تعرّف اللبنانيون في تلك الساعات المشؤومة التي عاشوها، منذ السادسة عصر الرابع من آب 2019، على ملائكة حقيقيين كانوا السند الأول واليد التي بلسمت الجراح. فرغم الدمار الذي لم يوفّر المستشفيات في بيروت، استنفرت الطواقم الطبية وأقسام الطوارئ في ذلك اليوم لإغاثة الجرحى باللحم الحيّ وبما تبقّى لديها من أدوية وطوابق صالحة للاستخدام.
نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون استذكر هذا الحديث الأليم، قائلاً “كان يوماً مريعاً، خلال أقلّ من ساعتين توزّع على المستشفيات في منطقة بيروت الكبرى ما يقارب الـ7000 جريح”، مضيفاً “4 مستشفيات دُمّرت كلياً وعدد كبير من المستشفيات تكبّدت أضراراً مادية كبيرة، ولكن بالرغم من الدمار الذي لحق بها استمرت في ذلك النهار باستقبال الجرحى في أقسام الطوارئ بحضور كامل الطواقم الطبية والتمريضية”.
لكن إرادة البناء انتصرت مجدداً، وعادت المستشفيات لتنهض من جديد، رغم الأزمة الاقتصادية الحادة والانهيار المالي الذي جاء ليزيد العبء على القطاع الطبي.
فبعد مرور 3 سنوات كيف تبدو مستشفيات بيروت اليوم؟ يقول هارون في حديث لموقع mtv: “غالبية المستشفيات التي تضرّرت أنهت أعمال التصليحات وعادت إلى مسار العمل الطبيعي ولكن طبعاً بكلفة مرتفعة جداً. ورغم الدمار خلال السنوات الثلاث الماضية، كانت المستشفيات المدمّرة تستقبل جزئياً وتفتح الأقسام تباعاً وصولاً الى اليوم حيث عادت وافُتتحت فيها كل الأقسام”.
وبينما كشف هارون أن “الأضرار المادية تجاوزت عشرات ملايين الدولارات”، اعتبر أن “الأسف الأكبر ليس على الخراب المادي إنما على الطواقم الطبية التي خسرناها من ممرضين ومرضى أيضاً، وهذه هي الخسارة الأكبر التي لا تُعوَّض”.
التجربة كانت صعبة جداً، والأثمان التي دُفعت كبيرة مادياً ومعنوياً، وكانت خسارات القطاع الطبي ضخمة في الانفجار كما في مواجهة وباء كورونا أو في هجرة الأطباء والممرضين الى الخارج بحثاً عن فرصة حياة أفضل. ولكن رغم كل ذلك صمد الثوب الأبيض في وجه كل سواد الأزمات… وهؤلاء هم أبطالنا.
الوسوممقالة
شاهد أيضاً
أبرز ما تناولته الصحف العربية الصادرة اليوم 26/06/2024
الأنباء الكويتية – صيف لبنان مستمر وحرارته لا ترتبط بالتهديدات الإسرائيلية بتوسيع الحرب -بري قلق …