بعد تقارب السعودية وإيران نتيجة جهود صينية العلاقة بينهما مهمة جدا من اجل حسم ملفات كثيرة تتعلق بالمنطقة في ظل إصرار ايراني على التدخل في شؤون الدول العربية ودعم ايراني المليشيات التي تنفذ اجنداتها والتي ادت الى فوضى وإرهاب وتعطيل للحياة السياسية في بعض الدول لكن ماهو الهدف من تقارب السعودية وإيران ؟..وماهو المنتظر من هذه العلاقة بالنسبة لدول المنطقة ؟..وهل تتوقف إيران عن التدخل في شؤون الدول العربية ودعم مليشيات خارجة عن القانون وتصنف دوليا إرهابية ؟.
أسئلة كثيرة في هذا الموضوع وتحتاج إلى إجابات في ظل قلق دولي من تهديدات إيران النووية وايضا الدول التي تأثرت بالتدخلات الإيرانية تنتظر ثمرة التقارب السعودي _الايراني وتحتاج إلى من يطمئن مواطنيها ان ايران سوف تبني علاقة قائمة على المصالح المشتركة بين دول المنطقة بدون التدخل في شؤونها ودعم فصائل موالية لها وتؤدي إلى تدمير دول عربية خاصة إن الاوضاع في العراق واليمن وسوريا ولبنان دليل على تدمير هذه الدول بسبب التدخل الإيراني في شؤونها ومازالت هذه الدول لم تخرج من الفوضى التي صنعتها إيران ومازالت مليشياتها تحارب الاستقرار والأمن والتنمية في هذه الدول .
السعودية عانت من تدخل إيران في اليمن بسبب إطلاق صواريخ بالستية وطائرات مسيرة عليها من اليمن عن طريق مليشيات الحوثي التابعة لإيران والتي تحرضهم ضد السعودية والعمليات الإرهابية التي قامت بها إيران ضد السعودية ولذلك لابد من ضمانات حقيقية من إيران لكي تتوقف عن افعال الماضي القريب الإرهابية وتفتح صفحة جديدة مع السعودية وكل دول المنطقة ليس فقط بسبب الحصار الامريكي عليها تحاول ان تجد مخرج ببناء علاقات اقتصادية مع دول الخليج التي تضررت كثيرا من إيران وايضا من اجل ان تحترم دول الخليج والدول العربية وتبني علاقات قائمة على الاحترام والمصالح المشتركة معها وتبتعد عن الافعال الصبيانية التي ترتكبها طوال الوقت .
الاتفاق السعودي الإيراني برعاية صينية في مارس /آذار الماضي بدأ تنفيذ الاتفاق بفتح السفارات والزيارات المتبادلة بين وزيري خارجية البلدين وكان هناك زيارة لوزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في يونيو/حزيران الماضي ويوم الخميس الماضي قام وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان بزيارة إلى المملكة العربية السعودية لاول مرة منذ ٧ سنوات والتقى مع نظيره السعودي وكانت التصريحات واللقاء جيد ويعكس مرحلة جديدة من العلاقة بين البلدين نابعة من إرادة ورغبة صادقة وجدية لتعزيز العلاقات وتطويرها في مجالات اقتصادية وتجارية وتنفيذ السابق من اتفاقات من اجل مصلحة البلدين والشعبين .
وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان رحب بوزير الخارجية الإيراني عبداللهيان وتحدث عن الإخوة الإسلامية بين السعودية وإيران وبناء علاقة تقوم على الاحترام والمصالح المشتركة وتعزيز التعاون الاقتصادي مع إيران وبنفس اللهجة الإيجابية تحدث وزير الخارجية الإيراني عبداللهيان عن اهمية السعودية وإيران في غرب آسيا والدول الإسلامية ووصف اللقاء بالمثمر وشكر السعودية على تسهيل الحج للحجاج الإيرانيين وتحدث على اهمية الحوار والتعاون الإقليمي وتحدث حول اهمية الامن والتنمية والتي لا يمكن تجزئتهما بحسب تصريحاته وأعلن عن دعم إيران استضافة المملكة اكسبو ٢٠٣٠ وتطرقا إلى حديث بعيد عن السياسة في مجال الرياضة وضرورة ان يكون هناك مباريات متبادلة ذهابا وإيابا كما تحدث وزير الخارجية الإيراني عن تلبية الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في الوقت المناسب وان العمل بين البعثات الدبلوماسية وزيارات النخب سوف تمهد للقاء القادة .
