الرئيسية / أخبار / أبرز ما تناولته الصحف اليوم

أبرز ما تناولته الصحف اليوم

كتبت النهار

بات من الصعب جداً ترميم علاقة “حزب الله” مع المكوّنات اللبنانية. الأمر لا يتعلق بالمكوّن المسيحي وحده الذي ظهر مزاجه جلياً إثر حادثة الكحّالة، بل ينسحب على مختلف مكونات النسيج اللبناني. هذه حقيقة مؤلمة لكنها حقيقة تعكس الواقع الذي يعيشه اللبنانيون من مختلف الأطياف والبيئات. فقد كشفت حادثة الكحّالة حجم الرفض لسلوك “حزب الله”، ولما يمثله “حزب الله” بشكل عام من سلوكيات، وثقافة، وأيديولوجيا، والأهم ما تمثله وظيفتة الداخلية التي تعمل بلا هوادة على نسف التركيبة اللبنانية الثقافية، والسياسية، والأمنية، والديموغرافية، والعقارية في سياق مشروع غلبة يزحف شيئاً فشيئاً لابتلاع لبنان، ولتدمير ما يمثله هذا البلد من معنى وجودي للجميع بمن فيهم أبناء البيئة المغرر بهم، فضلاً عن وظيفته الخارجية التي لم تنفك عن العمل بمنهجية لسلخ لبنان واللبنانيين عن الحاضنة العربية، والمدى العالمي الأوسع.

قبل حادثة الكحّالة، كانت عملية الاغتيال في عين إبل، وقبلها حوادث متنقلة بين مختلف البيئات، وقاسمها المشترك “حزب الله” وهيمنته في كل اتجاه. ولذلك نعتقد أن ما حصل في الكحالة كان من الممكن أن يمر لولا أن الكيل قد طفح من سلوك ما عاد يمكن السكوت عنه. صحيح أن قيادات سياسية عدة صمتت في الأيام القليلة الماضية، لكن الصحيح أيضاً أن القواعد الشعبية في كل المناطق والبيئات تقول الكلام نفسه، وتفكر بالطريقة عينها، وتنظر الى “حزب الله” بالطريقة ذاتها. إنها الهوة السحيقة التي ما عاد من الممكن ردمها. والدليل أن من يتحدثون عن الفيديرالية، أو عن الطلاق الوطني، يرفعون كلٌّ على طريقته “البطاقة الحمراء” بوجه ذراع إيران في لبنان! من هنا يجب على قادة الحزب المذكور أن يقرؤوا بتمعن رسالة البيئات اللبنانية على اختلافها. فالموقف في العمق لا يختلف بين بيئة مسيحية، أو درزية أو سنية. هذه هي الحقيقة التي يجب أن تقال بصوت عال. لم يعد ممكناً الاستمرار في العيش تحت سماء واحدة مع من صمّوا آذانهم، وأداروا ظهورهم لمن يُفترض أنهم شركاء في الوطن.

لم يشتعل الغضب مع حادثة الكحالة، بل كان الغضب مشتعلاً منذ أعوام. مع تراكم مسلسل الاغتيالات، والغزوات، والتفجيرات، والتعديات العقارية، والعراضات المسلحة، والحروب التوريطية في كل مكان، والاعتداءات الكيانية. إنه غضب متصاعد على مر الأعوام مع قيام الحزب المشار إليه بترسيخ معادلة الخوف والترهيب في وطن وُلد كملجأ للمضطهدين، ولا كسجن كبير في هذا الشرق.

و لذلك نقول بكل صراحة لكل القوى السياسية في البيئات الأخرى المتورطة في لعبة التخادم مع “حزب الله” إنه حان الوقت لكي تعود الى الطريق الصحيح. حان الوقت للعودة الى الأصل. فالمزاج الغالب في جميع البيئات بات أكثر راديكالية تجاه “تكتيك” اللعب تحت الطاولة والتواطؤ مع طرف صارت الهوة بينه وبين غالبية اللبنانيين عميقة الى أبعد الحدود
.

شاهد أيضاً

أبرز ما تناولته الصحف العربية الصادرة اليوم 26/06/2024

الأنباء الكويتية – صيف لبنان مستمر وحرارته لا ترتبط بالتهديدات الإسرائيلية بتوسيع الحرب -بري قلق …

الاشترك بخدمة الخبر العاجل