر، خصوصاً في فريق ما كان يُعرَف بـ ٨ آذار، *نالت تعليقاً واحداً:*
حزب الله ليس في وارد القبول باللامركزيّة الموسّعة، ولو كان ثمن ذلك وصول فرنجيّة الى بعبدا.
ويعني ذلك أنّ الحزب لن يوافق على نظامٍ جديد قد يعيش عقوداً من الزمن مقابل عهدٍ من ستّ سنوات.
ويشير مصدر مقرّب من باسيل الى أنّ الأخير لم يكشف للفريق الذي يعاونه عن كامل فحوى اتصالاته مع صفا، إلا أنّ ثوابته لم تتغيّر…
وأهمّها عدم القبول برئيسٍ لا توافق عليه الأكثريّة المسيحيّة، خصوصاً أنّ موافقته لا تسقط القدرة على تعطيل نصاب الثلثين.
وأكّد المصدر أنّ باسيل لا يفاوض على مناصب، كما ردّد البعض، لأنّها عُرضت عليه كلّها منذ أشهر ولم تغرِه ليوافق عليها.
ولفت الى أنّ أحد منطلقات التفاوض هو حرص رئيس “التيّار” على عدم كسر الجرّة مع حزب الله.
من جهته، يؤكد مصدر قريب من الحزب أنّ الحوار هدف وليس وسيلة، خصوصاً بعد ما بلغته العلاقة من اضطراب بين الفريقَين، وذلك لتهدئة جمهورهما وعدم التفريط بما تحقّق في السنوات الماضية.
*وأضاف:* دخل الحزب الى الحوار من دون التخلّي عن ترشيح فرنجيّة، كما دخله باسيل من دون التخلّي عن شرط عدم انتخاب رئيس “المردة”، أي أنّهما لم يقدّما تنازلات مسبقة ولا وضعا شروطاً مسبقة.
*وتابع:* الحوار المتعلّق بالاستحقاق الرئاسي سيكون طويلاً، وقد وضع باسيل أسماء مرشّحيه على الطاولة، في حين أنّ اسم مرشّح الحزب معروف.
ولكن من يظنّ أنّهما سيتوصّلان الى اتفاقٍ قريب فهو جاهل بباطن الأمور (شبكة الهدهد)، ولكنّ المهمّ حاليّاً هو تهدئة جمهورَيهما والتأسيس لاتفاقٍ في المستقبل.
ربما لم يبلغ الحوار بين التيّار الوطني الحر وحزب الله مستوى بناء الآمال الرئاسيّة عليه. يبدو سقف طموحه حاليّاً أدنى من ذلك بكثير، أما المخارج الرئاسيّة فمقفلة داخليّاً وخارجيّاً.
ويؤكّد أحد المشاركين في اجتماع اللجنة الخماسيّة في الدوحة أنّ الحلول للأزمة الرئاسيّة قد لا تتوفّر في الأشهر القليلة المقبلة.
أقصى ما يمكن لجبران باسيل ووفيق صفا أن يحقّقاه إذاً من جلساتهما هو تجنّب بلوغ أبغض الحلال، أي الطلاق. أمّا الـ “مبروك” فبعيدة المنال.