السعودية تستطيع من خلال علاقتها الجديدة مع إيران ان تقوم بتسوية ملفات المنطقة معها وتعيد الاستقرار للدول العربية التي تضررت من إيران واعتقد ان في الغرف السرية يتم الحديث عن ضرورة تسوية في دول مثل اليمن ولبنان وسوريا والعراق ايضا خاصة ان المملكة العربية السعودية تعمل دائما مع اشقائها العرب سواء من خلال دبلوماسييها او من خلال الجامعة العربية على رفض التدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية وايضا محاولة إعادة الاستقرار إلى الدول التي تضررت بفعل التدخلات الإيرانية .
السياسة السعودية نجحت على إخضاع إيران وجعلتها تعود إلى رشدها مرة اخرى وهذا يؤكد ان السياسة السعودية تسير في الطريق الصحيح وان إيران لن تستطيع التعايش في المنطقة بدون بناء علاقات مع جيرانها تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون جيرانها ولذلك هذه العلاقة سوف تعود بالنفع على البلدين وعلى استقرار المنطقة وتنميتها بعد ان يتم تخلي إيران عن سلوكها الإرهابي وتصبح شريكة مع دول المنطقة في تحقيق الامن والاستقرار والتنمية ورخاء الشعوب خاصة انها تعلن دائما ان المنطقة ترفض التدخلات الخارجية في شؤونها وهي تعادي التواجد الامريكي في مياه الخليج وايضا ترفض الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين والجولان في سوريا لكن اذا ارادت إيران العودة إلى الطريق الصحيح لابد ان تتوقف عن اطماعها في السيطرة على عواصم عربية وتتوقف عن دعم مليشيات تهدد امن واستقرار الدول العربية والمنطقة والمملكة العربية السعودية لن توافق على زعزعة إيران امن واستقرار اشقائها العرب واذا عادت إيران مرة اخرى الى افعالها وسلوكها السابق سوف تعيش إيران في عزلة مرة اخرى وسوف تقطع السعودية علاقتها بإيران .
الطريق طويل لحسم الكثير من الملفات بين السعودية وإيران لكن العلاقة تتطور سريعا منذ مارس الماضي واعتقد ان القادم سوف نشهد الكثير من الزيارات المتبادلة بين الطرفين والكثير من اللقاءات التي سوف تناقش كل الموضوعات العالقة بينهما وايضا ملف التدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية وسوف يكون هناك تفاهمات واتفاقات وتسويات سياسية واقتصادية وامنية وعسكرية وربما شكل العلاقة بين إيران ودول المنطقة وايضا وربما تلعب السعودية دورا في التوصل إلى اتفاق جيد بين إيران والولايات المتحدة والدول الاوروبية خاصة ان السعودية لها ثقل سياسي دولي والجميع يحترم رؤية السعودية للسلام وهي دولة سلام تسعى دائما إلى نشر السلام من خلال استراتيجية الحوار والتعاون .
نتمنى ان تقتنع إيران بضرورة التوقف عن اطماعها في السيطرة على الدول العربية وتبني علاقة شراكة كما تفعل الان مع السعودية تؤدي إلى تنمية حقيقة وليس تدمير وفوضى وإرهاب وتتخلى عن مليشياتها واذرعها الإرهابية وتفتح صفحة وعهد جديدا مع الجميع .