ناقشت وسائل إعلام إسرائيلية عديدة ما وصفتهُ بحالة “التوتر عند الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة” وإمكانية اندلاع حرب مع حزب الله، مؤكّدةً أنّ إسرائيل ستعاني من وضع كارثيّ في أي حربٍ مع الحزب، مشيرة أيضاً إلى أنّ تهديدات وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت الأخيرة تُعَدّ “مُضحكةً للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله”.
ورأت القناة “13” الإسرائيلية، في تقارير نشرتها خلال الساعات الماضية، أنّ “حزب الله مستمرٌ في تهديد إسرائيل”، متناولةً ما كشفه الحزب، الجمعة، عن منظومة الصواريخ المضادة للدروع “ثار الله”، مشيرةً إلى أنّ “حزب الله استخدم الصواريخ سابقاً، وسيستخدمها في المواجهة المقبلة مع إسرائيل”.
وتترقب القناة، وفق محلليها، إحياء حزب الله للذكرى السنوية لـ”إنتصار حرب تموز 2006″ الإثنين المُقبل، وخطاب الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله. وفي السياق، صرّح مراسل الشؤون العربية في “القناة 13″، حيزي سيمنطوف، بأنّ حزب الله “مستمر في التهديد، وباحتفالات النصر”، ناقلاً الصور والمشاهد التي تمّ عرضها لمنظومة الصواريخ ثار الله” التي دخلت في تشكيلات الحزب عام 2015.
وتحدث سيمنطوف عن مميزات المنظومة الصاروخية ودقّة إصابتها للأهداف، وقدرتها على إطلاق صاروخين من طراز “كورنيت” في آن واحد.
كذلك، عرضت القناة الإسرائيلية تقريراً مرئياً تناول تفصيلاً عن المنظومة الصاروخية التي كشفت عنها “حزب الله”، موضحاً مدى تمتعها بدقّة إصابة الأهداف بتوقيتٍ مُتزامن وبدقّةٍ فائقة، مشيراً إلى إمكانية استخدامها في الرماية النهارية والليلية، فضلاً عن تميّزها بسهولة التحرّك والمناورة.
بدوره، حذّر محلل الشؤون السياسية في “القناة 13” الإسرائيلية، آري شافيط، من أنّ “الحرب المقبلة ستكون كارثية”، وأنّه يجب القيام بجهدٍ كبير من أجل منعها، مُطالباً بـ”وجوب الاستعداد لها”.
وشدّد شافيط، في حديثه، على أنّ “قوة محور المقاومة زادت قوته كثيراً”، مشيراً إلى أن “إسرائيل تبدو، بالنسبة إلى محور المقاومة، في صدد التفكك”.
كذلك، قال المقدَّم في الاحتياط الإسرائيلي، والخبير في الشؤون العربية، آلون أفيتار، لـ”القناة الـ13″ الإسرائيلية، إنّ السيد نصرالله “غير مرتبك”، وإنّه يرى أنّ الواقع الإسرائيلي “هش، والصدع الداخلي يتوسع”، مُشيراً إلى أنّ الصدع الإسرائيلي يشكّل فرصةً بالنسبة إلى السيد نصر الله”.
وتطرّق اللواء في الاحتياط الإسرائيلي، والخبير في شؤون الأمن القومي، كوبي ماروم، إلى الزيارة الأخيرة لوزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، للحدود الشمالية لفلسطين المحتلة مع لبنان.
ورأى أنّ تهديدات غالانت للبنان “فارغة”، وقال إنه “عندما تهدد الطرف الثاني عسكرياً، يجب أن يكون هذا التهديد موثوقاً به، لكنّ التهديدات فارغة، وإسرائيل تعتمد الاحتواء”.
وذكرت “القناة الـ12” الإسرائيلية أنّ السيد نصر الله “ينفجر ضاحكاً عندما يسمع غالانت يُهدّد”.
من ناحيته، أشار الصحافي الإسرائيلي، نتان زهافي، إلى معرفة كثير من القادة الإسرائيليين في المستويات العليا، أنّه “إذا نجحت إسرائيل في تحييد بضع مئات (فقط) من كل ألف صاروخٍ ستُطلق عليها”، فإنّ مئات الصواريخ سوف تسقط على “المراكز السكانية”، مؤكّداً أنّ “الناس لن تتحمل ذلك، ولن تكون قادرةً على تحمل ذلك”.
أما قائد سلاح الجو السابق، إيتان بن إلياهو، فتحدث عبر “القناة الـ12” موضحاً أنّ قدرة الردع لدى الجيش الإسرائيلي تضرّرت.
كذلك، تناول اللواء في الاحتياط الإسرائيلي، غرشون هكوهين، التقديرات الأخيرة لجهاز “الموساد” ولشعبة “أمان”، والتي أفادت بأنّ “نصرالله لا يريد حرباً”، لافتاً إلى أنّه “يقبل هذه التقديرات”، لكنه أضاف: “من ناحية ثانية، فإنّ منظومة حزب الله جاهزة للحرب، ويجب الإنتباه إلى ملاحظة، مفادها أنّ مِن ضمن استعدادات حزب الله يأتي نشر قوات الرضوان”.
وتزامنت كل تلك الأحاديث مع تقارير لوسائل اعلام إسرائيلية أشارت إلى أنّ “الجبهة الداخلية في فلسطين المحتلة ليست جاهزة للحرب، وأن مستوطنات الشمال ينقصها أكثر من عشرة آلاف ملجأ، وهو الأمر الذي يعني أنّ 2.5 مليون مستوطن “يعيشون بلا حماية”.