الـكـاتـب مـحـمـد الـمـدنـي – لـيـبـانـون ديـبـايـت
يواصل قائد الجيش العماد جوزف عون، مساعيه “الخفية” ليكون الخامس بين قادة الجيش الذين نجحوا في الوصول إلى رئاسة الجمهورية في تاريخ لبنان بعد فؤاد شهاب، وإميل لحود، وميشال سليمان وميشال عون.
العماد عون هو المرشّح الوحيد الذي تنخفض حظوظه كلما مرّ الوقت، عكس الباقين الذين تبقى حظوظهم قائمة حتى انتخاب الرئيس العتيد.
وذلك لأن صلاحية ترشيح عون تنتهي مع انتهاء ولايته في قيادة الجيش بتاريخ 10/1/2024.
وبما أن القوى السياسية بدأت تبحث جدياً عمّن سيتولى قيادة الجيش بعد رحيل عون، يصبح شبه مؤكد وفق رادارات وسلوكيات وتسريبات القوى السياسية المسؤولة عن انتخاب الرئيس، أن الشغور سيمتد إلى ما بعد التاريخ المذكور.
الأمر الثاني الذي يعرقل وصول الجنرال عون، هو بقاء رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية على الساحة الرئاسية…
لأن استمرار ترشيح فرنجية يجعل من طرح عون للرئاسة من قبل بعض القوى وتحديداً المعارضة، تحدياً لخيار الثنائي الشيعي الذي لا يزال متمسكاً بفرنجية.
كما جميع المرشحين، يصنّف عون “مرشح تحدٍ” طالما أنه سيواجه فرنجية، ومن يواجه زعيم “المردة” في الوقت الراهن، لن يُكتب له الفوز حتى وإن نال 70 صوتاً.
لذلك يسعى قائد الجيش إلى الحفاظ على أفضل العلاقات مع الرئيس نبيه برّي من جهة ومع “حزب الله” من جهة أخرى، لعل وعسى يتبدل حال الثنائي ويقتنعان بأن وصول فرنجية “مستحيل”، لكن بشرط قبل تاريخ 10/1/2024.
وبخلاف ما يُشاع عن بعض المؤيدين لفرنجية، فأن الأجواء المحيطة بالرجل فيها من الإحباط ما يكفي للدلالة على صعوبة وصوله إلى قصر بعبدا.
وما تسرّب عن نيّة فرنسا تغيير مبادرتها الرئاسية ليس من نسج الخيال، بل حقيقة ستخرج إلى العلن في وقتٍ قريب.
لكن هذا لا يعني أن المبادرة الفرنسية سقطت، هي على وشك السقوط ما لم تنجح آخر المحاولات التي يجري العمل عليها في الخارج والداخل.
وبحسب المعلومات، فأن باريس قد تطرح مع فرنجية رئيساً للحكومة يساهم في تليين موقف المملكة العربية السعودية في الملف اللبناني.